توالت الاشادات العالمية بدور الدولة المصرية في دعم الشعب الفلسطيني، في ظل العدوان الذي تشنه السلطات الإسرائيلية علي قطاع غزة بالتزامن مع موجة تصعيد واسعة في القدس والضفة، والتي خلفت ما يقرب من 250 شهيداً وأكثر من 6 آلاف مصاب علي مدار ما يقرب من أسبوعين من بدء المواجهات.
وتحت عنوان "القاهرة تلعب الدور المحوري في هندسة وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية"، ألقت وكالة "بلومبرج" الأمريكية فى تحليل للكاتب بوبى جوش الضوء، على أهمية الدور الذى تلعبه مصر لوقف إطلاق النار والتهدئة فى قطاع غزة.
وقال الكاتب إنه فى الأسبوع الثانى من الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، أعرب الرئيس جو بايدن عن "دعمه لوقف إطلاق النار" في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبرا أن العبارات اللفظية للرئيس تنم عن احجامه عن الانخراط في العملية.
وأوضح أن بايدن لم يعرض التوسط في هدنة ، كما لم يقترح حتى خارطة طريق نحو هدنة، حتى أنه لم يقترح وقف الأعمال العدائية، ناهيك عن المطالبة، إنه يؤيد الفكرة فقط، على حد تعبير الكاتب.
وأضاف الكاتب أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لم يبد مهتما بدعوة الرئيس الأمريكى وبعد ساعات من اتصالهما الهاتفى، نفذت طائرات إسرائيلية عشرات الغارات على أهداف في غزة. وأمرت قيادة الفصائل الفلسطينية بوابل آخر من الصواريخ على إسرائيل.
وأضاف كاتب التحليل أنه مع توخي بايدن الحذر بشأن تخصيص الموارد السياسية والدبلوماسية الأمريكية لهذا الجهد، يقع العبء الثقيل لهندسة وقف إطلاق النار مرة أخرى على عاتق مصر، الأمر الذى يمثل فرصة لإظهار مركزية القاهرة في مسائل الخلاف الرئيسية في الشرق الأوسط.
ولفت الكاتب إلى أن مصر توسطت في الهدنة التي أنهت حرب غزة الأخيرة في عام 2014.
واعتبرت الوكالة الأمريكية أن مصر تمكنت من حسم ملفات سياسية في الأشهر القليلة الماضية، مستشهدة بالعلاقات مع تركيا، فبعد سنوات من الخلاف حول دعم أنقرة للإخوان، بدأت العلاقات فى التحسن بعد مطالبات من النظام التركى.
وأضاف الكاتب "كما أصبحت مصر لاعباً محورياً في المنافسة على الموارد الهيدروكربونية في شرق البحر المتوسط".
وأشار إلى أن مصر طوال الوقت، حافظت على اتصالاتها في غزة، وسعت فى الآونة الأخيرة إلى التوسط في المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة.
واعتبر الكاتب أن مصر لاعب يمتلك ما لا يمتلكه أى من اللاعبين الآخرين فى الشرق الأوسط، وهى علاقات مباشرة مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية وهو أمر حاسم لفرصها في التوسط في الصراع الحالي، على حد تعبيره.
وأشار الكاتب إلى أنه بعد فترة وجيزة من بدء القتال الأخير، أمر السيسي بفتح المعبر الحدودي لإيصال الجرحى من غزة إلى المستشفيات في مصر، ولتدفق المساعدات الإنسانية في الاتجاه المعاكس. كما تعهد بتقديم 500 مليون دولار لإعادة الإعمار. كما فتحت حكومته اتصالات مع إسماعيل هنية، وأرسلت وسطاء إلى القدس.
في المقابل، يضيف الكاتب، لم تقدم دول الشرق الأوسط الأخرى - بما في ذلك العرب الموقعون على اتفاقيات إبراهيم - سوى الدعم الخطابي للفلسطينيين فقط، بينما أصدرت إدارة بايدن تصريحات مبتذلة حول حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وهو ما اعتبره الكاتب دورا مهما تلعبه القاهرة بينما تقف واشنطن على الخطوط الجانبية.
بدورها ، أشادت صحيفة "لاريداكثيون" الأسبانية بدور الدولة المصرية في دعم الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي استغل زيارته إلى فرنسا لطرح القضية الفلسطينية والبحث عن الخروج من "أسوأ موجة تصعيد" ضد قطاع غزة منذ 2014.
وقالت الصحيفة إن مصر قدمت العديد من المساعدات للفلسطينيين وتبرعت بـ 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة ، كما أنها قامت بفتح معبر رفح لاستقبال وعلاج جرحى القصف الإسرائيلى.
وتابعت الصحيفة الإسبانية على موقعها الإلكترونى إلى أن الحكومة المصرية أيضا أعلنت أنها سترسل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، مشيرة إلى تصريحات وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد والتي أعلنت خلالها إرسال مساعدات طبية بقيمة 891 الف دولار، من بينها 65 طنا من المستلزمات الجراحية واسطوانات الأكسجين والمضادات الحيوية ومراهم الحروق".
وبخلاف ذلك، أعلنت الدولة المصرية توفير 11 مستشفى و165 سيارة إسعاف و 65 طنًا من الأدوية والمستلزمات الطبية للسلطات الفلسطينية.
وقالت الصحيفة الأسبانية في تقريرها إن الرئيس عبدالفتاح السيسي استغل زيارته يجريها إلى فرنسا لطرح القضية الفلسطينية بشكل موسع للخروج مما أسمته بـ"أسوأ تصعيد" في غزة منذ 2014 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
بدورها، قالت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، إن مصر برهنت على نفوذها الإقليمى بالوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لوقف الصراع المستمر منذ أكثر من أسبوع فى غزة، والذى أدى إلى استشهاد أكثر من 200 فلسطينى.
وأشارت الوكالة في تقرير لها الثلاثاء إلى أن مصر سبق وتوسطت فى وقف إطلاق النار عام 2014 بعد حرب استمرت لأسابيع بين الفصائل وإسرائيل، وقال طارق باكونى، كبير المحللين فى مجموعة الأزمات الدولية، إنه فى منطقة توسع فيها الدول علاقتها مع إسرائيل، فإن مصر لديها مصلحة راسخة فى استغلال قربها الجغرافى من غزة للاستفادة من قوتها الدبلوماسية.
وتحدثت الوكالة عن وجود وفد مصرى يسعى للتوسط إلى اتفاق تهدئة، ونقلت عن خالد عكاشة، عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب فى مصر قوله إن الوفد يتكون من مسئولى الاستخبارات، ويتفاوض منذ عدة أيام لوقف إطلاق النار.
ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 238 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من 6000 آخرين جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والاشتباكات والحوادث بالضفة الغربية والقدس.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، فى إحصائية عامة نشرتها ظهر الأربعاء، أن الغارات الإسرائيلية على القطاع أودت حتى الآن بحياة 213 شخصا بينهم 61 طفلا و36 سيدة و16 مسنا، إضافة إلى إصابة 1442 آخرين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية فى تقرير تراكمى إن الاشتباكات والحوادث فى الضفة الغربية أسفرت عن استشهاد 23 فلسطينيا، إضافة إلى مصرع 1 آخر فى القدس، ولاحقا أفادت فى بيان منفصل استشهاد شاب فى مدينة البيرة قرب رام الله.
كما أضافت الوزارة أنه تم رصد أكثر من 3800 إصابة بين الفلسطينيين فى الضفة الغربية وما يربو على 1000 فى القدس.
ويشهد الصراع الفلسطينى الإسرائيلى منذ 8 مايو تصعيدا بدأ باندلاع اشتباكات فى منطقة الحرم القدسى الشريف وحى الشيخ جراح فى القدس، حيث تنفذ إسرائيل إجراءات لطرد عائلات فلسطينية من منازلها .