فى مثل هذا اليوم 28 أبريل 1969 استقال الرئيس الفرنسي شارل ديجول من منصبه وأعلن اعتزاله للعمل السياسي وذلك عقب الاضطرابات الاجتماعية والطلابية التي شهدتها فرنسا عام 1968.
ويعتبر شارل ديجول الرئيس الأبرز والأشهر في تاريخ فرنسا ولد في عام 1890 وتوفي في 1970، وهو جنرال ورجل سياسة فرنسي ولد في مدينة ليل الفرنسية، تخرج من المدرسة العسكرية سان سير عام 1912 من سلاح المشاة.
ألف عدة كتب حول موضوع الاستراتيجية والتصور السياسي والعسكري، وعين جنرال فرقة، ونائبا لكاتب الدولة للدفاع الوطني في يناير 1940 قاد مقاومة بلاده في الحرب العالمية الثانية وترأس حكومة فرنسا الحرة في لندن في 18 يناير.
وفي سنة 1943 ترأس اللجنة الفرنسية للتحرير الوطني والتي أصبحت في 1944 تسمى بالحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسية، وأول رئيس للجمهورية الفرنسية الخامسة، عرف بمناوراته الاستعمارية تجاه الجزائر، منها مشروع قسنطينة، القوة الثالثة، الجزائر جزائرية، مشروع فصل الصحراء الجزائرية سلم الشجعان.
توفي في كولمبي لدو إغليز عام 1970، ولم يشفع التاريخ المشرف لرئيس الأسبق والأب الروحي شارل ديجول لدى الشعب الفرنسي الذي خرج في مظاهرات مناوئة له عام 1968، واستجابة لمطالب المتظاهرين الذين شكل الطلاب والعمال الغالبية بينهم قرر ديجول أن يجري استفتاء حول تطبيق المزيد من اللامركزية في فرنسا.
وتعهد قبل إجراء الاستفتاء بالتنحي عن منصبه في حال لم توافق نسبة كبيرة من الفرنسيين على تطبيق اللامركزية في البلاد، وفي مساء يوم 28 أبريل عام 1969 أعلن ديجول تنحيه عن منصبه بعد أن حققت الموافقة على تطبيق اللامركزية نسبة أقل قليلا من النسبة التي حددها سلفا.
وينظر الفرنسيون إلى شارل ديجول إلى أنه الأب الروحي للجمهورية الفرنسية الخامسة، ويرجع الكثير من الفرنسيين الفضل إلى الجنرال ديجول في استقلال بلادهم من الجيوش النازية أثناء الحرب العالمية الثانية إذ لم يتوقف وهو في لندن من إطلاق الشعارات التي كانت تلهب قلوب الفرنسيين وتدفعهم إلى المقاومة، ومن أشهر نداءاته "أيها الفرنسيون لقد خسرنا معركة لكننا لم نخسر الحرب وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره، وهذه الحرب لا تقتصر على خسارة إقليم في بلادنا، هذه الحرب لم تنته بخسارة معركة فرنسا، هذه الحرب هي حرب عالمية واسعة..... أيا كان ما سيحدث، فإن شعلة المقاومة الفرنسية لا يجب أن تنطفئ، ولن تنطفئ" – شارل ديجول، خطاب 18 يونيو 1940.
وينعكس تقدير هذا الرجل بشكل واضح في العاصمة باريس إذ تم تسمية العديد من المرافق الحيوية باسم الجنرال مثل (المطار، الشوارع، المتاحف، ومحطات القطارات).