أعلنت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة والمصريين بالخارج، إطلاق مبادرة للمصريين بالخارج "صوت مصر في أفريقيا" Egypt’s Voice in Africa ، وذلك من أجل استدامة التواصل مع الجاليات المصرية في أفريقيا وتحقيق الاستفادة المثلى من القوى الناعمة المصرية هناك إزاء كافة الملفات والقضايا بالتوازي مع الجهود الدبلوماسية القائمة التي تبذلها الدولة المصرية.
وفي ضوء بدء تفعيل المبادرة، عقدت السفيرة نبيلة مكرم أول لقاء افتراضي عبر تطبيق "زووم" مع عدد من المصريين المقيمين في عدة دول أفريقية، من بينها ليسوتو ونيجيريا وناميبيا وكينيا وجنوب أفريقيا وتنزانيا والسنغال وكوت ديفوار، حيث رحبت بالحضور جميعا ووجهت خالص الشكر لعمر شحاتة، رجل الأعمال المصري المقيم في ليسوتو، وكذلك سارة الأمين وصوفي الديهي في كينيا ونيجيريا، على التواصل مع المشاركين للإسراع في تنظيم هذا اللقاء.
وفي كلمتها، أعربت وزيرة الهجرة عن بالغ سعادتها بعقد أول لقاء مع عدد من المصريين بأفريقيا في إطار مبادرة "صوت مصر في أفريقيا"، قائلة إن هذا اللقاء هو نواة التواصل الأولى مع الجاليات المصرية في القارة السمراء للاستماع إلى أفكارهم ومقترحاتهم ومشكلاتهم، والعمل على تلبية احتياجاتهم في كافة المستويات، في ظل تحرك مصر الكبير في أفريقيا ومؤخرا زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي والتي نالت صدى إيجابيًا واسعًا.
وبدأت الوزيرة في الاستماع إلى المشاركين في اللقاء من المصريين المقيمين في أفريقيا، حيث قاموا بطرح بعض الأفكار والرؤى المتعلقة بضرورة تنشيط حركة السياحة والطيران مع الدول الأفريقية، وتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات معها إلى جانب زيادة عمليات الاستيراد والتصدير بينها وبين مصر لكافة البضائع خاصة الأدوية والأغذية والمحاصيل الزراعية والأثاث، وزيادة التبادل الطلابي والتعاون في مجال التعليم، وكذلك إرسال المزيد من الأطباء والدعم الطبي بمختلف أنواعه للدول الأفريقية، وتعزيز التعاون في مجال الكهرباء والنقل البري والبحري.
وفي ختام اللقاء، تقدمت وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم بخالص الشكر للمشاركين على الأفكار والمقترحات التي قدموها، وأكدت اعتزامها تنظيم هذا اللقاء بشكل أسبوعي لاستدامة التواصل مع أبنائنا في أفريقيا من خلال الحوار وتبادل الرؤى، وكذلك تخصيص بريد إلكتروني لتلقي كل الأسئلة والاستفسارات.
من جانبهم، وجه المشاركون في اللقاء خالص شكرهم إلى السفيرة نبيلة مكرم، وأعربوا عن امتنانهم لحرصها على التواصل معهم والاستماع إليهم، بما يؤكد اهتمام الدولة المصرية برعاية مواطنيها بالخارج وتلبية احتياجاتهم والتعرف على كل ما يواجههم من عقبات.
وكانت مصر اتخذت خلال السنوات الماضية خطوات ثابتة نحو عمقها الأفريقي، في إطار رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والقيادة السياسية لاستعادة مصر مكانتها ودورها المحوري في قارتها الأفريقية، تنطلق من الرغبة المصرية في الإسهام الفاعل مع بقية دول القارة لمواجهة التحديات المشتركة، والسير قدما نحو تنمية حقيقية تجوب دول القارة كافة، وبجهود دؤوبة ومتواصلة عاد منحنى العلاقات المصرية الأفريقية للصعود مجددا، بعدما نجحت مصر في العودة إلى محيطها الأفريقي، واستعادة مكانتها بين دول القارة، في ضوء الإدراك الواسع لأهمية الامتداد الأفريقي لمصر وارتباطه بدوائر الأمن القومي المتعددة.
وحرصت الدولة المصرية على تأكيد جملة من الثوابت التاريخية والاستراتيجية، والالتزامات السياسية والعملية تجاه محيطها الأفريقي، في مقدمتها إعلاء مبادئ التعاون الإقليمي، والمساهمات المصرية في برامج الاتحاد الأفريقي، وعملت على تنمية دول القارة عموما، ودول حوض النيل خصوصا، فضلا عن تنوع سياسات وآليات التحرك المصري تجاه بلدان القارة، بين تحركات سياسية واقتصادية وإعلامية وثقافية ومائية، فضلا عن الدعم المصري الواسع لجهود التنمية البشرية، من خلال إيفاد آلاف الخبراء والمختصين في عشرات المجالات، واستقبال الآلاف من الأفارقة للتدريب في المعاهد والأكاديميات المصرية، وتنوع مجالات واهتمامات «الصندوق الفني للتعاون مع أفريقيا».