تصعيد جديد تشهده العلاقات الأمريكية ـ الصينية، حيث اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية بكين رسمياً بالوقوف وراء هجمات القرصنة الأخيرة التي ضربت شركة مايكروسوفت، فيما دخل الاتحاد الأوروبي علي خط الأزمة داعياً السلطات الصينية إلى التصدي للأنشطة المعادية التي تخرج من أراضيها.
وفي بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن جهات مرتبطة بوزارة أمن الدولة بالصين مسئولة عن عمليات التجسس التي استغلت "ثغرات".
وذكر بيان لوزارة الخارجية الأمريكية الاثنين أن التهم تتعلق بـ3 من ضباط وزارة أمن الدولة الصينية، موضحاً أن هناك تهديدات آخري من بكين في مجال الأمن السيبراني.
وكانت شركة "مايكروسوفت" قد أعلنت فى يونيو الماضى، أن أحد المهاجمين تمكن من الوصول إلى أحد وكلاء خدمة العملاء التابعين لها، ثم استخدم معلومات من ذلك لإطلاق محاولات اختراق ضد العملاء.
وقالت مايكروسوفت إن الهجمات كانت جزءًا من حملة (نوبليوم) التى ركزت بشكل كبير على شركات تكنولوجيا المعلومات والحكومات فى جميع أنحاء العالم.
بدوره ، أعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم الأثنين أنه توصل مع شركائه إلى كشف أنشطة إلكترونية خبيثة أثرت بشكل كبير على اقتصاده وأمنه وديمقراطيته خرجت من الأراضي الصينية، داعياً بكين إلى مواجهة هذه الأنشطة ووقفها.
جاء ذلك في بيان أصدره الممثل السامي للشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي والسياسة الأمنية جوزيف بوريل على موقعه الالكتروني؛ ذكر فيه أن اختراق برنامج Microsoft Exchange تسبب في تقويض أمن وسلامة الآلاف من أجهزة الكمبيوتر والشبكات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الدول الأعضاء ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، وسمح بتسلل عدد كبير من لصوص الإنترنت الذين يستغلون هذا الاختراق حتى الآن.
وأضاف البيان أن هذا السلوك غير المسئول والضار أدى إلى مخاطر أمنية وخسارة اقتصادية كبيرة لمؤسساتنا الحكومية والشركات الخاصة، وأظهر آثارًا غير مباشرة ومنتظمة على أمننا واقتصادنا ومجتمعنا بشكل عام، علاوة على ذلك، اكتشفنا أيضًا أنشطة إلكترونية ضارة ذات تأثيرات كبيرة استهدفت المؤسسات الحكومية والمنظمات السياسية في الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، فضلاً عن الصناعات الأوروبية الرئيسية.
وأكد البيان أن هذه الأنشطة يمكن ربطها بمجموعات متسللين معروفة باسم Advanced Persistent Threat 40 و 31، تم رصدها من الأراضي الصينية بغرض التجسس وسرقة الملكية الفكرية.
وتابع، يدين الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه بشدة هذه الأنشطة السيبرانية الخبيثة، التي تتم بما يتعارض مع قواعد السلوك المسئول للدولة كما أقرتها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ونواصل حث السلطات الصينية على الالتزام بهذه المعايير وعدم السماح باستخدام أراضيها في أنشطة إلكترونية خبيثة واتخاذ جميع التدابير المناسبة والخطوات المتاحة والمعقولة والممكنة للكشف عن الوضع والتحقيق فيه ومعالجته.
وأعاد الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه تأكيد التزامهم القوي بضمان فضاء إلكتروني عالمي ومنفتح وحر ومستقر وآمن، ولتحقيق هذه الغاية ، أكد أنه سيواصل العمل على إنشاء برنامج عمل تحت رعاية الأمم المتحدة للنهوض بالدول ودعمها بشكل فعال للالتزام بسلوك الدولة المسئول في الفضاء الإلكتروني، بحسب البيان.