تمر اليوم الذكرى الـ478 على تتويج مارى ستيوارت ابنة الملك جيمس الخامس ـ ذات الأشهر التسعة ـ ملكة للأسكتلنديين فى مدينة ستيرلنج فى وسط أسكتلندا، وتعرف أيضا باسم مارى ستيوارت أو مارى الأولى، حكمت أسكتلندا فى الفترة ما بين 14 ديسمبر عام 1542 حتى 24 يوليو عام 1567، وذلك فى مثل هذا اليوم 9 سبتمبر عام 1543م.
فى عمر تسعة أشهر ابتسم الحظ لـ"مارى ستيوارت"، خاصة بعد وفاة والدها الملك جيمس الخامس، حاكم أسكتلندا، وعندما أكملت سن الخامسة، قررت والدتها أن تخطبها لولى عهد فرنسا لأغراض سياسية، وأرسلتها فى سن السادسة لفرنسا لتتلقى العلوم هناك، وترعرعت "مارى ستيوارت" فى وسط فرنسى رائع، درست خلاله اللغات والفنون، وفتنت كل من حولها بمعرفتها في القصائد التي ألفتها وكتبتها بنفسها، وفي الرابعة عشر من عمرها أقُيم حفل الزفاف، لكن سرعان ما تحول اللون الوردى المفرح فى حياة مارى إلى لون أسود قاتم، حيث توفى ملك فرنسا وأصبح زوجها هو الملك، وما إن بدأت تتنفس الصعداء حتى توفى هو الآخر وهو لم يكمل عامه الأول على العرش.
بعد رجوع مارى إلى أسكتلندا بدأت عروض الزواج تنهال عليها فهى ما زالت فى سن الثامنة عشر فتاة جذابة وجميلة فى ريعان شبابها، وبدأت الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا فى إعداد المكائد وتدبيرها لماري فقد كان خطاب ماري ممن رفضتهم إليزابيث فى وقت سابق، وهو ما أخذته إليزابيث على محمل الإهانة ولذلك وبعد تفكير عميق قررت الملكة مارى الزواج من ابن عمها دارنلى الذي كان يتمتع بوسامة عالية.
بعد عدة أشهر ولدت ماري طفلًا جميلًا أطلقت عليه لقبين هما (جيمس السادس أوف أسكتلندا، وجيمس الأول أو إنجلترا)، وبعدها مرض زوجها مرضًا شديدًا مما اضطر ماري إلى الانتقال لعلاجه في إدنبرة، لكن سرعان ما توفى الزوج في حادث لانهيار المنزل، وتشير أصابع الاتهام إلى مارى التى كانت على علاقة بعشيق يدعى "أرل أوف بوثول" بقتل زوجها بمساعدة عشيقها، وبعد تقديمه للمحاكمة لم تثبت إدانته ويخرج بوثول منها ليتزوج مارى بعد ثلاثة أشهر من رحيل الزوج.
بدأت شعبيتها تتهاوي عندما تزوجت من عشيقها بوثويل، والذي تورط في مقتل زوجها السابق (لورد دارنلي)، كما أنها أصبحت تحكم بطريقة استبدادية، زيادة إلى عدم تسامحها مع الأفكار الدينية الأخرى وتطرفها لحساب مذهبها الكاثوليكي، ووجدت نفسها وقلة من أنصارها في عزلة، فتم إجبارها على التنازل عن الحكم (1567 م).
لجأت ماري إلى ابنة عمها الملكة إليزابيث التى حكمت عليها بالسجن، واحتجب عنها نور الحياة وضياءها طيلة تسعة عشر عامًا، وبعد تلك السنون المُحملة بالشجون تم اقتيادها للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى للملكة إليزابث، حيث إنها كانت تدبر المكائد من داخل محبسها، وذكرت بعض كتب التاريخ أن محاكمتها كانت تخلو من المحامين للدفاع عنها، وتخلو من مستندات تدينها بالجرم، فطالبت ماري البرلمان متوسلة إليهم بتذلل بعد فقدانها احترامهم أن ترى الملكة إليزابت فرفضوا طلبها، واصطخبت القاعة فطرقت المحكمة طرقاتها العنيفة لتوجه للملكة ماري حُكم الإعدام.