العلاقة بين مصر واليونان ضاربة في عمق التاريخ، ومنذ بدء التاريخ والتدوين، حتى أن الحضارتين الكبيرتين الإغريقية والفرعونية اشتراكا في آلهتهم وأساطيرهم، لذا فحلول اليونان ضيف شرف لمعرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ53 والمقرر أن تنطلق نهاية يناير المقبل من عام 2022، ليست غريبة، والثقافة اليونانية ليست بعيدة عن الثقافة المصرية.
وعلى مدار التاريخ كان هناك العديد من العلماء والأدباء الذين جاءوا إلى مصر، وكانت لهم رحلتهم الخاصة، تعلموا فيها وتأثروا من حضارتها العظيمة، ومن أبرزهم:
طاليس
الفيلسوف اليونانى، وأحد الحكاء السبعة فى الحضارة اليونانية القديمة، والذى يعتبره البعض أبو الفلسفة، جاء إلى مصر وبهرته حضارتها ومعارفها لدرجة أنه أوصى "فيثاغورس" بزيارتها، وأثر مصر في طاليس واضح بين يظهر في مذهبه القائل بأن أصل الكون هو الماء، فقد تأثر فيه بأسطورة مصرية تقول إن الماء قد وجد قبل أن يوجد شىء فى الكون لأنه العنصر الأول المشتمل على جميع عناصر الموجودات.
فيثاغورث
عالم الرياضيات اليونانى الأشهر عبر العصور، زار مصر ودرس مع الكهنة، وتعلم الكثير من علم الفلك والهندسة النظرية، ونظريته الفلسفة العريضة العميقة قد تأثر بمصر فقد قضى فيها بحسب المؤرخون عشرين عاما، ينهل من معارفها وعلومها، وأخذ عنها نظريتى خلود الروح وتناسخ الأرواح.
أفلاطون
الفيلسوف اليونانى الشهير، أيضًا قد أخذ كثيرا من مصر، وعدد ما أخذه ذلك الفيلسوف العظيم عنها، حيث اتجه إلى مصر وشاهد عظمة آثارها واجتمع بكهنة عين شمس فأعجب بعلومهم وخاصة الفلك.
أرسطو
الفيلسوف العظيم، معلم الإسكندر الأكبر، وتلميذ أفلاطون، جاء أيضا إلى مصر، وحسب كتاب "الموروث المسروق" للدكتور جورج جيمس، أن أرسطو قد زار مصر بالتأكيد، ولكنه لا يحسم في القول بأنه (أي أرسطو) قد زارها بمفرده، أو بمعية الإسكندر الأكبر الذي غزا الإسكندرية، وأكد أنه قد تعلم فى مصر، ومن ثم عاد إلى أيونية بآسيا الوسطى التي كانت مقرا للطقوس الدينية السرية المصرية وتعاليمها.
هيرودوت
المؤرخ الأغريقى الشهير، وصاحب الوصف الأشهر لمصر على مدار التاريخ "مصر هبة النيل" والذى قاله حنقا عندما منعوا الكهنة من دخول المعبد، فقد جاء إلى مصر وتعلم فلسفته فيها، كما كنت سببا مباشرا فى كتابته التشويق والاثارة وأسلوبه المتماسك، التصويرى، وإبداعه الأدبى والفنى.
كفافيس
قسطنطين كفافيس بيتر، المعروف أيضا باسم كونستانتينوس بيترو كفافيس، 29 أبريل، 1863-29 أبريل، 1933) شاعر يوناني أكسبه أسلوبه الفردي الواعي مكانة بين أهم الشخصيات ليس فقط في الشعر اليوناني، ولكن في الشعر الغربي ككل. كتب كفافي 155 قصيدة، بينما بقيت العشرات غير مكتملة أو في شكل تخطيطي. خلال حياته، كتبت أهم قصائده بعد عيد ميلاده الأربعين، ونُشرت رسمياً بعد عامين من وفاته.
كزانتزاكيس
الأديب اليوناني الكبير الذى اشتهر بروايته " زوربا اليوناني " التي تعتبر أعظم ما أبدع، وروايته المثيرة للجدل "الإغواء الأخر للمسيح"، كانت له زيارته لمصر، وقدم عن هذه الزيارة " رحلة إلى مصر.. الوادي وسيناء" هو حصاد رحلة طويلة قام بها الكاتب اليوناني الكبير نيكوس كزانتزاكيس حيث جاء مبعوثا كمراسل صحفي لإحدى الصحف اليونانية عام 1927، إلى مجموعة من بلاد المشرق: تركيا، سوريا، فلسطين، قبرص، مصر وسيناء. وجمع كازنتزاكيس حصاد رحلته في كتب. وقد ترجم الجزء الخاص برحلته إلى فلسطين، وصدر بالأردن، وقام بالترجمة نفس المترجمين اللذين يقدمان لنا هذا الكتاب عن مصر وسيناء: الشاعر الأردني محمد الظاهر والكاتبة منية سمارة.