صدر حديثا عن دار المسك للنشر والتوزيع رواية القلب، رائعة المؤلف الإيطالى إدموند ودى أميسيس، ترجمة ياسر شرف، تقع الرواية في 315 ص. من القطع المتوسط، مزدانة بغلاف بديع من الورق المقوى لصورة طفل ترسم ملامحه البراءة، وكأن الرواية للكبار والصغار معا، رسالة الأبناء لوالديهم والأباء لأبنائهم.
أحيت الرواية عاطفة الطبقة البرجوازية الإيطالية فى عصر اليقظة القومية من القرن العشرين حيث صاغها الروائى الإيطالى على شكل مذكرات الحياة المدرسية في يوميات طالب ابتدائى، كُتبت هذه الرواية عقب حروب إيطاليا من أجل الاستقلال ، وتعزيز الوحدة الوطنية التي قاتل المؤلف نفسه من أجلها.
نجد في الرواية وصفاً مُحزناً و مشوّقاً لمآسى الحياة في المستشفيات و السجون و معاهد المكفوفين و الصمّ و البكم، و كذلك معاناة الشعب الإيطالى ومن هنا أصبحت رواية القلب ذائعة الصيت على مستوى العالم، ولا يزال موضع اهتمام المراهقين فى إيطاليا خصوصاً وفى أوربا على وجه العموم واقتبس منها مسلسل كارتونى بعنوان وداعا ماركو
يقول المؤلف في اخر يوم من المهرجان : يالها من دراما إنسانية تلك التي رأيناها في ذلك اليوم، لقد كان مشهدا مؤثرا ففىي ميدان سان كارلو المزين بالأعلام الصفراء والحمراء والبيضاء، كان هناك أناس ووجوه من كل الألوان، وكانت تمر عربات مذهبة وعليها أعلام على هيئة خيام وبيوت متحركة كمسارح للتمثيل عليها وعلى هيئة مراكب أيضا مليئة بالمحاربين والطباخين، بملابس البحرية لقد كان هناك صخب شديد بحيث لايمكن أن تتعرف على شئ من أصوات الطبول وقرع الأطباق ووجوه العربات والغناء وأقدام الناس، والمشاهدين من الشبابيك الذين يردون بالغناء، وفى وسط هذا الصخب الكبير كان الجميع يضج بالمرح، وعندما دخلت سيارتنا إلى الميدان دخلت أمامنا سيارة فارهة تجرها أربعة جياد مغطاة بأقمشة ذهبية مطرزة ومزينة بالزهور، وعليها أربعة عشر رجل يرتدون أقنعة فرنسية من الحرير الخالص، وبواريك بيضاء وشعر يتدلى إلى ظهورهم وسيوفهم، ودروعهم على صدورهم، فى صورة جميلة كانوا يغنون معا، أغنية فرنسية ويلقون بالحلوى للناس، والناس يرفعون أيديهم ليحيوهم وهم يصيحون.