سامح الجباس: "رابطة كارهى سليم العشى" مغامرة.. وداهشيون تواصلوا معى.. حوار

الأربعاء، 29 سبتمبر 2021 04:00 م
سامح الجباس: "رابطة كارهى سليم العشى" مغامرة.. وداهشيون تواصلوا معى.. حوار
حاوره أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعد رواية "رابطة كارهى سليم العشى" للكاتب سامح الجباس، والصادرة حديثا على دار العين، من الأعمال الأدبية التى تستحق وقفة معها، لأسباب عدة منها موضوع الرواية المتعلق بشخصية غريبة الأطوار هو سليم العشى الشهير بالدكتور داهش، كذلك لأسلوب الكتاب الذى احتوى جانبا توثيقيا بما يفتح الباب للحديث عن هذا النوع من الروايات، جانب آخر متعلق بكبار الشخصيات المصرية الذين وردت أسماؤهم فى فصول الرواية وهل لهم علاقة بالدكتور داهش أو الداهشية وهى مذهب روحانى دعا إليه.. لذا أجرينا حوارا مع الكاتب سامح الجباس كى نتعرف معا على كواليس العمل الأدبى.
 

الدكتور داهش والداهشية.. ألم تخشى الكتابة عن أمور شائكة وخلافية؟

الدكتور داهش شخص حقيقى، كانت حياته غريبة وغامضة، وهى تجربة إنسانية قد نؤيدها أو نرفضها، والداهشية موجودة فلماذا لا أقوم بدورى كروائى وأحاول الكشف عما حدث؟

ففى رواية كافكا على الشاطئ للروائى اليابانى العالمى هاروكى موراكامى جاءت عبارة جميلة تقول: إغماض العينين لن يغير فى شىء .. لا شىء سيختفى لمجرد أنك لا تريد أن تراه.
 
رابطة كارهى سليم العشى
 

الشخصيات المصرية الشهيرة التى أشرت إليها فى الرواية أكسبت الرواية ثقلا فى المضمون.. هل تعتقد حقا أنهم تأثروا بالدكتور داعش؟

أثار انتباهى أثناء فترة جمع ما يمكن من معلومات حول الدكتور داهش أن من آمن به كانوا من صفوة المجتمع من فنانين وشعراء وكتاب وصحفيين وسياسيين، وسألت نفسى ماذا عن مصر؟
 
وبدأت رحلة بحث شاقة لإعادة قراءة الأدب العربى فى فترة وجود الدكتور داهش، باحثا عن الأفكار التى يطرحها ويروج لها، وهنا بدأت أكتشف أمورا مثيرة فى كتابات كبار الأدباء المصريين لم ينتبه أحد لها قبل أن أضمها إلى روايتى، قدمت أسئلة ومعطيات وأدلة موثقة ومتزامنة مع أفكار وزيارات الدكتور داهش إلى مصر، وتركت أمر الاقتناع بها متروكا لحكم كل قارئ للرواية.

الرواية مختلفة فى زوايا كثيرة منها طريقة الكتابة.. حدثنا عن شغفك بالتجريب فى الكتابة؟

أنا ككاتب رسمت لنفسى طريقا مختلفا فى السرد منذ روايتى الأولى، فأنا لا أطرق الدروب التقليدية الكلاسيكية السهلة المستهلكة فى رواياتى، بل اختار لكل رواية طريقة السرد المناسبة لها، والتى تختلف عن أى رواية سابقة لها ممن كتبتهم، أعرف أنى أشق على نفسى فى تغيير تكنيك الكتابة فى كل رواية جديدة لى، لكنى أؤمن بمقولة توماس إليوت "البحر الهادئ لا يصنع بحارا ناجحا" وأعتقد أن من حق القارئ أن أقدم له مذاقا مختلفا من الروايات.
 

فى الرواية الكثير من الإحالات الموثقة.. هل يمكن القول عن روايتك إنها تاريخية؟

لا أرى أنه يمكن تصنيف روايتى على أنها تاريخية، بل إنى بصراحة أجد أنه من الصعب تصنيف روايتى بشكل محدد أو وضعها فى إطار ضيق من التصنيف. 

والتوثيق موجود فى الرواية بسبب غرابة حوادثها والصدمات التى سيجدها القارئ فى الاكتشافات حول الشخصيات الأدبية والصحفية والفنية الشهيرة فى الرواية، لذلك وجب التوثيق لتقديم الأدلة على غرابة وغموض ما سيجده القارئ فى الرواية.

 

هل يمكن الحديث هنا عن رواية وثائقية.. خاصة روايتك تعد خطوة مهمة فى هذا المجال؟ 

إن فن الرواية فى رأيى مثل بحر بلا شطان تحد منه، لذلك تتسع الرواية لأنواع أخرى من الإبداع مثل التوثيق، لكن على الروائى أن يكون حذرا فى استخدامه للتوثيق لأن التوثيق مادة جافة للقارئ، فعليه أن يجيد دمجها داخل النص الروائى حتى تذوب فيه، وأنا لم أستخدم التوثيق فى روايتى وتركته منفردا، بل أعدت قراءة وتأويل وتحليل هذا التوثيق بما يناسب أحداث الرواية. 

وهنا تعاملت مع التوثيق برؤية الناقد التأويلية وليس فقط برؤيتى كروائى.

ألم يتواصل معك أحد من أتباع الدكتور داهش.. ليوافقك أو يخالفك الرأى؟

بعد صدور الرواية بعدة شهور تواصل معى بعض من اللبنانيين الداهشيين، وأبدوا استغرابهم من أن يتصدى كاتب مصرى للكتابة عن الدكتور داهش اللبنانى الغامض بينما لم يستطع أى كاتب لبنانى أن يفعل ذلك، كما عبروا عن احترامهم للجهد التوثيقى الذى قمت به، وعلى تقديم وجهه نظر محايدة، لكنهم أبدوا بعض التحفظات حول بعض الأمور التى جاءت فى الرواية.

سامح الجباس
 

وهل لى أن أسألك عن النهاية.. جاءت غير متوقعة بالمرة.. هل يمكن اعتبارها نهاية مفتوحة؟

أشاد الكثير بنهاية الرواية غير المتوقعة وأنا أجدها مناسبة ومتسقة بشكل تام مع أحداث الرواية، والنهاية مفتوحة لأن هذه رواية أسئلة أكثر منها رواية إجابات تريح القارئ، وهى رواية لا تنتهى علاقتها بالقارئ بعد انتهائه من سطرها الأخير، بل إنها رواية تدفع القارئ إلى البحث عما عاشه فى الرواية من أحداث وشخصيات واكتشافات مثيرة، لذلك جاءت النهاية بهذا الشكل الذى يكمله كل قارئ فى ذهنه كما يريد.

 

كيف يرى سامح الجباس أفعال الدكتور داهش.. هل صدقته؟

أنا بوصفى كاتبا لم أصدق أو أكذب ما كان يقوم به الدكتور داهش، أنا وجدت فيه حالة إنسانية غريبة وغامضة مازالت تثير الخوف والجدل على الرغم من وفاته منذ 37 سنة، ومازالت كتبه وهى 150 كتابا ممنوعة من التداول فى الدول العربية بلا سبب واضح على الرغم من أنها كتب أدبية وأشعار وكتب فى أدب الرحلات، وأنا قمت بدورى ككاتب فى محاولة لاكتشاف من كان الدكتور داهش، أنا أؤمن بما كتبه الناقد رونان ماكدونالد فى كتابه "موت الناقد" حيث كتب "إن الفن يستطيع أن يعثر على الحقيقة فى المناطق التى يعجز العقل عن الوصول إليها".

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة