منذ ظهور مصطلح "الحرب الباردة" بين الولايات المتحدة الأمريكية، ورسيا "الاتحاد السوفيتي" سابقا، لا تتوقف المفاجآت التي وقعت إبان هذا الحرب التي اتسمت بالتحالفات العسكرية والدعاية وتطوير الأسلحة والتقدم الصناعي وتطوير التكنولوجيا والتسابق الفضائي.
وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، عن أن كوادر من العاملين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عملت في حكومة روسيا في منتصف تسعينيات القرن الماضي، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
بوتين الذي عقد قمة نادرة الأسبوع الماضي، عبر دائرة فيديو وسط تصاعد في التوتر على الجبهة الشرقية لأوكرانيا، مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أشار خلال اجتماع لمجلس مختص بتنمية المجتمع المدني، إلى أن هؤلاء الجواسيس جرت مساءلتهم جنائيا في وقت لاحق على مشاركتهم في عمليات الخصخصة التي جرت في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وقال الرئيس الروسي بهذا الشأن: "في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قمت بتطهير الجميع، ولكن في منتصف التسعينيات، كانت كوادر من العاملين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، كما اتضح ذلك في وقت متأخر، يعملون كمستشارين وموظفين رسميين في الحكومة الروسية. فيما بعد تمت محاسبتهم جنائيا لأنهم بعملهم معنا فيما هم يعملون في الـ CIA، انتهكوا التشريعات الأمريكية، بمشاركتهم في الخصخصة بروسيا".
القمة الافتراضية التي جرت بين بايدن وبوتين، أظهرت حجم الخلاف بين القوتين العظمتين، فعبد أن كانت مقرر أن تستمر عدة ساعات لكنها انتهت بعد نحو ساعتين فقط، وحذر بايدن خلالها نظيره الروسي من عقوبات مؤلمة ومن زيادة الدعم العسكري الأمريكي لدول أوروبا الشرقية إذا ما أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.
الخلاف حول غزو أوكرانيا
وأنهى الرئيسان قمتهما الافتراضية بعد نحو ساعتين فقط بعد أن كان مخطط لها أن تستمر عدة ساعات، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الروسية، وكان الكرملين قد ذكر في وقت سابق أن القمة يمكن أن تصبح محادثات طويلة للغاية في ضوء تعدد موضوعات الصراع.
وتشدد الولايات المتحدة بإصرار على تعاونها الوثيق مع الأوروبيين والأوكرانيين، بعدما اتهمت بالتفرد خلال انسحابها من أفغانستان، وبالتعامل مع بعض الملفات الدولية بدون مراعاة حلفائها.
وتتهم واشنطن وكييف موسكو بحشد قوات ومدرعات على حدودها مع أوكرانيا تمهيدا لشن هجوم على هذا البلد، في سيناريو يذكر بعام 2014 حين ضمت روسيا شبه جزيرة القرم واندلع نزاع مسلح بين القوات الأوكرانية وانفصاليين مدعومين من موسكو في شرق أوكرانيا أوقع أكثر من 13 ألف قتيل حتى الآن.
بالمقابل، ينفي الكرملين أي نية لغزو أوكرانيا، وتأخذ موسكو على واشنطن تجاهل المخاوف الروسية حيال النشاط المتزايد لدول الحلف الأطلسي في البحر الأسود ورغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الحلف ومساعي كييف لتسليح نفسها مستعينة بالغرب. وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "روسيا لم تعتزم مهاجمة أحد لكن لدينا خطوطًا حمراء".
وينقسم الخبراء، إذ يعتقد كثر أن بوتين يناور بنشر قوات على الحدود الأوكرانية، لكن قلة منهم يستبعدون بالمطلق احتمال وقوع هجوم.
وحذر مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة مستعدة "للاستجابة" لطلبات محتملة لزيادة وجودها العسكري في أوروبا الشرقية، ولزيادة دعمها للجيش الأوكراني في حال هاجمت روسيا أوكرانيا. كما تلوح واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا، مؤكدة أنها ستكون أشد من التدابير المتخذة منذ 2014 بحق روسيا والتي لم تحقق نتيجة تذكر.
بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين ساخراً: "ندرك جيداً أن الجانب الأمريكي يدمن العقوبات".
بايدن يهدد بفرض عقوبات على روسيا
فيما أكد اليوم الجمعة، الرئيس الأمريكي جو بايدن، التزام بلاده والحلفاء في أوروبا بمبدأ "أنه لن تكون هناك قرارات أو مناقشات بشأن أوكرانيا بدون موافقة كييف"، جاء خلال اتصال هاتفي بين الرئيس بايدن وبين نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأعرب بايدن - خلال الاتصال - عن القلق العميق لدى بلاده ولدى الدول الحلفاء بأوروبا بسبب ما وصفها بـ"الأعمال العدوانية الروسية حيال أوكرانيا"، وأن هذه الدول سترد بإجراءات اقتصادية قوية وغيرها من الإجراءات في حالة زيادة التدخل العسكري الروسي.
وأشار البيان إلى أن بايدن شدد مجددًا على التزام بلاده الصارم بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيه.
ووجه الرئيسان الدعوة لروسيا لعدم تصعيد التوترات واتفقا على أن الدبلوماسية هي السبيل الأمثل لتحقيق تقدم في مسار تسوية النزاع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة