استطاع فريق دفاع الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى الحفاظ على حقوق الأخير فى الترشح مجددا لانتخابات الرئاسة 2024 المقبلة، فى حال رغبته، وذلك بعدما أجهضوا محاولات عزل ترامب أمام مجلس الشيوخ.
وصوت مجلس الشيوخ مساء السبت رسميًا على تبرئة دونالد ترامب من تهمة التحريض على العنف فى ليلة 6 يناير، بواقع 57 صوتا مقابل 43 حيث كانت النسبة سبعة جمهوريين إلى كل ديمقراطى فى التصويت لإدانة ترامب، ما لم يكن كافيا لإدانته.
وكان الحزب الديمقراطى يتمسك بعزل ترامب رغم انتهاء ولايته بالفعل، املا فى تقويض فرص ترشحه المحتمل لانتخابات الرئاسة المقررة 2024، مستندين فى لائحة اتهامهم إلى أن الرئيس السابق حرض انصاره على أعمال العنف ليلة 6 يناير الماضى والتى شهدت اقتحام مبنى الكونجرس ووقوع مصادمات مع الشرطة ما خلف 5 قتلى وعدد من المصابين.
وأصدر دونالد ترامب بيانا احتفالا بتصويت مجلس الشيوخ على تبرئته من التحريض، حيث قال الرئيس السابق: "أود أولاً أن أشكر فريقى من المحامين المتفانين وغيرهم على عملهم الدؤوب فى دعم العدالة والدفاع عن الحقيقة.. شكرى العميق أيضًا لجميع أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونجرس فى الولايات المتحدة الذين وقفوا بفخر للدستور الذى نقدره جميعًا والمبادئ القانونية المقدسة فى قلب بلدنا."
وندد ترامب بمحاكمة العزل ووصفها بأنها "مرحلة أخرى من أعظم مطاردة للسحرة فى تاريخ بلادنا"، على الرغم من أن سبعة أعضاء جمهوريين فى مجلس الشيوخ صوتوا لإدانته، كما أشار الرئيس السابق برأسه إلى مستقبله السياسى الآن بعد أن أصبح حراً فى الترشح للبيت الأبيض فى عام 2024.
و قال ترامب: "حركتنا التاريخية والوطنية والجميلة لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى قد بدأت للتو. فى الأشهر المقبلة لدى الكثير لأشاركه معكم، وأنا أتطلع إلى مواصلة رحلتنا المذهلة معًا لتحقيق العظمة الأمريكية لجميع أفراد شعبنا. "لم يكن هناك شىء مثل ذلك من قبل.
وعقد مجلس الشيوخ لليوم الخامس جلسة العزل وتم إجراء تصويت بشأن إحضار شهود حيث أعلن النائب جيمى راسكين أن مديرى مجلس النواب الديموقراطيين يسعون لاستدعاء النائب خايمى هيريرا بيوتلر، وهو عضو جمهورى فى مجلس النواب كشف لأول مرة محادثة بين الزعيم الجمهورى فى مجلس النواب كيفن مكارثى وترامب، حيث قال الرئيس السابق أن المشاغبين يهتمون بنتائج الانتخابات.
وأصر أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون على أنه لن تتغير أفكارهم إذا تم استدعاء الشهود فى محاكمة العزل لأنهم يعتمدون على حجتهم الإجرائية بأنه لا ينبغى أن تكون هناك محاكمة فى المقام الأول لعزل رئيس سابق ترك منصبه بالفعل.
بدوره، قال فان دير فين محامى ترامب :" إذا أراد الديموقراطين الحصول على شهود، سأحتاج على الأقل أكثر من 100 شهادة، وليس شهادة واحدة فقط "القضية الحقيقية هى التحريض".
وأضاف: "لا تقيدوا أيدينا بالحد من عدد الشهود الذين يمكننى الحصول عليهم"، مشيرا إلى أن القضية يجب أن تغلق.
كما وصف سناتور ويسكونسن رون جونسون التصويت لاستدعاء الشهود بأنه "أكثر من مؤسف"، وأضاف:"إذا نزلت فى طريق الشهود، تفتحه. وإذا كان لديك حقًا أى مظهر من مظاهر الإجراءات القانونية العادلة، فعليك السماح لفريق الدفاع برفع قضية. لقد رفعوا قضية، لكنك تبدأ فى السير فى هذا الطريق أولاً وقبل كل شيء، سيؤدى ذلك إلى اشعال الموقف".
وأكد جونسون:"لا ينبغى أبدًا أن نجرى محاكمة العزل هذه، إنها لا توحد، إنها مثل إضافة ملح على الجرح، واعتقدت أننا سنصل إلى نتيجة هنا ولكن الديموقراطيين يريدون زيادة الانقسام".
وقال جونسون أيضًا أن مديرى مجلس النواب يتصرفون بالنفاق: "نفاق مديرى النواب، والمعايير المزدوجة بالتأكيد، أنصار ترامب يفهمون أنهم فقط يؤجج الموقف والآن هذا التصويت، بدلاً من إنهاء هذا الشيء، نحن فقط نشعل الموقف".
وظهر جيسون ميلر مستشار الرئيس الامريكى السابق دونالد ترامب ذهابًا وإيابًا فى مبنى الكابيتول هيل حاملا مجموعة من الأوراق قال إنها قائمة شهود تحمل 301 اسمًا، وقال لشبكة ABC News إنه ليس مستعدًا للإعلان عن خطته .
وكتب السناتور الجمهورى ليندسى جراهام على تويتر "أعتقد اعتقادا راسخا أن مديرى مجلس النواب يحاولون التحقيق فى القضية بعد إحالتها إلى مجلس الشيوخ. من الأفضل أن تذهب البلاد للتصويت النهائي.. ومع ذلك، إذا كانت الجثة تريد شهودا، فسوف أصر على أن لدينا عدة شهود".
وقال جراهام أن مجلس الشيوخ قد يبدأ برئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى - وهو شعور طرحه مايكل فان دير فين محامى الدفاع عن ترامب على الأرض يوم السبت عندما دعا إلى إنهاء المحاكمة "اليوم".
ثم توصل الجانبان إلى اتفاق، حيث وافق مجلس الشيوخ الآن على عدم استدعاء أى شهود فى محاكمة العزل.
وقال بروس كاستور محامى دفاع ترامب إنه يعتقد أن شهادة عضو الكونجرس خايمى هيريرا بيوتلر، إذا استدعيت كشاهدة، ستكون امرا فى نفس السياق مع بياناتها السابقة، ثم قرأ مدير المساءلة جيمى راسكين بيان بيوتلر بصوت عالٍ، وتمت إضافته إلى سجل المحاكمة الرسمي.
ورد فى شهادة بيوتلر والذى تصف فيه مكالمة هاتفية درات بين ترامب وزعيم الأقلية الجمهورى بمجلس النواب، كيفين مكارثى، فى يوم اقتحام مبنى الكابيتول، فى 6 يناير الماضى من جانب أنصار ترامب المعترضين على نتائج انتخابات الرئاسة، والذين حاولوا عرقلة تصديق مجلس الشيوخ على نتائج الانتخابات الرئاسية. وخلّفت أعمال العنف تلك 5 قتلى وعشرات المصابين.
وقالت هيريرا بتلر فى بيانها إنها تحدثت عقب اقتحام الكابيتول مع مكارثى، الذى أخبرها أن ترامب بدا غير قلق من أعمال العنف وألقى باللوم على حركة "انتيفا" اليسارية المعارضة للتيار اليمينى المتطرف، وبحسب البيان، فقد رد الرئيس السابق على مكارثى حين أخبره أن أنصاره هم من ينفذون أعمال العنف قائلا: "حسنا كيفن، أخمن أن هؤلاء الناس محبطون من الانتخابات أكثر منك".
ورفض كل من مديرى المساءلة فى مجلس النواب ومحامى الدفاع عن دونالد ترامب تقديم أى طلبات للحصول على مزيد من الأدلة بعد إضافة بيان بيوتلر إلى السجل الرسمي.
وكان جيمى راسكين، كبير مديرى المساءلة فى مرافعاته الختامية عن الجانب الديموقراطى قد قال فى بداية الجلسة: "من الواضح الآن بما لا يدع مجالاً للشك أن ترامب دعم تصرفات الغوغاء فى 6 يناير ولذا يجب إدانته"
واشار راسكين إلى أن الرئيس السابق انحاز إلى أولئك الذين اقتحموا مبنى الكابيتول وفشل فى حماية المشرعين، بمن فيهم نائبه، وقال: "إن "تقصيره فى أداء الواجب... كان محوريًا فى تحريضه على التمرد، ولا خلاف عنه".
وقال راسكين أن الكشف عن مكالمة الرئيس السابق مع زعيم الحزب الجمهورى كيفين مكارثى "يؤكد أن ترامب لم يفعل شيئًا لمساعدة الناس فى هذه الغرفة أو هذا المبنى"، وأضاف فى بيانه الأخير: "يجب إدانة الرئيس ترامب من أجل سلامة وأمن ديمقراطيتنا وشعبنا".
يذكر أن وسائل إعلام أمريكية عدة قد ذكرت قبل أكثر من شهر أن الرئيس السابق دونالد ترامب يعتزم الترشح للانتخابات الأمريكية المقبلة، والمقررة 2024، بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالى جو بايدن الأولى، وذلك بعد خسارة المعركة الشرسة التى جرت فى نوفمبر الماضى، وشابتها تهم تزوير من قبل ترامب وأنصاره.