كانت الثورة الصناعية التي بدأت تقريبًا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر وامتدت حتى أوائل القرن التاسع عشر فترة تغيرات هائلة في أوروبا وأمريكا، وقد أدى اختراع التقنيات الجديدة، من النول الميكانيكي لنسج القماش والقاطرة التي تعمل بالبخار إلى تحسينات في صهر الحديد وتغيير المجتمعات الريفية إلى حد كبير حيث تحول مزارعون وحرفيون إلى العمل بالصناعة كما انتقل الكثير من الناس من الريف إلى المدن سريعة النمو حيث عملوا في مصانع مليئة بالآلات.
وفي حين أن الثورة الصناعية خلقت نموًا اقتصاديًا وقدمت فرصًا جديدة ، فقد جاء هذا التقدم بسلبيات كبيرة ، من الأضرار التي لحقت بالبيئة ومخاطر الصحة والسلامة إلى الظروف المعيشية المزرية للعمال وأسرهم.
يقول المؤرخون وفقا لموقع لايف ساينس إن العديد من هذه المشاكل استمرت وتزايدت في الثورة الصناعية الثانية ، وهي فترة أخرى من التغيير السريع التي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر.
مساكن العمال فى نيويورك أواخر القرن التاسع عشر
مع نمو المدن خلال الثورة الصناعية ، لم يكن هناك ما يكفي من المساكن لجميع السكان الجدد ، الذين ازدحموا في الأحياء الداخلية للمدن بينما هرب السكان الأكثر ثراءً إلى الضواحي، وقد هذا ‘لى التكدس وظهور الأحياء الخطرة.
في ثلاثينيات القرن التاسع عشر ، أجرى الدكتور ويليام هنري دنكان ، مسؤول الصحة الحكومي في ليفربول بإنجلترا ، مسحًا لظروف المعيشة ووجد أن ثلث سكان المدينة يعيشون في أقبية من المنازل ، والتي تحتوي على أرضيات ترابية ولا يوجد بها تهوية أو صرف صحي حيث كان ما يصل إلى 16 شخصًا يعيشون في غرفة واحدة ويتشاركون في غرفة واحدة.
أدى نقص المياه النظيفة والضغط على شبكات الصرف الصحي في المناطق العمالية إلى جعل العمال وعائلاتهم عرضة للإصابة بالأمراض المعدية مثل الكوليرا.
كما أثرت الثورة الصناعية بطبيعة الحال على البيئة فبزيادة عدد المصانع زادت المخلفات الناتجة عنها التى أضرت بالبيئة فمهما استخدمت الإجراءات الاحترازية فإن تعرض البيئة للأضرار جراء المخلفات الصناعية كان أمرا مفروغ منه خصوصا في الفترات الأولى للثورة الصناعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة