على الرغم من مغادرته البيت الأبيض منذ نحو خمسة أسابيع، إلا أن الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب لا يزال يحظى بتركيز كبير من قبل الإعلام الأمريكى فى مختلف الأمور، وهو الأمر الذى يبدو أنه يضايق خلفه فى المكتب البيضاوى جو بايدن، والذى قال صراحة فى حوار مفتوح مع CNN الأسبوع الماضى ردا على سؤال عن رأيه في تبرئة ترامب أمام مجلس الشيوخ: "لمدة أربع سنوات، كل ما ورد في الأخبار هو ترامب. في السنوات الأربع المقبلة، أريد التأكد من أن كل الأخبار تخص الشعب الأمريكي. لقد سئمت الحديث عن ترامب".
لكن الأمور لا تسير كما يرغب بايدن، فترامب يظل مادة ثرية لمختلف الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية التى تبحث عن الإثارة فى كل ما يتعلق بالرئيس السابق. فكان من المتوقع أن يتراجع الاهتمام بترامب بعد الحكم بتبرئته فى مجلس الشيوخ من تهمة التحريض على اقتحام الكونجرس. لكن بمجرد الحديث عن أول ظهور علنى له، والمقرر يوم الأحد المقبل فى ولاية فلوريدا حيث سيلقى خطابا أمام مؤتمر العمل السياسى المحافظ، ترددت التقارير التى تزعم أن ترامب رفض وجود نائبه السابق مايك بنس معه، أو أن الأخير هو الذى لم يلبى دعوة للمشاركة فى الحدث الهام الذى يظهر فيه ترامب.
غير أن مستشارين للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب نفوا ما تردد عن رفضه مشاركة نائبه مايك بنس المنصة فى مؤتمر سنوى للمحافظين والذى سيلقى فيه ترامب خطابا.
وقال مساعد ترامب البارز جاسون ميلر إن ما تردد عن هذا الأمر إنه كاذب تماما، وأن الهجمات مجهولة المصدر التى تهدف إلى خلق انقسام هى السبب الذى يجعل الناس لا يثقون بالإعلام. وأكد ميلر انه لم يكن هناك طلبا من ترامب برفض وجود بنس، بل إن الرئيس السابق ونائبه أجريا اتصالا هاتفيا رائعا الأسبوع الماضى.
من ناحية أخرى، كان لملف ضرائب ترامب مساحة أخرى فى الإعلام الأمريكى الذى وصف قرار المحكمة العليا الأمريكية الذى ينص على أن يفصح ترامب عن إقراراته الضريبية باعتباره ضربة هائلة للرئيس السابق كما رأت شبكة "سى إن إن" أو هزيمة حاسمة للرئيس الذى ظل لسنوات يحاول إبقائه ضرائبه سرا، بحسب ما قالت صحيفة نيويورك تايمز.
وكانت المحكمة العليا الأمريكية قد سمحت أمس، الاثنين، لمدعى عام نيويورك بالإطلاع على حسابات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضمن التحقيقات الخاصة بملفه الضريبي. وانتقد ترامب القرار وقال إنه مسيس.
أوضح الرئيس السابق أنه ما كان ينبغي للمحكمة العليا أن تسمح باستمرار ما وصفه بحملة التصيد ضده، متعهدا بمواصلة معركته.
ولفت ترامب إلى أن ما يجرى لم يحدث أبدا لرئيس من قبل، موضحا أن كل ما يحصل هو بإيعاز من الديمقراطيين حيث أن مدينة نيويورك والولاية، يسيطر عليها الحاكم الديمقراطي أندرو كومو، واصفا إياه بالعدو.
ومن الأمور الأخرى التى يلاحقها الإعلام عن ترامب، هى ثروته ومقدار ما جناه من أموال. فقد نقلت صحيفة إندبندنت تقرير لمنظمة "مواطنون من أجل المسئولية والأخلاقيات فى واشنطن" أن المؤسسات التجارية الخاصة بالرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب جنت حوالى 1.6 مليار دولار خلال السنوات الأربع التى قضاها رئيسا.
وأشارت المنظمة التى قالت إنها اطلعت على إفصاحات الرئيس السابق المالية أنه فى حين أن ترامب نسب إليه الفضل فى التبرع براتبه الرسمى، الذى يموله دافعو الضرائب الأمريكيين، فإن هذا كان جزئا من العائدات التى كسبها من خلال أعمال مؤسساته المالية فى فترة الرئاسة.
وقدرت المنظمة إنه حتى بعد التراجع الهائل فى أعمال الضيافة بسبب وباء كورونا العام الماضى، فإن ترامب حتى على الأقل 1.6 مليار دولار من العائدات من منظمة ترامب ودخل آخر خارجى.