مديرة المدرسة: مدير المدرسة يجب أن يكون على قدر المسئولية فى المكان الذى يعمل فيه
المعلمة فاطمة رضا: كل التلاميذ بالمدرسة أولادنا ويصعب علينا إنهم يحضروا فى السنة الجديدة يلاقوا أتربة وحاجات مش كويسة يقعدوا عليها
وسناء عطية: كل اللى نحتاجه حالياً صيانة كاملة للمدرسة، حيث إنها منذ 1903 وتحتاج لدعم كبير
أمين المكتبة عبد الرحمن على: الجميع شارك فى نظافة 12 فصلا مدرسيا ومبنى من 3 أدوار وبها المكتبة وغرفة الحاسب الآلى كأسرة واحدة
(كم يرفع العلم أشخاصاً إلى رتب ويخفض الجهل أشرافاً بلا أدب) تلك الكلمات لخص فيها الإمام الشافعى حال العلم، وهنا فى أرمنت الحيط غرب محافظة الأقصر وفى مبنى قديم يعود لعام 1903 قرر مجموعة من المعلمين وعلى رأسهم مديرة المدرسة إطلاق حملة نظافة وتجميل وغسيل شاملة قبيل استقبال الطلبة مع بدء العام الدراسى الجديد يوم السبت المقبل رسمياً، وانطلقوا كخلية نحل لتجميل المدرسة وطرقاتها وفصولها متطوعين بأنفسهم ومشاركة عمال من خارج المدينة، بعد إصابة العامل الرئيسي بكسر فى القدم وسيجرى عملية جراحية خلال الأيام المقبلة، وضرب فريق المدرسة مثال فى المحبة والمودة فيما بينهم بالتعاون فى حملة النظافة داخل مدرستهم وهى مدرسة السلام الإبتدائية بأرمنت الحيط.
وفى قلب المدرسة التقى "اليوم السابع" بالمعلمين القائمين على تلك المبادرة لتجميل مدرستهم واستقبال التلاميذ من أبناؤهم وجيرانهم وأبناء البلد بمنطقة أرمنت الحيط غرب محافظة الأقصر، حيث قالت الأستاذة منى يوسف أبو العلاوى، أن مدير المدرسة يجب أن يكون على قدر المسئولية فى المكان الذى يعمل فيه، وهى بحكم تواجدها مديرة للمدرسة والعامل المسئول عن النظافة وتجهيز المدرسة والفصول للعام الدراسى الجديد مريض ومصاب بكسر فى القدم وسيجرى عملية جراحية خلال الأيام المقبلة، فقد استعانت بعامل من مجلس المدينة ليقوم بالتنظيف للمدرسة ولكن لم يقدر على إنجاز العمل كله، وتدخلوا جميع المعلمين للمساعدة فى تجميل مدرستهم فهى مدرسة قديمة ومتهالكة، قائلةً: "قررنا إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل العام الجامعى الجديد، فالمدرسة قديمة وتحتاج لدعم كبير وخطة تطوير شاملة ولكن المدارس على الأبواب ولم نشتكى وقررنا العمل بأيدينا لخدمة تلاميذنا مع دخولهم العام الدراسى الجديد، وقررنا تنظيف المكان اللى عايشين فيه، ومش هينفع التلاميذ يحضروا يوم السبت ويقعدوا على التراب فى المقاعد بالفصول والجدران والأرضيات، وإستعنا بجميع المعلمون بالمدرسة وقمنا بتنظيف المدرسة والفصول والجدران والطرقات استعداداً للعام الجديد، ونتمنى من الله أن يكون عام سعيد على كل أطفال وطلاب مصر".
وتقول المعلمة فاطمة رضا إحدى المنظمات لمبادرة تنظيف مدرسة السلام الابتدائية بأرمنت الحيط: "كل التلاميذ بالمدرسة أولادنا ويصعب علينا إنهم يحضروا فى السنة الجديدة يلاقوا أتربة وحاجات مش كويسة يقعدوا عليها، فعملنا المبادرة مع المديرية وشكلنا فريق عمل لتنظيف المدرسة بالجهود الذاتية وأثناء العمل لم يكن يعلم أي منا أنه يتم تصويرها من إحدى زميلاتهم بالمدرسة، وهذا دورنا ومهمتنا والمدرسة دي تعز علينا لإننا طلعنا فيها، كنا طلبة فيها وطلعنا مدرسين فيها وده واجبنا على مدرستنا".
وتضيف المعلمة فاطمة رضا لـ"اليوم السابع"، أن مدرسة السلام الإبتدائية ليها فضل كبير عليها فى حياتها ولذلك تقوم داخلها بكل ما تستطيع من خير لوجه الله تعالى، قائلةً: "أنا بكلم المدرسة كأنها إنسان، وكل يوم لما بمشى من المدرسة بقولها تركت بعافية ونرجعلك بالسلامة، والمديرة بتاعتنا فوق الوصف ومتعاونة جداً وإحنا لما بنعمل حملات نظافة وتجميل بيكون لينا ولأولادنا ومش بننتظر دعم وتوفير فلوس بنجمع مع بعض ونوفر المطلوب لأولادنا".
أما عبد الرحمن أحمد على أخصائي مكتبة بمدرسة السلام، فقد صرح بأنهم أطلقوا مبادرة مع مديرة المدرسة والمعلمين والمعلمات بعد إصابة العامل بكسر فى قدمه مؤخراً وإستعداده لإجراء عملية جراحية، وقرروا تجميل وتنظيف المدرسة وكنسها ومسحها بالكامل قبل بدء العام الدراسى الجديد، موضحاً أن المدرسة بنيت منذ عام 1903 وبها 12 فصل مدرسى ومبنى من 3 أدوار وبها المكتبة وغرفة الحاسب الآلى، وجميعنا شاركنا فى حملة النظافة بمدرستنا لإستقبال أبناؤنا الطلاب بالعام الدراسى الجديد وكان لا يوجد فرق بين أحد، الجميع قاموا بتنظيف المدرسة كأسرة واحدة.
فيما قالت المعلمة سناء عطية، التى تعمل منذ 15 سنة بالمدرسة، أنهم منذ أسبوع كامل يقوم جميع المعلمون بتجميل المدرسة وكنس ومسح الفصول وغسيل الجدران والكراسى المخصصة للأطفال، حيث أنه دورهم للتكافل والتكاتف فيما بينهم ليكونوا مؤسسة داخل مؤسسة لخدمة التلاميذ فى كل أمور حياتهم، فالمعلمون يجمعون أموال فيما بينهم بصورة دائمة لدعم كافة الطلبة ودفع المصاريف عن الطلبة الغير قادرين، وكذلك توفير اللازم لكل زميل ومعلم فى ظروف أو أفراح وخلافه، قائلة: "الكل فى المدرسة أسرة واحدة ومعانا مديرة محترمة جداً وتستحق نوقف جنبها، وانا اللى صورتها وقررت نشر صورها على الفيس بوك لدورها الكبير فى خدمة الطلاب والمعلمين فى المدرسة، إحنا بنعمل لوجه الله وبنتاجر مع ربنا ولما نزلت صورة المدير كان لازم نكرمها على دورها الكبير معانا ومع الطلبة، ونتمنى تكريمها من وزير التربية والتعليم قبل خروجها لسن المعاش بعد عامين لمجهودها الضخم فى خدمة التربية والتعليم فى بلادنا".
وأضافت المعلمة سناء عطية لـ"اليوم السابع"، أن الجميع يتكاتف لتوفير كل متطلبات المدرسة دون انتظار لدعم من أحد خارجها، حيث أن المعلمة فاطمة رضا الشهيرة بأم كريم قامت من قبل بشراء وتركيب مروحة فى أحد الفصول على نفقتها الخاصة، وكذلك قامت بتغيير بلاط حمام الفتيات بالمدرسة بالكامل لتوفير بيئة مناسبة لهم، والجميع يشارك دوماً فى توفير كل متطلبات المدرسة، وكل اللى نحتاجه حالياً صيانة كاملة للمدرسة حيث أنها منذ 1903 وتحتاج لدعم كبير من المسئولين لتوفير بيئة كريمة للطلاب والمعلمين داخلها".
اليوم-السابع-فى-قلب-مدرسة-السلام-الإبتدائية-بأرمنت-الحيط-(22)
اليوم-السابع-فى-قلب-مدرسة-السلام-الإبتدائية-بأرمنت-الحيط-(38)