كان البحر المتوسط النقطة المحورية الاقتصادية للإمبراطورية الرومانية، فقد كانت أعظم المدن الإمبراطورية تقع على طول ساحل البحر ويمكن للسفن عبور المياه فى قليل من الوقت، ومن بين السفن التى نقلت الأشخاص والأخبار والبضائع عبر البحر المتوسط كانت سفن شمال أفريقيا، حيث احتلت المنطقة مكانة خاصة داخل اقتصاد البحر الأبيض المتوسط، حيث ساهمت بمجموعة متنوعة من السلع فى أسواق الإمبراطورية، لاسيما الحبوب والزيتون والعبيد والفخار.
وأثرت خسارة شمال أفريقيا لصالح جيوش الفاندال فى عام 439 م بشكل كبير على الاقتصاد الرومانى، لكنها لم تُنهى الدور المهم لشمال أفريقيا داخل اقتصاد البحر المتوسط إذ استمرت سلع وحبوب شمال أفريقيا فى التدفق عبر البحر المتوسط.
شمال أفريقيا كما حددتها أبرشية الرومان فى أفريقيا، كانت المنطقة الممتدة من مضيق جبل طارق إلى طرابلس، أو ليبيا الحالية وكانت عاصمة مقاطعة أفريقيا، التى تتوافق تقريبًا مع تونس الحالية، هى قرطاج، وهى واحدة من أكبر خمس مدن فى العالم المتوسطى فى هذا الوقت.
ووفقا لموسوعة world history كانت هذه المنطقة مقاطعة مهمة في الإمبراطورية الرومانية منذ غزو قرطاج في القرن الثاني قبل الميلاد لكنها اكتسبت أهمية إضافية في القرن الثالث الميلادي حيث تمكنت شمال أفريقيا من إنتاج كميات كبيرة من المنتجات خلال هذه الفترة.
وأنتجت شمال أفريقيا كميات كبيرة من الزيتون للتجارة عبر البحر الأبيض المتوسط خلال العصور القديمة المتأخرة، وأثبتت شمال أفريقيا أنها مثالية للمحصول الذي نما بسهولة فى مناخ البحر الأبيض المتوسط الحار الرطب حول قرطاج.
واحتل الزيتون مكانة مهمة فى غذاء الشعوب في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، كان زيت الزيتون شريان الحياة للأنظمة الغذائية المتوسطية ، خلال الإمبراطورية الرومانية كما هو الحال اليوم. بالإضافة إلى ذلك ، تم استخدام زيت الزيتون لمصابيح الإنارة.
تم إنتاج مجموعة متنوعة من السلع الأخرى بما فى ذلك الثوم والفخار فى شمال أفريقيا للتجارة عبر البحر الأبيض المتوسط، وكان صيد الأسماك جزءًا مهمًا من التجارة ، وتم إنتاج الثوم وهو عجينة سمكية مخمرة، ونقلها إلى موانئ أخرى مختلفة، وقد شكل الثوم جزءًا مهمًا من حمية البحر الأبيض المتوسط ، خاصة أن اللحوم والأسماك الطازجة لم تكن متوفرة دائمًا، وبالتالي كان مطلوبًا كمصدر للبروتين.