تمر، اليوم، الذكرى الـ65 على وصول فيدل كاسترو إلى كوبا على متن قارب بعد نحو عام قضاه فى المنفى بين المكسيك والولايات المتحدة، وذلك فى 2 ديسمبر عام 1956، ليصبح رئيسا لكوبا منذ العام 1959 بعد إطاحته بحكومة فولجينسيو باتيستا بثورة عسكرية ليصبح رئيس الوزراء حتى عام 2008.
لكن ثورة كاسترو على باتيستا، لم تنجح من المرة الأولى، بل تمكن في المرة الثالثة، من إزاحته وبناء كوبا جديدة، في الـ26 من يوليو للعام 1953، وبعد فشل كل الوسائل القانونية لإزاحة باتيستا عن السلطة، كانت أولى محاولات كاسترو الثورية للإطاحة بالجنرال باتيستا.
قاد فيدل كاسترو وشقيقه راؤول نحو 150 مقاتلاً، وشنوا هجوماً على ثكنات مونكادا العسكرية فى سنتياجو دى كوبا، لكن لم يؤدِ هذا الهجوم إلى إشعال ثورة شعبية تُسقط باتيستا كما توقع فيدل، وفشل الهجوم وسقط عدد كبير من المهاجمين وتم اعتقال آخرين، بينهم كاسترو وراؤول.
حُكم عليهم بالسجن لمدة 15 عاماً، ليخرجوا بعد عامين بموجب عفو رئاسى، لكن، ما لبث فيدل وراؤول أن غادرا كوبا إلى المكسيك للإعداد لحملة جديدة ضد باتيستا، في المكسيك، حيث تعرف بـ"تشي جيفارا"، تمكن كاسترو من تنظيم مجموعة من المعارضين الكوبيين أُطلق عليهم إسم "حركة 26 يوليو"، بعد ذلك قام كاسترو بمحاولة أخرى، حين توجه مع 81 رجلاً إلى الساحل الشرقي لكوبا، في 2 ديسمبر عام 1956.
حكم على هذه المحاولة بالفشل أيضاً، وقُتل العديد من رجال كاسترو وأُسر آخرون باستثناء 11 رجلاً، انسحبوا إلى جبال سيرامايسترا في جنوب شرق كوبا، كان فيدل كاسترو وكاميلو كونفويجس وإرنستو تشي جيفارا وخوان ألميدا وراؤول كاسترو من بين هؤلاء.
في تلك الجبال بدأوا من جديد بتنظيم صفوفهم، لشن سلسلة عمليات ضد قوات باتيستا، وانضم إليهم العديد من المتطوعين الثوريين الجدد، فقد كانت مبادئ كاسترو الثورية، قد اجتذبت تأييداً واسعاً في كوبا.
حققت قوات كاسترو العديد من الانتصارات، على قوات حكومة باتيستا التي بدأت بالضعف والانهيار، بعد 3 سنوات من شن عمليات الهجوم، وفي يناير من العام 1957، فرّ باتيستا من البلاد، ودخلت قوات كاسترو العاصمة الكوبية هافانا منتصرة، وأصبح كاسترو الزعيم الثوري بلا منازع، وتسلم منصب القائد العام للقوات المسلحة في الحكومة الكوبية المؤقتة.