شهد الأسبوع الماضي، لقاء المهندس يحيى زكي رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس مع وزير الخارجية الماليزي هشام الدين حسين خلال زيارته لمصر، لمناقشة الفرص الاستثمارية للجانب الماليزي داخل المنطقة الاقتصادية، وبحث التعاون المشترك وضخ استثمارات ماليزية في القطاعات الصناعية التي تستهدفها المنطقة الاقتصادية ضمن خطتها خلال 2020/2025.
الخطوات التي تتخذها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لا تبدو عفوية، وتسير وفق خطة واضحة لكسب مزيدا من الخبرات والاستثمارات الأجنبية إلى مصر، وهو ما يفسر لقاء رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس مع وزير الخارجية الماليزي، حيث جاء اللقاء بعد نحو أسبوعين من زيارة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء إلى منطقة العين السخنة لوضع حجر الأساس لأكبر مجمع بتروكيماويات في المنطقة وقارة إفريقيا، باستثمارات 7.5 مليار دولار.
وبالنظر إلى الخبرات الماليزية في صناعة البتروكيماويات، فإن ماليزيا تمتلك مجمع بنجارانج في ولاية جوهور بالجنوب وهو أحد أكبر مصادر إنتاج المشتقات النفطية في جنوب شرق أسيا، على مساحة 25 كيلومتر مربع يحوى 140 منشأة عملاقة قادر على إنتاج 120 ألف برميل من مشتقات النفط خلال يوم واحد فقط، وأكثر من 3 ملايين طن من مشتقات النفط سنويا لسد طلب المنطقة المتزايد على النفط والمشتقات النفطية بالمنطقة.
وتبحث المنطقة الاقتصادية لقناة السويس عن أفضل الفرص المتاحة لاستقطاب الخبرات والتجارب الدولية التي تغطي كافة القطاعات الصناعية الـ14 المستهدفة ضمن خطتها الخمسية "2020-2025"، وهو ما حدث أيضا قبل أسبوعين بتوقيع اتفاقية إطارية مع المنطقة البولندية بإقليم كاتوفيتسا لإنشاء منطقة صناعية بولندية في العين السخنة بالمنطقة الاقتصادية، حيث تم تصنيف تلك المنطقة البولندية بأنها أفضل منطقة صناعية في أوروبا، وبالتالي فإنها تمتلك خبرات كبيرة يمكن الاستفادة منها في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.