فى بقعة ساحرة على ضفاف النيل بمدينة أسوان، تقع "قبة الهوا" أو جبل أبو الهوا، كما يصفونه أبناء زهرة الجنوب، ويعد من أبرز المواقع السياحية والأثرية بأسوان ويقبل عليه عدد كبير من السائحين سواء داخل مصر أو خارجها، ويسلط "اليوم السابع" الضوء على هذا المزار السياحى الهام.
قال الأثرى حسن جبر، مدير البحث العلمى لمناطق آثار مصر العليا، تقع قبة الهواء على قمة الجبل الغربى للنيل المواجه لمدينة أسوان وأعلى منطقة دير قبة الهواء ومقابر الهواء، مضيفا أنه تعددت التسميات للقبة فنجدها باسم قبة الشيخ على بن الهواء، وأخرى بقبة أعالى الهواء، وثالثة بقبة الهواء وما اصطلحنا على اعتباره اسما لهذه القبة.
إضاءة جبل الهوا
وأضاف الأثرى حسن جبر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن القبة تعود للقرن الرابع الهجرى، وذات تخطيط مربع طول ضلعه حوالى 6 أمتار و30 سم لها ثلاث أبواب محورية جهة الشمال والجنوب والمغرب ويوجد محراب بالجهة الشرقية ويبرز من الخارج عن سمت الجدار الشرقى.
وحول الوصف المعمارى للقبة، أشار مدير البحث العلمى، إلى أن الواجهات الخارجية الثلاث الشمالية والجنوبية والغربية تتفق فى الوصف، حيث تبلغ أبعاد كل واجهة حوالى 6 أمتار و30 سم عرض × 6 متر و30 سم ارتفاع ويتوسط كل واجهة فتحة باب معقودة بعقد مدبب وأبعاد كل فتحة حوالى 2 متر و50 سم عرض × 4 أمتار و50 سم ارتفاع وسمك الجدار حوالى 90 سم، أما الجدار الشرقى (جهة القبلة) فهو صمم وبه بروز من الخارج بمقدار حوالى 75 سم بعرض حوالى 3 أمتار وبه من الداخل حنية المحراب.
وتابع "جبر"، بأن القبة من الداخل مربعة يبلغ طول ضلعها حوالى 4 أمتار و40 سم ويوجد بها ثلاث أبواب محورية السابقة توصيفها ويتوسط الجدار الشرقى منه محراب ذى عقد مدبب أبعاده 1 متر و10 سم بارتفاع 2 متر و50 سم، ومنطقة الانتقال والقبة عبارة عن حنايا ركنية نصف مخروطية فى الأركان الأربعة وبارتفاع 4 أمتار و5 سم من أرضية القبة يعلوها قبة ذات مقطع نصف دائرى بارتفاع حوالى 2 متر ويوجد بها أربعة فتحات شبابيك معقودة بعقد نصف دائرى أبعاده حوالى 45 سم × 90 سم يتوسط كل شباك جهة من الجهات الأربعة للقبة.
وأوضح جبر، بأنه استخدم فى بناء القبة الطوب الأحمر "الآجر" فى جميع أجزائها واستعمل مونة من الطين المخلوط بالحيبة والتبن، وكسبت القبة من الملاط الأبيض من الحيبة مخلوط به مادة جيرية بيضاء مع الطين، والقبة مبنية على الجبل الصخرى مباشرة دون حفر أساسات للجدران والصخرة ترتفع عن المستوى المحبط بها بمقدار حوالى 1 متر و60 سم.
وأكد الأثرى حسن جبر، أن القبة اشتملت على العديد من العناصر المعمارية الأثرية مثل العقود المدببة المستعملة فى الفتحات المحورية الثلاث، والعقود النصف دائرية المستعملة فى الشبابيك الأربعة، والمحراب وطاقيته ذات عقد مدبب فى جدار القبلة، والحنايا الركنية النصف مخروطية فى الأركان الأربعة لمنطقة الانتقال، والقبة النصف كروية ذات المقطع النصف دائرى والمستعملة فى التغطية، مضيفا أن القبة ومبانيها بحالة جيدة من الحفظ وتحتاج إلى بعض الترميم للمداخل والمحراب وتغطيتها بالملاط بدلا من المساقط من بعض أجزائها.
وحول تاريخ المبنى، أوضح مدير البحث العلمى، بأن من الوصف المعمارى للقبة وتخطيطها والعناصر المعمارية المستخدمة فيها ومواد البناء وموقع القبة وما ورد عنها بالمراجع التاريخية نستطيع أن نرجح أن هذه القبة تتبع نماذج القباب الموجودة بمنطقة أسوان والمؤرخة فى الفترة من القرن 4 - 5 الهجرى.
ولفت جبر، إلى أن القبة أصبحت مزار سياحى هام لدى كثير من المهتمين بالآثار فى مصر وخارجها، ولعل موقعها المميز المرتفع جعل الكثير يحرصون على التقاط الصور التذكارية وإظهار مدينة أسوان بشكلها الرائع المميز من أعلى نقطة، موضحا بأن جبل أبو الهوا يمكن رؤيته من أى نقطة بكورنيش النيل، وتعد من معالم أسوان التى يمكن مشاهدتها بمجرد النزول من القطار.
أعلى قمة فى أسوان
صورة جمالية للجبل
عروض على ضفاف النيل
قبة الهوا بأسوان
قبة الهوا
مشهد جمالى من أعلى القبة
مشهد لأبوالهوا ليلا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة