فى منزل بسيط بعزبة الألفى بمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، تعيش "مكاسب عطية" ذات الـ71 عاما مع ستة من أحفادها بعد مصرع نجليها "متولى" وعطية" فى حوادث سير فأصبحت هى عائل الأسرة، تعمل فى الحقول الزراعية بأجر يومى لتربى الستة صغار، بالرغم من قلبها الموجوع بالحزن لوفاة ثلاثة من أبنائها الذكور أولهم نجلها "محمد" توفى مع معاناة مع المرض، وبعدها لحق به نجليها تاركين لها ستة أحفاد، ورغم ذلك تجدها راضية بقضاء الله صابرة على الأيام.
الست-مكاسب-تستريح-اسفل-الشجرة-لتناول-الغداء
ابتسامة الرضا لا تفارق وجهها المحفور عليه متاعب وشقاء الزمن، تارة تجدها تغنى أثناء عملها فى تنقية الحشائش من محصول الأرز، وتارة أخرى تجدها تبكى من الوجع على فراق ثلاثة من أبنائها الذكور تاركين لها حمل كبير ومسئولية أقوى من الأيام، لكنها تستعين بالله لتقويتها على المعيشة، وبالرغم من جسدها النحيل ووزنها الذى لا يتعدى 40 كليو إلا أنها تعمل كرجل فى ريعان الشباب، وتهون أوجاعها بنظرة إلى أحفادها الصغار.
الست-مكاسب-مع-احفادها
وقالت مكاسب لـ"اليوم السابع" إنها تعمل فى الزراعات باليومية وتقضى نهارها بين الزراعات وتجلس تحت ظل الأشجار كنوع من الجلوس المفضل بالنسبة لها، وتتناول الطعام مع جيرانها الذين يعملون حولها فى الأراضى الزراعية، وما تجنيه تنفق به على أحفادها الذين يعيشون معها وعددهم 6، بعد وفاة 3 من أبنائها على فترات الأول كان يعانى من المرض وتوفى قبل الزواج والثانى توفى فى حادث سير أثناء عمله فى دولة ليبيا تاركا أربعة اطفال أصغرهم عمره 4 سنوات، واضطرت لبيع ماشية كانت تمتكلها لكى تتمكن من إعادة جثمان نجلها ودفنه بجوارها فى القرية، والثالث توفى فى حادث طريق بمدينة أولاد صقر أثناء توجهه لعمله فى أعمال المعمار وترك لها طفلين، تزوجت والدتهما بعد وفاة الأب ويعيش الطفلين مع أبناء عمهم الأربعة فى كنفها وحضنها وتقوم بأعمال المنزل أرملة نجلها التى أصرت على البقاء معها بأطفالها الأربعة لرعايتهم ورعاية الطفلين الأخرين أبناء زوج شقيقها بعد وفاته.
تعمل-فى-الحقول-لتربى-احفادها
وتابعت مكاسب: "أحب الزراعة وأعمال الفلاحة فى الأرض منذ أن كان عمرى 20 سنة، وتوفى زوجى من 30 عاما وكافحت حتى زوجت أبنائى، وبعد وفاتهم واصلت عملى فى الحقول ليل نهار من أجل أحفادى".
مكاسب-عطية
وتتمنى "مكاسب" من الله أن يمنحها الستر والعافية حتى تقوى على مهامها فى تربية الأحفاد الصغار، وأن كل ما تتمناه من الدنيا هو تأمين مستقبل الأحفاد، وأن تزور بيت الله لقضاء فريضة الحج.
مكاسب-تغسل-رجليها-فى-الترعة-بعد-الانتهاء-من-اعمل-الحقل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة