تحل علينا اليوم الموافق 26ديسمبر من كل الذكري الـ 42 لوفاة الشيخ مصطفى اسماعيل قارئ الملوك والرؤساء عام 1978، والتقى اليوم السابع بحفيد الشيخ مصطفى اسماعيل من داخل ضريحه بمنزله بقرية ميت غزال التابعة لمركز السنطة بمحافظه الغربيه، والذي حكي تقاصيلا عن حياة جده منذ طفولته ونشأته وعلاقاته بالملوك والرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الراحل أنور السادات وعدد من المطربين والفنانين أبرزهم الفنان محمد عبد الوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم.
الشيخ مصطفى إسماعيل الذي ذاع صيته فى دول العالم بعذوبة صوته منذ كان طفلا بعد أن تعلم القرآن وجوده وهو فى سن صغيره على يد الشيخ إدريس فاخر والذى كان شيخ الكتاتيب بالمنطقة والذى تتلمذ على يديه العديد من حملة القرآن الكريم.
ولد الشيخ مصطفى إسماعيل فى 17يونيو 1905 بقرية ميت غزال التابعة لمركز السنطة بمحافظة الغربية وكان الحفيد الأكبر للابن الأكبر لجده الشيخ مرسى إسماعيل.
وكان يقوم جده برعايته والذى وجد فيه عذوبة الصوت فأرسله إلى الشيخ إدريس فاخر الذى علمه القرآن وتجويده وذاع صيته لعذوبة صوته وكان يرسله جده إلى القرى المجاورة لإحياء المآتم دون الحصول على أجر وكان يرسل إليه الطعام على "الركوبة" لمدة 3 أيام التى كان يقرأ فيها حيث كانت عادة القرى أن تتم القراءة فى المعازى 3 أيام متتالية.
وعندما بلغ سن 13 سنة أرسله إلى المعهد الأحمدى بطنطا والذي كان أحد فروع الأزهر الشريف وتعلم تجويد القرآن بعدة قراءات.
وكان يطلب منه محفظ القرآن داخل المعهد الأحمدى عقب كل درس للقرآن أن يتلو القرآن بصوت عذب لمدة 5 دقائق وكانت تربطه علاقة صداقة قوية بنجل القصبى باشا وأثناء ذلك توفى القصبى باشا فى تركيا وتم نقل جثمانه إلى القاهرة لدفنه بمقابر العائلة بطنطا.
وحضر الجنازة والعزاء حيدر باشا وزير الحربية آنذاك ودولة مصطفى النحاس رئيس الوزراء وعدد من الوزراء والشخصيات العامة بحضور عظماء قراء القرآن الكريم أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ محمود صبح والشيخ عبد الفتاح الشعشاعى وحضر مندوب من القصر الملكى وقرأ الشيخ مصطفى إسماعيل القرآن الذى أبهر الحضور بصوته العذب.
وأثناء تلك الفترة ذهب لقراءة القرآن فى أحذ المعازى بدمياط وتعرف على والد زوجته الشيخ محمود عمر صاحب مدارس"عمر" ومكث فى بيته 3أيام طوال فترة العزاء وشاهد ابنته فاطمة وفى العام الثانى توجه إلى دمياط لإحياء الذكرى الثانوية ليجد زوجته وفاتح والد زوجته فى الزواج منها وحضرت أسرتها إلى قرية ميت غزال للتعرف على الأسرة وتمت الموافقة على الزواج وأنجب منها 6أبناء 3ذكور وهم عاطف وسمير ووحيد، و3بنات وهن إنجى، وسامية، وماجدة واستقروا فى القرية وكونوا أسرتهم وقام بشراء قطعة أرض لبناء منزل عليها وإنشاء استراحة شخصية للجلوس فيها عند عودته لمنزله.
وكان كثير السفر لإحياء حفلات القرآن الكريم بمحافظات مصر وطاف محافظات الصعيد والوجه البحرى بالكامل، وكان يقرأ القرآن فى الموالد بالمجان حبا منه فى آل البيت.
وقال حفيده "مصطفى" ابن نجله وحيد الذى كان يعمل وكيل أول وزارة بوزارة الإعلام والذى كان ملاصقا لوالده طوال حياته لوجود شقيقيه الاثنين عاطف وسمير بألمانيا إنه توجه إلى الميكانيكى بطنطا بسيارته "ماركة بكار" لإصلاحها فقال له إن هذه السيارة إصلاحها سيكون بالقاهرة وهذه كانت نقطة تحوله للإقامة بها.
وأشار إلى أنه أثناء توجه جده لإصلاح السيارة بالكامل لاحظ لافتة مدونا عليها رابطة تضامن القراء وتقابل مع الشيخ محمد الصيفى وطلب منه قراءة القرآن فقرأه عليه وتم اعتماده قارئا بالرابطة.
وبعد عودته إلى منزله وصله استدعاء من مديرية الأمن للحضور وكان جده فى الحقل لمتابعة جنى القطن وتم اصطحابه لمديرية الأمن وهناك طلب منه التوجه إلى سراى عابدين واصطحبه أحد الضباط بسيارة خاصة وكان فى استقباله حيدر باشا وزير الحربية آنذاك وطلب منه قراءة القرآن فى سنوية الملك فؤاد والد الملك فاروق وأبهر الجميع بعذوبة صوته فتم اعتماده قارئا للقصر يحيى الحفلات والأمسيات الدينية وأمر الملك فاروق بحجز جناح خاص للشيخ مصطفى إسماعيل بفندق شيبرد للإقامة به وسافر الشيخ مصطفى إسماعيل إلى العديد من دول العالم بعد أن ذاع صيته.
وقال حفيده إنه عقب ثورة 23 يوليو استمر القارئ الرسمى للدولة عهد الرئيس الراحل وقام بتكريمه فى عيد العلم وحصل على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى هو وأم كلثوم فى أول عيد للعلم بمصر.
واستطرد بأنه قرأ فى عزاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر واختاره السادات ليكون قارئا رسميا للقصر الرئاسى وذهب الشيخ مصطفى إسماعيل إلى بيت المقدس لقراءة القرآن بالمسجد الأقصى 3 مرات آخرها عام 1977 عندما اصطحبه الرئيس السادات فى زيارته للكنيست الإسرائيلى وقراءة القرآن بالمسجد الأقصى وأذن لصلاة العيد الأضحى فى المسجد الأقصى.
وسافر الشيخ مصطفى إسماعيل ماليزيا وأمريكا وألمانيا وكندا ودول إفريقيا ولبنان وكان يفضل الذهاب إلى لبنان باستمرار لإحياء حفلات القرآن الكريم وكانت تربطه علاقات وطيدة بالوزراء اللبنانيين وحصل على وسام الأرز وهو أعلى وسام بلبنان.
ويعتبر الشيخ مصطفى إسماعيل ممثل الدبلوماسية الناعمة حيث كانت الدولة ترسله إلى هناك لتدعيم السنة وكان يعتبر سفيرا للدبلوماسية الناعمة وحصل على العديد من الأوسمة والنياشين من الرؤساء والملوك ولم يغادر البلاد عقب عودته من القدس نظرا للهجوم الذى تعرضت له مصر من الدول العربية عقب هذه الزيارة.
وأصيب الشيخ مصطفى إسماعيل بجلطه بالمخ أثناء تواجده بالإسكندرية وتم عرضه على الدكتور جمال العزب أستاذ المخ والأعصاب.
وفور علم الرئيس السادات بذلك قرر تخصيص طائرة لنقله خارج البلاد لعلاجه إلا أن الدكتور جمال العزب أكد أن الجلطة كانت شديدة ووافته المنية بعد أن قال إنه كان يتمتع بصحة ولا صحة الشباب وتم تشييع جثمانه بالقرية.
وتوجه شقيقه إلى قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية والتقى بالرئيس السادات ونقل إليه وصية الشيخ مصطفى إسماعيل بأن يدفن بمنزله وعلى الفور أمر الرئيس السادات محافظ الغربية آنذاك ببناء ضريح بجوار منزله ونقله إليه وأقيمت ليلة العزاء بمسجد عمر مكرم.
وأضاف حفيد الشيخ مصطفى إسماعيل أن الشيخ كان دائما بارا بأسرته وأهالى قريته ونجح فى إدخال الكهرباء للقرية عام 1975 بعد أن تدخل لدى وزير الكهرباء عام 1974.