قال الشيخ أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية: "تعليم على بن أبى طالب القضاء كان بمنحة نبوية، وعندما بعث على أهل اليمن قاضيا، قضى بقضية فبلغت النبى صلى الله عليه وسلم فقال الحمد لله الذى جعل الحكمة فينا أهل البيت، أى أنه فرح بقضائه لأنه رأى الغرس الذى غرس فى على قد أثمر".
وأضاف، خلال استضافته ببرنامج "رجال حول الرسول" الذى يقدمه الإعلامى أحمد الدريني، والمذاع على قناة دى أم سى: "النبى أرسل خالد بن الوليد قاضيا على اليمن فظل 6 أشهر فلم يسلموا، وكأن موهبته كانت فى موضع آخر ثم أرسل على وأبقى معه البراء لكى يكون شاهدا على المرحلتين ويسجل للناس هذه الخبرات، ولما نزل على وصف الناس وقرأ عليهم وتصدر للقضاء بينهم ما كان أسرع أن أسلموا جميعا، فلما بلغ ذلك النبى قال سلام على همدان فرحا بسرعة استجابتهم للأمر".
وتابع: "على بن أبى طالب أرسله النبى للقتال فى خيبر، وقال له إن يهديك الله بك رجلا خير لك من حمر النعم، كما أن الله ربطه بالهداية في شأنه كله، فكان قضاؤه هداية وقتاله هداية لأنه عرف قيمة الإنسان ونظر بنور الولاية ونور الوراثة النبوية فأبصر حقائق الأشياء، فأوتى بذلك المواهب العظام، وكان من الوقائع العجيبة التى قضى فيها على أنه نزل اليمن فقضى فى قضية عرفت بقضية زبية الأسد، أى الحفرة التى تحفر لمحاصرة الأسد بالرماح من نواح مختلفة للسيطرة عليه، وكانت فى هذه الواقعة ملمحا عجيبا يمكن التأسيس منه لكيفية استقرار النظم القضائية فى الأمم بعد ذلك، وروى الإمام البيهقي فى السنن الكبرى أن على بن أبى طالب قال: لما بعثنى النبى إلى اليمن حفر قوم زبية للأسد، فازدحم الناس عليها ووقع فيها الأسد ووقع فيها رجل وتعلق برجل رجل أخر وتعلق الآخر بآخر حتى صاروا أربعا، فجرحهم الأسد وماتوا جميعا، فاختصمت القبائل".
وأوضح: "كل رجل من الرجال الأربعة الذين لقوا مصرعهم كان من قبيلة مختلفة، وهو ما دفعهم إلى اللجوء لعلى بن أبى طالب، ولما نظر فى القضية قال إن للأول ربع دية والثاني له الثالث والثالث له نصف والرابع له دية كاملة، على أن تتكفل القبائل كلها بهذه الدية، لأن المتزاحمين مفرقين على القبائل، وهو ما يعرف فى الفقه بـ"العاقلة"، فلو وقع الناس فى قضية ولم يستدل على الفاعل الحقيقي تتضافر قبيلتهم أو مجموعتهم لدفع الدية، والقبائل لم ترض عن هذا الحكم، فأرسلوا وفدا إلى المدينة المنورة ليعرض على النبى تفاصيل الواقعة وقضاء على بن أبى طالب، فقال النبى :إن القضاء كما يقضى على، وذلك لأن الأول كان له دية كاملة، لكنه تسبب فى مقتل 3 أشخاص فسقطت عنه ثلاثة أرباعها، وكذا الأمر بالنسبة للشخصين الثانى والثالث، أما الأخير فقد حصل على ديته كاملة لأنه لم يتسبب فى مقتل أى شخص.. فكان هذا المنطق سديد وأقره النبى الكريم.. وامتلك سيدنا على أدوات القضاء وأثبت صد رؤيته.. ومن هنا بدأ تأسس مستويات التقاضى".
الأزهرى يكشف قصة أنصف فيها النبى حكما قضائيا باليمن لعلى بن أبى طالب
الجمعة، 07 مايو 2021 10:07 م
د اسامه الأزهرى
كتب محمد شرقاوى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
الموضوعات المتعلقة