الفنان التشكيلى العالمى سلفادور دالى، أحد أهم فنانى القرن العشرين، وهو أحد أعلام المدرسة السريالية، يتميز دالى بأعماله الفنية التى تصدم المُشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة والتى تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسى، ومؤخرا عرض مجهولان لوحته "كوزميك مادونا"، التى فقدت منذ عام 1965م، للبيع بمبلغ 65 مليون دولار، بشكل خاص وليس فى إطار مزاد، فى حين أن المالكين الحاليين يريدون عدم الكشف عن هويتهم، كما هو الحال غالبا مع الأعمال عالية القيمة، فما هي حكاية سلفادور دالى؟.
سلفادور دالى، الذى ولد فى 11 مايو 1904 فى فيجيراس، وتشجع دالى على ممارسة الفن فى عمر مبكر، والتحق فى نهاية الأمر بكلية مدريد لكى يدرس الفن، ثم بعد ذلك انتقل إلى باريس وبدأ بالتواصل مع فنانين أمثال بيكاسو، ماجريت، وميرو"، وهذا ما ساعده على ظهور المرحلة السريالية الأولى لديه.
لجأ "دالى" إلى أساليب خاصة لتحقيق الشهرة العالمية كتأييده لحكم فرانكو فى إسبانيا، وخلال فترة صعود الحزب النازي إلى الحكم في ألمانيا رسم دالي العديد من اللوحات التي تصور هتلر في أوضاع عجيبة، بعضها أنثوي، مما دفع أندريه بريتون والفنانين السرياليين إلى اتخاذ قرار جماعي بفصله من الحركة السريالية بسبب ذلك، إضافة لاتهامه بالولع الشديد بالمال، حتى أن بريتون كان قد أطلق عليه "جشِع الدولارات"، غير أن دالي لم يتأخر في الرد حيث قال له: "ليس بإمكانك طردي، فالسريالية هي أنا".
قام دالى بالعديد من الرحلات إلى باريس بين عامى 1926 و1929, حيث التقى بالعديد من الفنانين المؤثرين مثل بابلو بيكاسو والذى أبدا إعجابه به، وخلال هذه الفترة رسم دالى العديد من اللوحات التى أظهرت تأثّرًا واضحًا بـ بيكاسو.
في أواخر الثلاثينات توجه دالي إلى نيويورك وبدأ أسلوبه الفنى يتأثر برسام عصر النهضة رافاييل، وفي هذه الأثناء كانت شهرة دالي قد ذاعت وكثر المعجبون بفنه، وبدأ ينخرط في عالم الأغنياء والأرستقراطيين في المدينة.
أصبح سلفادور دالى الشخصية الشهيرة للحركة السريالية، وبحلول عام 1930 استثمر إنتاجه الفنى فى أوائل القرن حيث رسم واحدة من أشهر لوحاته فى هذا الوقت، وربما العمل السريالى الأكثر شهرة، وهو The Persistence of Memory 1930.
انتقل دالى وزوجته خلال الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة وبقيا هناك حتى عام 1948، ثم عادا إلى كاتالونيا وكانت هذه سنوات مهمة بالنسبة لدالى، أقام له متحف متروبوليتان للفن الحديث فى نيويورك معرضًا فى عام 1941 أعقب ذلك نشر سيرته الذاتية، واستمر خلافه مع أعضاء الحركة السريالية.
وفي عام 1984 احترق دالي في غرفته ضمن ظروف مُريبة ربما كانت محاولة انتحار، ولكنه لم يمت، وفى عام 1988م دخل المستشفى بسبب فشل بالقلب، ورحل عن عالمنا فى 23 يناير 1989 بمسقط رأسه فيجيرس.