أعربت الجزائر وجنوب أفريقيا عن قلقهما إزاء تدهور المشهد العام للسلام والأمن في القارة الأفريقية، وأكدتا ضرورة التمسك بمبدأ الحلول الأفريقية الخالصة لمشاكلها، وتعزيز الجهود الرامية إلى منع وإدارة وحل النزاعات والأزمات.
جاء ذلك خلال المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة مع وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور التي أدت زيارة رسمية إلى الجزائر لمدة يومين.
وبحسب البيان المشترك الصادر أمس الأحد، عن وزارتي خارجية البلدين، أتاحت هذه الزيارة فرصة لا تقدر بثمن لإعادة تأكيد الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات الممتازة بين البلدين، واستكشاف السبل والوسائل لمواصلة تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات بناءً على روابط الصداقة القوية والتضامن بينهما.
وأضاف البيان أن المحادثات الثنائية شملت مجموعة من القضايا، من بينها زيادة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجزائر وجنوب أفريقيا، لمواجهة التحديات الخطيرة للسلام والأمن في أفريقيا وتنفيذ أجندة 2063، وكذلك الموضوعات الأخرى المتعلقة بعمل الاتحاد الأفريقي، وصوت القارة على المسرح العالمي.
وفي هذا الصدد، أعرب الوزيران عن ارتياحهما لنوعية وعمق العلاقات الثنائية الراسخة في النضال المشترك لشعبي الجزائر وجنوب أفريقيا ضد الاستعمار والفصل العنصري، وأعربا عن رغبتهما في زيادة تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
كما أشار البيان إلى أنه من أجل تشجيع العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية، اتفق الوزيران على مراجعة الاتفاقات الحالية التي تنظم التعاون الاقتصادي، والانتهاء من جميع مشاريع الاتفاقات قيد النظر، وتشجيع المزيد من التواصل بين مجتمعات رجال الأعمال على مستوى الجانبين.
وأكد الوزيران كذلك الأهمية الاستراتيجية للجنة الثنائية الوطنية للتعاون (BNC)، التي يشترك في رئاستها رئيسا دولتي البلدين.
وفيما يتعلق بالوضع في أفريقيا، أعرب الوزيران عن قلقهما إزاء تدهور المشهد العام للسلام والأمن في القارة، وشددا على ضرورة التمسك بمبدأ الحلول الأفريقية لمشاكلها، وتعزيز الجهود الرامية إلى منع وإدارة وحل النزاعات والأزمات في القارة.
كما اتفقا على تكثيف جهودهما المشتركة داخل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لتعزيز مصالح أفريقيا، والمضي قدما في برامجها الرائدة، لا سيما فيما يتعلق بإسكات البنادق وتنفيذ أجندة 2063، مؤكدين كذلك التزامهما المشترك بوحدة الاتحاد الأفريقي بما يتماشى مع المبادئ والأهداف المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، وأعربا عن الحاجة الملحة للعمل من أجل تجنب أي عامل قد يعرض وحدة المنظمة القارية للخطر.
وعلى الصعيد الدولي، أكد الوزيران أهمية تعزيز الدور الرائد للأمم المتحدة في تنسيق الاستجابات الدولية للتحديات الأكثر إلحاحاً في العالم؛ كما شددا على الحاجة الملحة لإتمام إصلاح مجلس الأمن الدولي المتوقف منذ فترة طويلة لتصحيح الظلم التاريخي الذي لحق بأفريقيا.
أما فيما يتعلق بليبيا، أوضح البيان المشترك أن وزيري خارجية البلدين أكدا رفضهما الشديد لجميع التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لليبيا، وأكدا ضرورة أن يدعم المجتمع الدولي بصدق الجهود التي يقودها الليبيون والتي تهدف إلى ضمان التحضير للانتخابات العامة المقبلة، وإعادة توحيد المؤسسات الوطنية، وسحب المرتزقة.