بيعت الأسبوع الماضى لوحة الفنانة المكسيكية الشهيرة، فريدا كاهلوا التى رسمت فيها نفسها مع زوجها الفنان دييجو ريفيرا في مزاد سوثبى مقابل 34.9 مليون دولار، وهو أعلى سعر على الإطلاق للوحة فنان من أمريكا اللاتينية.
وتعد الفنانة المكسيكية فريدا كاهلوا من أشهر الرسامات في التاريخ وقد ولدت في أحد ضواحي كويوكان، بالمكسيك عام 1907 وتوفيت عام 1954 في نفس المدينة.
تعرضت عام 1925 إلى حادث وعلى أثر الحادث، اضطرت إلى التمدد على ظهرها من دون حراك لمدة سنة كاملة حيث عملت والدتها على راحتها طوال تلك السنة، ووضعت لها سريراً متنقلاً ومرآة ضخمة في سقف الغرفة، فكانت وحيدة وجهاً لوجه مع ذاتها طوال النهار، فطلبت ريشة وألواناً وأوراقاً لترسم، وراحت تنقل صورتها يومياً واكتشفت بذلك حبها بل شغفها بالرسم.
لم تدرس فريدا كاهلوا الرسم أكاديميًا إلا أنها كانت قد تلقت بعض الدروس الخصوصية على يد أحد الأساتذة، ولكنها استطاعت عبر لوحاتها أن تجعل المتلقي يرى الألم أرضًا واقعية.. حيًا قبيحًا قاتلاً ومعوقًا.. وليس ألماً قدسياً ماوياً مطهراً.
محور أعمالها الواقع والقدر، إذ نبع ذلك من تجربتها الخاصة في المعاناة، وكان الرسم المتنفس الوحيد لآلامها وعذاباتها وقدرها التعس، والمعاناة جعلت تجربتها الخاصة منبعاً للخيال، ولم يكن ذلك إلغاء للواقع للوصول إلى مملكة الخيال، إذ ان لوحاتها كانت واقعية قابلة الفهم غير مستعصية الإدراك، وفيها الكثير من التوثيقية والتقريرية وواضحة حتى للمشاهد البسيط.
تزوجت فريدا كاهلو من الرسام المكسيكي دييجو ريفيرا في 21 أغسطس 1929 وقد كان عمرها 22 سنة بينما كان عمر ريفيرا 42 سنة ونتيجة لطباعه الصعبة ولخيانته لها مع أختها حدث الطلاق بينهما عام 1939 ولكنهما تزوجا من جديد في عام 1940 في سان فرانسيسكو.
ورغم أن النقاد يصنفون أعمالها ضمن الاتجاه السريالي، فإنها تقول في سيرتها الذاتية: "لم أرسم أبداً أحلاماً، بل أرسم واقعي الحقيقي فقط"، هذا الواقع الذي تراه مجسداً في ملامح وجهها، وفي جسدها المثخن بالجراح الذي حاولت أن تنقل تفاصيله التي تعكس ظاهرها الباطن، وحاجباها المقرونان كأنهما غراب ينعى تلك النظرات، وشفتاها المنقبضتان تعبير عن مأساتها وتحملها لآلام شديدة تمزق جسدها.
صورة لفريدا كاهوا تعود لعام 1932