انحنى جسده، لكنه لا يزال يعمل فى صنعته التى تربى وترعرع عليها منذ 70 عاما.. صناعة العسلية وبيعها بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، ويقصده القريب والبعيد طلبا لهذه العسلية سواء من أبناء مدينة بنها أو قراها.
عم سعيد.. أقدم صانع وبائع عسلية بمدينة بنها، يعمل بهذه المهنة منذ أن كان عمره 5 سنوات، وطيلة 70 عاما متواصلة، يكسب قوت يومه وينفق على أسرته وتربية أشقائه منها، وجميعهم حاليا بوظائف مرموقة.. فهو لا يريد المال أو غيره لكن امنيته الوحيد هو زيارة بيت الله الحرام وقبر نبيه الكريم، ليكون قد أدى رسالته على الوجه الأكمل والأمثل.
الاطفال فى انتظار عسلية الحاج سعيد
"اليوم السابع".. حرص على لقاء الحاج سعيد، لاستعراض قصة حياته وحبه لهذه الصنعة التى تربى عليها، ومعرفة سر حب المواطنين الكبير للعسلية التى يقوم بتصنيعها، ويقول إنه عمل مع والده الذى كان يقوم بتصنيع وبيع العسلية بقرى مركز بنها بمحافظة القليوبية، وكان حينها فى عمر 5 سنوات، إلى أن بلغ الخامسة عشرة عاما من عمره، فقام بعمل عربة خاصة به لصناعة العسلية وبيعها، وبالفعل بدأ طريقه الخاص فى صناعة وبيع العسلية بالقليوبية، ليسعى على كسب رزقه الحلال حتى مدينة ميت غمر بالدقلهلية، والزقازيق بالشرقية، وقرى مركز بنها، إلى أن استقر أمام منزله ببنها.
الحاج سعيد بعد صنع العسلية
وتابع الحاج سعيد، أن الله رزقه بابنين وبنت، حرص على تعليمهم وتوظيفهم وألا يعملوا فى هذه المهنة، فأبناءه موظفون، وهو الآن ينفق على أحفاده لبنته المطلقة، ولا يزال يعمل ويكسب قوت يومه من عرق جبينه.
تفريغ العسلية بعد سوائها
وأوضح، أنه يبدأ يومه من الثامنة صباحا وحتى أذان المغرب يوميا، حيث يقوم بصناعة العسلية من العسل الأسود والسكر وتخفيفهما بالمياه، حيث يقوم بوضع كيلو ونصف عسل أسود، ومعها 2 كيلو سكر، ثم تخفيفها بالمياه ليذوب السكر فيها، ثم يغليها على النيران، وبعد أن يتم السواء يقوم بفردها على الرخامة لبدء عملية التبريد وإضافة النشا الخاص بها، وحشوها بالسودانى، ثم يبدأ فى التقطيع وتعبئتها فى أكياس لبيعها.
الحاج سعيد على عربته
وأشار، إلى أنه قام بتعليم هذه الصنعة للعديد من الشباب لكسب الرزق الحلال منها، لكن بعضهم لم يصنها وغش فيها، أما البعض الآخر لا يزال يعترف بهذا الجميل، قائلا "علمت ناس كتير بس فيهم ناس لم يصونوها، وكنت بروح لحد عنده، والحمد لله حب الناس بيخلينى شبعان لحد ما اخلص شغلى أبقى أطلع أكل".
الحاج سعيد وحفيدته
وأضاف، أنه بعد أن يضيف مادة النشا للعجينة الساخنة بعد تمام سوائها وفردها على الرخامة، يقوم بمد هذه العجينة من خلال "المسمار" ليتم تشبيعها بالنشا وتصبح لها طعمها المميز، ثم بعد ذلك يقوم بفتحها وإضافة "السودانى" لها والمكسرات، تم يبدأ فى مطها قبل أن تتماسك ويصعب تقطيعها، وتعبئتها فى أكياس كل واحد يضم 5 قطع، ويباع الواحد بـ 5 جنيهات.
الحاج سعيد يقوم بفرد العسلية قبل التقطيع
واختتم حديثه، أن العسلية التى ينتجها طلبها العديد من الأشخص الذين كانوا يشترونها منه فى مدينة بنها وعندما سافروا للخارج كانوا يطلبونها لدول "إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، والعراق والأردن، وفلسطين"، وقال إنه يتمنى زيارة بيت الله الحرام وقبر النبى محمد "صلى الله عليه وسلم"، ليكون بذلك قد أدى رسالته على الوجه الأكمل.
الحاج سعيد
العسلية بعد التسوية وتقطيعها
بدء عملية التقطيع
تعبئة العسلية قبل تقطيعها
تقطيع العسلية قبل بيعها
جانب من اعمال التقطيع
حفيدة الحاج سعيد
خلال عملية التسوية
عسلية الحاج سعيد
عسلية الحاج سعيدبعد فردها
عسلية
عم سعيد أقدم صانع عسلية ببنها
عم سعيد خلال تواجده فى عمله على عربته
عم سعيد
فرد العسلية بعد سوائها على الرخامة