تستأنف إيران والقوى الكبرى محادثات فيينا النووية غدا، والتي انطلقت في أبريل الماضي، وتم تعليقها في يونيو بسبب الانتخابات الرئاسية في إيران، بشأن إمكانية إحياء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.
وعاد وفد المفاوضين النوويين الإيرانيين إلى فيينا تمهيدا لاستئنافها، وأكدت وكالة فارس الإيرانية أن مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، علي باقري كني، وصل إلى فيينا على رأس الوفد المكلف بالتفاوض مع مجموعة "4+1" (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) ومنسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي.
وتشارك الولايات المتحدة التى انسحبت من الاتفاق النووى فى 2018، فى المحادثات بشكل غير مباشر.
من جانبه أعلن مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أولياونف بدء مشاورات غير رسمية استعدادا لاستئناف المفاوضات لاستعادة الاتفاق النووي الإيراني.
وقال أوليانوف عبر حسابه بموقع "تويتر": انطلقت في فيينا أولى المشاورات الثنائية غير الرسمية في فيينا استعدادا لاستئناف المفاوضات رسميا الاثنين لاستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة".
وأضاف الدبلوماسي أن "التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن ما زال يتطلب جهودا كبيرة".
وفى السابق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن بلاده وفرت كافة الظروف المناسبة للتوصل إلى اتفاق "جيد وسريع" إذا التزمت جميع الأطراف بتعهداتها.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده لديها عدة خيارات لكنها اختارت التفاوض، وستمضي فيه بجدية للتوصل إلى اتفاق.
وصرح عبد اللهيان قائلا "موقفنا واضح وصريح بشأن مفاوضات فيينا وهو أنه يجب ضمان مصالح وحقوق الشعب الإيراني… يجب رفع العقوبات، ونأمل أن نتمكن من اتخاذ خطوات أساسية وناجحة خلال هذه المحادثات".
وتابع "لسنا مكتوفي الأيدي ولدينا عدة خيارات لكننا اخترنا التفاوض… جادون في المفاوضات والتوصل إلى اتفاق ونأمل أن نشهد موقفا مماثلا من الأطراف الغربية". وأضاف "أكدنا لهذه الدول أننا حكومة براجماتية ونسعى إلى تحقيق النتائج".
وعشية المفاوضات، قال المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، إنه من المرجح أن تمارس واشنطن وشركاؤها ضغوطا على إيران إذا استغلت المحادثات كذريعة لتسريع برنامجها النووي.
وقال مالي في مقابلة تلفزيونية يوم السبت "إذا كانت إيران تعتقد أن بإمكانها استغلال هذا الوقت لتعزيز قوتها ثم تعود وتقول إنها تريد شيئا أفضل، فلن ينجح ذلك. وسنفعل نحن وشركاؤنا كل ما لدينا لعدم حدوث ذلك".
وتابع المبعوث الأمريكي، إن محادثات فيينا المقبلة تمثل نقطة حاسمة يتعين فيها على إيران تحديد خياراتها.
وأضاف واشنطن مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي وندعو طهران إلى الامتثال المتبادل، لافتا إلى أن طهران لن تنجح في حال اعتقادها أنها تستطيع استغلال الوقت لتوسيع نفوذها.
يذكر أن الأطراف أجرت 6 جولات تفاوضية في الفترة من أبريل حتى يونيو الماضيين قبل تعليقها بسبب الانتخابات الرئاسية في إيران.
وتهدف هذه المباحثات إلى عودة الولايات المتحدة إلى الصفقة النووية التي انسحبت منها من جانب واحد عام 2018، وعودة إيران إلى تطبيق كافة التزاماتها بموجب "خطة العمل الشاملة المشتركة".
وتشترط إيران لإحياء الاتفاق رفع الولايات المتحدة كافة العقوبات المفروضة عليها في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وقالت إيران إن محور المحادثات سيدور حول رفع العقوبات عن كاهلها وانها لن تتفاوض حول موضوعات اقليمية وقوتها العسكرية.
كما وضعت الخارجية الإيرانية 3 شروط فى المحادثات كان أبرزها بحسب متحدث الخارجية سعيد خطيب زادة "انتزاع ضمانات من الولايات المتحدة بعدم تكرار انسحابها من الاتفاق النووى مستقبلا".