جددت وزارة الإغاثة وإدارة الكوارث بجمهورية الصومال الفيدرالية، السبت، قلقها البالغ إزاء تفاقم موجة الجفاف في كثير من المناطق في البلاد بحسب الوكالة الصومالية للأنباء، وذلك فى أحدث إغاثة توجهها الهيئات الصومالية للحيلولة دون وقوع مجاعة مماثلة لتلك التى وقعت فى عام 2011.
وأعرب بيان مشترك أصدرته كل من وزارة الإغاثة في الحكومة الفيدرالية، ووكالات الإغاثة عن هذا القلق تجاه تفاقم الجفاف في الصومال.
وتشير توقعات الطقس إلى أن الصومال على وشك فقدان موسم الأمطار الرابع على التوالي ، مما قد يؤدي إلى وضع خطير بحلول أبريل 2022م.
وعقدت وزارة الإغاثة وإدارة الكوارث فى الحكومة الفيدرالية فى الـ31 يوليو 2021م اجتماعا طارئا لوزارات الولايات الأعضاء بالحكومة ومحافظة بنادر حيث أعربوا عن قلقهم للأوضاع الصعبة التى يواجهها حوالى 5,9 مليون شخص داخل البلاد.
بدورها حذرت الأمم المتحدة والحكومة الفيدرالية فى الصومال من أن الجفاف المتفاقم بسرعة فى الصومال قد يؤدى إلى وضع حرج هناك بحلول أبريل من العام المقبل.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة للشئون الإنسانية إنه من الضرورى العمل الآن لمنع الانزلاق إلى نوع الجفاف وحتى ظروف المجاعة التى شهدتها الصومال فى السنوات السابقة.
وأشارت إلى أن حوالى 2.3 مليون شخص يعانون بالفعل من نقص خطير فى المياه والغذاء والمراعي؛ حيث جفت أحواض المياه والآبار، لافتة إلى أن ما يقرب من 100 ألف شخص خاصة فى المناطق الوسطى والجنوبية قد هجروا منازلهم بحثًا عن الطعام والماء والمراعى لمواشيهم فى الوقت الذى أدى عدم الحصول على المياه الصالحة للشرب والصرف الصحى إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه.
وذكر البيان أنه من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة والحماية فى الصومال بنسبة 30% وذلك من 5.9 مليون اليوم إلى حوالى 7.7 مليون فى عام 2022، وقال أن أكثر من 70 % من جميع الصوماليين يعيشون حاليًا تحت خط الفقر.
وأضافت أن المجتمعات المحلية والسلطات والأمم المتحدة تعمل على تكثيف الاستجابة وإعادة برمجة أنشطتها لتلبية الاحتياجات الناشئة لكن قطاعات الاستجابة الحيوية مثل المياه والصرف الصحى والنظافة تم تمويلها بنسبة 20% فقط.
من جانبه طالب سفير الصومال بالقاهرة، فى تصريح له على هامش الاجتماع أسبوع القاهرة للمياه الأسبوع الماضى الدول العربية بدعم عربى وأفريقى لبلاده فى مواجهة أزمة الجفاف التى تعانى منها الصومال واتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب تدهور الوضع، مناشدا جميع وكالات الإغاثة العربية والإقليمية والدولية العمل على معالجة أزمة الأوبئة والجفاف التى يواجهها الشعب الصومالى حيث ضربت الأوبئة والجفاف البلاد، مما تسبب فى معاناة شديدة للمواطنين
وبحسب تقارير تسببت الكوارث الطبيعية بشكل أساسى بكثرة النزوح فى الصومال المصنّف بين البلدان الأكثر عرضة لعواقب الاحتباس الحرارى. فقد أدت موجات الجفاف الحادّ والمتكرّر والأمطار الغزيرة إلى نزوح أكثر من ثلاثة ملايين صومالى منذ العام 2016 بحسب أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتؤدى هذه الظاهرة إلى إفراغ مناطق كاملة فى الداخل الصومالى وتزايد المخيمات الممتدة خارج المدن.
وعرف الصومال موسمين متتاليين من شح المطر ويتوّقع أن يكون الموسم المقبل مشابهًا. أمّا إذا أمطرت، فغزارة الأمطار تؤدى إلى تشكل سيول جارفة. وشهد الصومال عام 2020 أسوأ إعصار تمّ تسجيله.
وكان موسم الحصاد ضعيفًا، وتوقعت شبكة نظم الإنذار المبكر بالمجاعات فى أغسطس أن يتفاقم الجوع بحلول نهاية العام فى ظلّ وجود 3,5 مليون شخص فى حاجة ماسة إلى مساعدات غذائية.
ويُتوقّع أن تصبح الأمطار غير منتظمة وأكثر شدة فى الصومال فى السنوات القادمة، ما يؤدى إلى تسريع النزوح الريفى وخلق المزيد من النزاعات على الموارد القليلة، بحسب مسؤولة برنامج الهجرة والبيئة وتغير المناخ فى المنظمة الدولية للهجرة لانا غورال التى تصف المشهد بأنه "قاتم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة