- الرئيس السيسى: اتفقنا على استمرار التعاون والتنسيق لمكافحة ظاهرة الهجرة غير المشروعة
قال الرئيس عبد الفتاح السيسىى، إنه ناقش اليوم مع رئيس رومانيا العلاقات السياسية المتميزة التي تجمع البلدين وكذا علاقات التعاون الثنائية وسُبل دعمها وتعزيزها في شتى المجالات ذات الأهمية والأولوية لبلدينا، وبصفة خاصة مجالات الطاقة، والاستثمار والصناعة، والتجارة، والسياحة.
وأضاف الرئيس السيسى، في مؤتمر صحفي مشترك بقصر الاتحادية اليوم مع رئيس جمهورية رومانيا كلاوس يوهانس عقب مباحثاتهما، أنهما اتفقا على أهمية العمل على عقد الجولة الرابعة للجنة المشتركة المعنية بتطوير مجمل أوجه التعاون الاقتصادي والفني على المستوى الثنائي بما ينعكس بشكل إيجابي وبصورة عملية على زيادة حجم التجارة والاستثمارات بين البلدين، وأشدنا بانعقاد المنتدى الاقتصادي المصري الروماني على هامش الزيارة الحالية ليمثل حلقة وصل بين رجال الأعمال وممثلي الشركات الكبرى من البلدين بما يتيح المجال للتعرف على الفرص والحوافز الاستثمارية التي يتيحها الاقتصاد المصري.
واستهل الرئيس السيسى كلمته، بقوله:" إنه لمن دواعي السرور أن استقبل اليوم فخامة رئيس جمهورية رومانيا "كلاوس يوهانس" في مصر، خاصة أننا نحتفل هذا العام بمرور 115 عاماً على ذكرى تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الصديقين، كما أود أن أعرب عن اعتزازي بالعلاقات التاريخية الممتدة بين مصر ورومانيا، الدولة التي شرفت بزيارتها عام ٢٠١٩ في أول زيارة لرئيس مصري منذ 15 عاماً، بما يؤكد حرصنا على دفع وتطوير تلك العلاقات سواء على المستوى الحكومي والرسمي أو على مستوى الشعبين اللذين تربطهما أواصر وثيقة تمتد على مدار العقود الماضية بما أثر بالإيجاب على المجتمعين المصري والروماني سواء من خلال الجالية الرومانية التي نعتز بتواجدها في مصر أو من خلال الجالية المصرية في رومانيا".
وأشار الرئيس السيسى، إلي أنهما أكدا خلال اللقاء على تثمينهما لعلاقات التعاون والتنسيق المستمرة بين البلدين في مختلف الأطر والمحافل الدولية والإقليمية، "انطلاقاً من مبادئنا الثابتة والمشتركة والقائمة على احترام القانون الدولي وتطبيق مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، وتعظيم الاستفادة من ثروات المنطقة بما يخدم شعوب دولها ككل، كما شددت على تقديرنا للدور الروماني المتوازن والبناء سواء على المستوى الإقليمي بمنطقة البلقان أو باعتبارها عضوا بالاتحاد الأوروب.
وأوضح الرئيس السيسى، أن اجتماعهما اليوم أتاح الفرصة لتبادل وجهات النظر ومناقشة التطورات الإقليمية والدولية؛ وبالأخص في منطقتي الشرق الأوسط وشرق المتوسط.، مضيفًا:"في هذا السياق؛ فإننا نجدد دعمنا لتسوية وحل كافة الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية وعبر أطر سياسية وتفاوضية وفقاً لأحكام وقواعد القانون الدولي".
وأضاف الرئيس السيسى، أنهما أكدت خلال الاجتماع مع على تطلعهما لعقد الاستحقاق الانتخابي في ليبيا يوم 24 ديسمبر 2021 بما يتيح للشعب الليبي الشقيق فرصة اختيار حكومة موحدة تحفظ أمن واستقرار ووحدة وسيادة ليبيا، مع التشديد على أهمية الالتزام بمقررات الأمم المتحدة، ولاسيما قرار مجلس الأمن رقم 2570 الداعي لسحب جميع عناصر المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية مع عدم استغلال الساحة الليبية لتحقيق مصالح وأغراض سياسية لأطراف أخرى.
وقال إنهما تناولا أيضاً خلال الاجتماع الحرص على إيجاد حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني / الإسرائيلي على أساس حل الدولتين بما يسهم في تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما ناقشا من جهة أخرى ملف الأزمة السورية وجددا دعمهما لجهود المبعوث الأممي بغية التوصل لتسوية سلمية على أساس إعلان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254 ورفض محاولات بعض الأطراف الإقليمية التي تسعى لفرض الأمر الواقع سواء عبر انتهاك السيادة السورية أو إجراء تغييرات ديموغرافية قسرية هناك.
كما أشار الرئيس السيسى، إلي اتفاق مصر ورومانيا على استمرار التعاون والتنسيق لمكافحة ظاهرة الهجرة غير المشروعة والعمل مع دول المنطقة على إيجاد حلول لجذور تلك الأزمة، وبصفة خاصة تسوية الأزمات والنزاعات القائمة بالمنطقة والتي تعد المحرك الأول لتلك الظاهرة، فضلاً عن أهمية تقاسم أعباء مسئولية تلك الظاهرة سواء على الصعيد الإنساني أو الاقتصادي، بجانب تشجيع زيادة الوعي العام تجاه سبل وقنوات الهجرة المشروعة والفرص الحقيقية المتاحة في هذا المجال بما يسمح للمهاجرين الشرعيين بالاندماج في المجتمعات المختلفة وتحقيق الإضافة الإيجابية المرجوة فيها.
كما بحثا الجهود الدولية والإقليمية والمحلية لمكافحة الإرهاب وأهمية العمل على تجفيف منابع تمويله ومجابهة الجهات الراعية للمنظمات والكيانات الإرهابية والتي توفر الملاذ الآمن والمنابر الإعلامية والسلاح لعناصر تلك المنظمات والكيانات، مع تأكيد أهمية دور المؤسسات الدينية المصرية في نشر قيم الاعتدال والتسامح وزيادة الوعي تجاه مواجهة الأفكار المتطرفة والهدامة.
وأضاف الرئيس السيسى:"استعرضت اليوم مع فخامة رئيس جمهورية رومانيا الخطوات التي تتخذها مصر لتطبيق المنظور الشامل فيما يخص قضايا حقوق الإنسان؛ وصولاً إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان يوم 11 سبتمبر 2021، والتي تشمل التعاطي مع مختلف الأبعاد التي تنطوي عليها قضايا حقوق الإنسان في البلاد بما يتضمن تحسين مستوى المعيشة ومراعاة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطن".
وفي ختام كلمته، جدد الرئيس السيسى سعادته وترحيبه بالرئيس كلاوس يوهانس رئيس جمهورية رومانيا في مصر، متقدمًا بخالص الشكر على الدعم الذي يمنحه لعلاقات بلدينا الصديقين، معرباً عن خالص تمنياته لدولة رومانيا حكومة وشعباً بمزيد من التقدم والاستقرار والازدهار في ظل قيادتها الحكيمة والمتميزة.
السيسى (2)