أصبح نيكولا ساركوزى، ثانى رئيس فرنسى سابق يحاكم فى عهد الجمهورية الخامسة بعد الرئيس الراحل جاك شيراك، وذلك فى إطار قضية تشهد منذ سنوات متابعة واسعة على الساحة السياسية الفرنسية، والتى تعرف "بقضية التنصت".
وتلقى الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى ضربة سياسية ومعنوية قاسية من شأنها وضع حد لمستقبله السياسى، فى حال عدم استئنافه الحكم، وليس معروفا بعد ما إذا كان سيلجأ إلى محكمة الاستئناف فى محاولة لإلغاء حكم محكمة الجزاء، التى أصدرت المحكمة حكمها الذى يتمثل فى إدانة الرئيس السابق فى جريمتى الفساد واستغلال النفوذ وقضت المحكمة بسجن الرئيس السابق ثلاث سنوات بينها اثنتان مع وقف التنفيذ، ولن يدخل ساركوزى السجن رغم هذا الحكم لأن هذه العقوبة تطبق عادة فى فرنسا للأحكام التى تزيد عن سنتين.
لكن فضيحة ساركوزى لم تكن الأولى فى تاريخ رؤساء فرنسا منذ تأسيس الجمهورية الفرنسية وحتى اليوم.
جول كريفى
كان المتوقع لـ جول كريفى أن يستمر حكمه لمدة أطول لولا أن صهره "دانيال ويلسون" قد وضعه فى مأزق، فقد كان "كريفى" قد أغدق رعايته عليه ومكّنه من دخول "الجمعية الوطنية"، بيد أن ويلسون هذا لم يكتفِ بذلك، بل راح يستغل مركزه وعلاقته برئيس الجمهورية فى بيع الأوسمة لكل من هبّ ودبّ، وانتشرت الفضيحة وشاعت بين الأوساط العامة باسم "فضيحة الأوسمة" ولم يجد كريفى، الذى أعيد انتخابه لسبع سنوات جديدة، غير أن يقدم استقالته، فشاع القول بين الناس: "ما أسوأ أن يكون للإنسان صهر"!.
فاليرى جيسكار ديستان
عندما كان جيسكار ديستان وزيراً للمالية فى عام 1973، تم إهداؤه الماس من بوكاسا الأول، إمبراطور أفريقيا الوسطى، فانتشرت "فضيحة الماس" وشوهت صورة ديستان الشعبية، وأعقبَ ذلك مشاكل فى الاقتصاد الوطنى، حيث تأثرت فرنسا بشدة بأزمة النفط فى عامى 1973 و 1979، وتزايدت حدة البطالة، وهى عوامل عجلت برحيل فاليرى جيسكار ديستان، تاركا سدة الحكم للاشتراكى فرانسوا ميتران فى انتخابات عام 1981.
جاك شيراك
أول رئيس جمهورية سابق يمثل أمام محكمة، متهم بوقائع تعود الى مطلع التسعينيات من القرن الماضى عندما كان رئيسا لبلدية باريس، وأصدرت محكمة فرنسية حكماً بسجن رئيس البلاد السابق جاك شيراك عامين بتهمة اختلاس أموال عامة وخيانة الأمانة عندما كان عمدة للعاصمة باريس بين عامى 1977 و 1995.