أكدت الدكتورة جيهان ياسين، الواعظة بوزارة الأوقاف، أن الدعوة إلى الله (عز وجل) يجب أن تكون كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" .
جاء ذلك خلال دورة تدريبية بالإدارة العامة للشئون الدينية بولاية شمال دارفور بدولة السودان الشقيقية للواعظات السودانيات، على هامش قافلة الأوقاف الدعوية التى تزور السودان.
وأضافت الدكتورة جيهان ياسين:"وكما علمنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) في دعوته التطبيقية، فعن معاوية بن الحكم السلمي قال : بيْنَا أنَا أُصَلِّي مع رَسولِ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ)، إذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقُلتُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَرَمَانِي القَوْمُ بأَبْصَارِهِمْ، فَقُلتُ: واثُكْلَ أُمِّيَاهْ ، ما شَأْنُكُمْ؟ تَنْظُرُونَ إلَيَّ، فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بأَيْدِيهِمْ علَى أفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَبِأَبِي هو وأُمِّي، ما رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ ولَا بَعْدَهُ أحْسَنَ تَعْلِيمًا منه، فَوَاللَّهِ، ما كَهَرَنِي ولَا ضَرَبَنِي ولَا شَتَمَنِي، قالَ : "إنَّ هذِه الصَّلَاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شيءٌ مِن كَلَامِ النَّاسِ، إنَّما هو التَّسْبِيحُ والتَّكْبِيرُ وقِرَاءَةُ القُرْآنِ".
كما أكدت أن الفتوى يجب أن تصدر عن بصيرة وعلم لا عن جهل وهوى ، وتحتاج إلى مهارات خاصة، وأن دور العلماء هو البلاغ لا الهداية ولا الحساب ، فالهداية والحساب أمرهما إلى الله وحده وبيده وحده .
وتناولت بالشرح والتوضيح كتاب (الكليات الست) الذي أصدرته وزارة الأوقاف المصرية ، مؤكدة أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان، وأن الدين لا بد له من وطن يحمله ويحميه، وأن الأوطان التي تعرضت للاعتداء والتخريب على أيدي المتطرفين والإرهابيين لا ينعم أهلها بالأمن ليقيموا عبادتهم لله تعالى ، وإذا فقد الإنسان الأمن في وطنه فقد معه كل شيء ، ولذلك امتن الله تعالى على قريش في كتابه بنعمتي الأمن والإطعام فقال : "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ".
وخلال برنامج الدين والحياة بإذاعة نيالا بولاية جنوب دار فور السودانية أكد الدكتور أشرف فهمي مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف المصرية أن الإسلام يرفض كل أنواع العنف والكراهية والإرهاب ، ويدعو إلى العفو والتسامح والرحمة ، وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) حسم هذه المسألة في حجة الوداع في قوله (صلى الله عليه وسلم) : "أيها الناس إن ربكم واحد وإن دينكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب ، ألا لا فرق لعربي على عجمي ولا أبيض على أسود ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى والعمل الصالح"، وأكد القرآن الكريم على ذلك من خلال أية سورة الحجرات في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" ، وهي دعوة من الله (عز وجل) لكل القبائل والشعوب للتعارف والتحابب لا التناحر والتقاتل.
كما استقبل مسجد الأنصار الشرقي بمدينة نيالا بولاية جنوب دار فور السودانية قافلة الأوقاف الدعوية يوم الجمعة 5/ 2/ 2021م ، بحضور الدكتور إبراهيم التيجاني من وزارة الأوقاف بالسودان ، والدكتور إسحاق بحر مدير الشؤون الدينية بالولاية ، وفي بداية اللقاء رحب إمام المسجد الشيخ صلاح محمد عبد الله القمراوي بوفد القافلة الدعوية الذي ضم الشيخ نور الدين قناوي مدير عام مراكز الثقافة الإسلامية ، وقال إمام المسجد إن والده (رحمه الله) تخرج من الأزهر الشريف وهو من أبناء الأزهر الشريف الذين درسوا به ونالوا العلوم الشرعية والعربية فيه ، كما عمل والده بالمناصب الدينية السودانية ، وحينما رأيت أعضاء القافلة الدعوية المصرية من رجال الأوقاف تذكرت هيبته ووقاره وعلمه الذي درسه بالأزهر الشريف.
وخلال كلمته أكد الشيخ نور الدين قناوي مدير عام مراكز الثقافة الإسلامية على قيمة إفشاء السلام في الإسلام ، وكيف جعلها الإسلام سببا من أسباب دخول الجنة ، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : "والذي نفسي بيده ، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم" ، مضيفًا أن السلام ليس مجرد كلمة تقال ، وإنما هو منهج حياة ، وقيمة إسلامية عظيمة ، من شأنها أن تؤلف بين القلوب ، وتشيع روح المحبة والإخاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة