ربما دفعت مسألة صحة الرئيس الأمريكى جو بايدن الكثير من مؤيديه لإعادة التفكير فى ترشيح الحزب الديمقراطى له للمنافسة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى 2024، ولكن هناك سبب آخر يدفع التقدميين للتفكير فى استبدال بايدن متمثل فى عدم تمرير سياسات أكثر ليبرالية.
وسلطت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية الضوء على موقف التقدميين من بايدن، وقالت أن تراجع شعبية الرئيس فى الفترة الماضية دفعت اليسار لبحث إمكانية ترشيح رئيس أكثر ليبرالية للمنافسة فى الانتخابات المقبلة.
وأضافت أنه فى حين أن موسم الحملة الانتخابية لا يزال على بعد ما يقرب من ثلاث سنوات وأن بايدن هو الزعيم الواضح للحزب، فإن بعض التقدميين يتوقعون بالفعل أنه إذا لم تتحسن أرقام استطلاعات الإدارة مع المزيد من الإنجازات، فإن القاعدة الشعبية والليبراليين الساخطين سيبحثون عن مرشح آخر للمنافسة للترشيح.
واعتبرت "ذا هيل" أن هذه الدعوات يمكن أن تكون أعلى صوتًا إذا تخلى بايدن عن المحاولة الثانية للترشح. ونقلت عن نينا تورنر، الناشطة البارزة التى دعمت السناتور بيرنى ساندرز فى ترشحه للرئاسة، قولها "نعم. هناك بالتأكيد شيء يختمر تحت السطح. "
وقال مسئولو البيت الأبيض عدة مرات إن الرئيس ينوى الترشح مرة أخرى. لكن البعض الآخر كان أكثر تفاؤلاً بشأن احتمالية أن يجد مرشح تقدمى ثغرة تمكنه من الانضمام للمنافسة وسط انتقادات لبايدن بشأن قضايا خارجية ومحلية.
وقالت تورنر إنه إذا كان الرئيس جو بايدن لا يسعى لإعادة انتخابه لأى سبب من الأسباب، فإن هذا يجعل هذا المقعد مفتوحًا تمامًا.
وأضافت الصحيفة أن تورنر ليست وحدها، حيث يعتقد فصيل كبير من التقدميين أن بايدن يجب أن يفعل المزيد لتقديم الإغاثة الاقتصادية والاجتماعية للعاملين وأفراد الطبقة الوسطى وأن تلك المجموعات الديموغرافية نفسها يمكن أن تبحث عن بديل قبل نوفمبر 2024.
وقالت إن المحادثة ذاتها يمكن أن تصبح مصدر إزعاج للبيت الأبيض، الذى لا يزال يعمل على الترويج لإنجازات مشروع قانون البنية التحتية وتمرير أجندة الرئيس لإعادة البناء بشكل أفضل من خلال مجلس الشيوخ بعد إقراره فى مجلس النواب.
وكان كشف استطلاع جديد للرأى، أن نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس هى أول خيار للديمقراطيين لو لم يترشح الرئيس جو بايدن فى عام 2024.
وبحسب ما ذكرت صحيفة ذا هيل، فإن هاريس حصلت على دعم 13% من المشاركين فى استطلاعها على الرغم من معدلات شعبيتها المنخفضة. وجاءت فى المركز الثانى ميشيل أوباما بنسبة تأييد 10%.
وحصل عدد من الديمقراطيين الذين سبق وترشحوا فى سباق 2020 على نسبة تأييد أقل من 10%، من بينهم السيناتور إليزابيث وارين وكورى بوكر والملياردير مايكل بلومبرج ورجل الأعمال أندرو يانج ووزير النقل بيت بوتيجيج.
ولا تزال ميشيل أوباما تحظى بشعبية كبيرة داخل الحزب، إلا انها أصرت مرارا على أنها لا تخطط للترشح لأى منصب. وتشارك أوباما فى رئاسة مبادرة "متى سنصوت" والتى تدعو إلى المشاركة فى التصويت.
وفى عام 2017، قالت أوباما أن لن تطلب من بناتها أن يفعلوا هذا مجددا لأنه عندما تترشح لمنصب رفيه، فالأمر لا يتعلق بك وحدك، ولكن بعائلتك بأكملها. بينما قال 13% من المشاركين إنه سيختارون شخص ليس مدرجا فى الاستطلاع، وفقا لذا هيل.
وكانت تقارير قد أشارت مؤخرا إلى أن بايدن سيترشح مجددا فى 2024، وسيكون عمره 81 عاما فى يوم الانتخابات فى هذا العام، وسيتم 82 بعدها بأيام.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض الأسبوع الماضى أن بايدن ينوى الترشح فى الوقت الذى كان فيه الرئيس على متن طائرة إير فورس وان لزيارة القوات للاحتفال بعيد الشكر.