أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن تقديره الكامل للرؤية الواضحة التي تسير عليها الدولة السودانية بكل مسئولية رغم كل الصعاب، موضحا أنها قطعت شوطاً كبيراً في التوافق على وتنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية، وهي مسيرة التزم الشركاء بالوقوف بجانبهم فيها على النحو الذي تجلى في اجتماعات مجموعة أصدقاء السودان، ومؤتمر الشراكة الذي استضافته برلين، وغير ذلك من فعاليات دولية ومبادرات اقليمية ومساندة ثنائية.
وأضاف أبو الغيط، فى كلمته أمام مؤتمر باريس لدعم السودان اليوم الاثنين، أن الجامعة العربية ملتزمة بمرافقة الدولة السودانية على طول الخط، تأسيساً على مسئوليتنا الأصيلة تجاه السودان الذي يعد عضواً مهماً في الجامعة وشريكاً فاعلاً في المنظومة العربية، وبإعتبار أن الجامعة كانت شاهدة على الاعلان الدستوري في أغسطس 2019 .
واستطرد الأمين العام أن الدول ومؤسسات التمويل العربية في طليعة من وجهوا الدعم للسودان في شتى المجالات، وسبق للجامعة أن قدمت دعماً للسودان لمعالجة الأوضاع الانسانية في دارفور، ومكافحة جائحة كورونا، والتعامل مع تداعيات الفيضانات التي ضربت البلاد.
وأكد أبو الغيط التزام الجامعة بمواصلة دورها، وفق الأولويات الوطنية التي يحددها السودان نفسه، بما في ذلك عبر الآلية المشتركة بين الجامعة والحكومة السودانية، والتي تنظر حالياً في بلورة مجموعة من المشروعات الانمائية بقيمة 100 مليون دولار.
وأشاد بحزم الدعم التي قدمتها الدول والمؤسسات الشريكة للسودان طوال الفترة الماضية، بما في ذلك القروض التجسيرية التي قُدمت مؤخراً، داعيا كل الشركاء إلى الوفاء بإلتزاماتهم، وتعبئة مزيد من الدعم لتنفيذ البرامج الوطنية للدولة السودانية وجهودها لاصلاح بنيتها الإقنصادية، وخاصة عبر اتمام عملية إعفاء السودان من ديونه على أساس مبادرة الدول الفقيرة المُثقلة بالديون، وتمويل برنامج الدعم الأسري وغيره من برامج دعم الفئات المستضعفة، وتلبية احتياجات السودان الانسانية والطارئة، والنشر الكامل لبعثة الأمم المتحدة لتنفيذ ولايتها بموجب قرار مجلس الأمن 2524.
وأضاف "لقد رحبنا جميعاً بالروح الوطنية للأشقاء في السودان عندما توصلوا إلى اتفاق جوبا للسلام؛ كما نثمن جهد الحكومة لإشراك بقية الحركات المسلحة غير الموقعة على الاتفاق في عملية السلام؛ وأثق أن شركاء السودان سوف يكثفون من دعمهم لتنفيذ الاتفاق واستحقاقاته وتوفير التمويل لها، وخاصة لبناء السلام، ونزع سلاح وإدماج المقاتلين، وإعادة النازحين، ودفع عجلة التعافي في المناطق الخارجة من الصراع."
وأوضح أبو الغيط ضرورة الالتزام بسيادة السودان وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية، فلا يمكن أن تكتمل عملية انتقاله إذ كان هناك ما يهدد أمنه القومي أو ينتقص من سيادته أو يمس مصالحه الاستراتيجية، مؤكدا دعم الدولة السودانية في كل ما تتخذه من اجراءات مشروعة للحفاظ على سيادتها وبسط سيطرتها على كامل أراضيها.
واختتم كلمته بالتأكيد بالتأكيد على ضرورة الحفاظ على حقوقه المائية وندعو إلى التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين السودان ومصر وأثيوبيا حول ملء وتشغيل سد النهضة بعيداً عن الاجراءات الأحادية وبشكل يراعي مصالح الدول الثلاث ويجنب المنطقة ويلات الاضطراب وعدم الاستقرار.