على خلفية تفاقم الصراع فى إثيوبيا، بين الجيش الإثيوبى وجبهة تحرير اقليم تيجراي الشمالى وأورومو، حذر الاتحاد الأفريقي، قائلا :لا توجد فرصة كبيرة لإنهاء القتال في إثيوبيا"، وذلك بعد عام من النزاع وبعد أن أصبحت القوات على أبواب العاصمة أديس أبابا تهدد بالاستيلاء عليها واسقاط رئيس الورزاء آبى أحمد الذى تتهمه بجرائم حرب فى تيجراي.
وقدم كل من مبعوث الاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي الرئيس النيجيري الأسبق أولوسيجون أوباسانجو، ومنسقة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة روزماري ديكارلو، إحاطة لمجلس الأمن الدولي.
وقال أوباسانجو متحدثا من إثيوبيا، إنه بحلول نهاية الأسبوع "نأمل في التوصل إلى برنامج يوضح" كيف يمكنهم السماح بوصول المساعدات الإنسانية وانسحاب للقوات يرضي جميع الأطراف.
وأبلغ أوباسانجو مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا قائلا: "كل هؤلاء القادة هنا في أديس أبابا وفي الشمال يتفقون على نحو فردي بأن الخلافات بينهم سياسية وتتطلب حلا سياسيا من خلال الحوار".لكن أوباسانجو أكد أن "الفرصة التي لدينا ضئيلة والوقت قصير".
بدورها، حذرت روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام من أن الصراع المستمر منذ عام في منطقة تيجراى يضع مستقبل البلاد وشعبها أمام أبعاد كارثية، ستؤثر بدورها على استقرار منطقة القرن الأفريقي برمتها، في حالة من عدم اليقين.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن تصاعد العنف سيكون له تداعيات سياسية هائلة في المنطقة، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمات العديدة التى تعصف بالقرن الأفريقى، على حد تعبيرها جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن عن الوضع في إثيوبيا.
وشددت وكيلة الأمين على ضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية في إثيوبيا، مبينة أن الأمين العام ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وجهات أخرى ظلوا يوجهون الدعوة نفسها ويدعون أيضا إلى التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار وتهيئة الظروف لحوار إثيوبي شامل لحل الأزمة وإرساء أسس السلام والاستقرار في جميع أنحاء البلاد.
وأكدت ديكارلو التزام الأمم المتحدة الثابت بالبقاء في إثيوبيا وتقديم الدعم لكافة الناس في البلاد، مشددة على أهمية أن توفر لهم السلطات الوطنية الحماية الكاملة، بغض النظر عن خلفيتهم. وحثت الإثيوبيين على العمل معا لبناء مستقبل مشترك ومزدهر قبل فوات الأوان.
وكان مجلس الأمن الدولي قد طالب بإنهاء القتال في إثيوبيا وإعلان وقف دائم لإطلاق النار، والشروع في المفاوضات بين طرفي النزاع.
وعبر المجلس عن قلقه البالغ إزاء احتدام الاشتباكات المسلحة واتساع نطاقها في شمال إثيوبيا.كما دعا المجلس "للكف عن خطاب الكراهية والتحريض على العنف والانقسامات".
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن جيفري فيلتمان المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي أعرب خلال زيارته لإثيوبيا عن قلق واشنطن البالغ من تفاقم القتال.
وميدانيا، أكد تحرير اورومو، أن قواته اقتربت من العاصمة وتتحضر لشن هجوم آخر، متوقع أن تنتهى الحرب "فى وقت قريب جدا".
وقال جال مورو، قائد جيش تحرير اورومو - جماعة مسلحة من إتنية أورومو، لوكالة فرانس برس فى مقابلة عبر الهاتف: إن المقاتلين الموالين للحكومة بدأوا بالانشقاق وإن المعارضين لآبى أحمد أصبحوا قريبين للغاية من النصر.
وأضاف جال "ما أنا متأكد منه هو أن الأمر سينتهى قريبا جدا".وأكد "نحن نتحضر من أجل انطلاق آخر وهجوم آخر. الحكومة تحاول فقط كسب الوقت ويحاولون إثارة حرب أهلية فى البلد ولهذا يدعون الشعب للقتال".
وبحسب جال فإن مقاتليه باتوا أقرب- نحو 40 كم عن العاصمة أديس أبابا، و"لم يتراجعوا حتى مسافة شبر واحد" من الأراضى التى يسيطرون عليها.
يعود الصراع إلى العام الماضى، نوفمبر 2020، حيث اندلعت الحرب فى اقليم تيجراي، بين الجيش الأثيوبى بقيادة أبى أحمد، وقوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، واستولت قوات الدفاع الوطنى الإثيوبية الحكومية بسرعة على العديد من المدن الرئيسية فى تيجراى، بما فى ذلك ميكيلى العاصمة.
وعقب ذلك أعلن رئيس الوزراء الإثيوبى انتهاء المرحلة الرئيسة من الصراع، لكن سرعان ما نجحت الجبهة فى دحر قوات الجيش الإثيوبى ودخول عاصمة الإقليم وخلصت أهاليها من جرائم الجيش الأثيوبى وعادت بنسبة 100% تحت سيطرتها.
وفى أغسطس، استولى مقاتلو جبهة تحرير شعب تيجراي على موقع لاليبيلا التاريخي في أمهرة المدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي بدون قتال، إذ انسحبت قوات الأمن قبل تقدمهم، ووفى اكتوبر الماضى، أعلنت قوات جبهة تحرير تيجراي، إنها سيطرت على بلدة دسي الاستراتيجية في إقليم أمهرة، كما سيطرت "جبهة تحرير شعب تيجراي" على بلدة كومبولشا الإثيوبية.