في مشهد ينعم بالأصالة والرضا، بطله رجل خمسيني بعمامة من قرية القباب الصغرى بمحافظة الدقهلية، تحكي معالمه شقى السنين، يجلس في رحاب طريق المنصورة - دكرنس يغزل بيداه أسبتة الخوص، هكذا اعتاد عم شعبان السعيد على الكفاح والعمل منذ طفولته في مهنة ورثها عن أجداده، بحثا عن الرزق الحلال والحفاظ على موروث تاريخي أصيل.
قال شعبان السعيد لـ"اليوم السابع"، إنه عمل بمهنة صناعة الأسبتة بالخوص منذ طفولته، حيث كان يمكث لساعات طويلة يراقب أجداده عن بعد وهم يشكلون بأيديهم الخوص وسعف النخيل صانعين تحفا فنية بالغة الدقة وتصميمات مبتكرة كالحصائر والسلل وأطباق الخوص والأقفاص، مشيرا إلى أنه حاول أن يتعلم منهم أصول الصنعة وأسرارها، حتى امتهنها وبأقل التكاليف دون امتلاك ورشة يعمل من خلالها، استطاع أن يصنع أجود أنواع الأسبتة بأحجامها المختلفة على طريق المنصورة - دكرنس، بخوص يشتريه من محافظة الشرقية، ليوفر حياة كريمة لأسرته، ويحافظ على مهنة يدوية أصيلة تواجه الاندثار.
وأضاف، أنه يستغرق ساعة ونصف في صناعة السبت الواحد؛ لكونه يحتاج لدقة بالغة وتركيز شديد يبدأ من تقشير الخوص وتنعيمه تماما حتى يصبح لامعا وشقه لعدة طبقات ومن ثم غمره في المياه لتطريته وإكسابه الليونة حتى يكون قابلا للتشكيل، حتى مرحلة تشبيك أعواد الخوص مع بعضها البعض يدويا بشكل دائري من الأسفل للأعلى، لصناعة أشكال مختلفة من المنتجات كالأسبتة، والأواني.
وأشار إلى أن مهنة صناعة الأسبتة من الخوص غية لا تزال تحتفظ برونقها وقيمتها، تحتاج للخبرة والفن والمهارة العالية، مضيفا أنه عشقها منذ طفولته وأصر على احترافها والإبداع فيها، ويفتخر ويعتز بجذوره ومهنته، وسيظل يعمل لآخر نفس ويكافح في الحياة بكل إرادة للعيش بعزة وكرامة.
تقشير الخوص وتنعيمه
شعبان السعيد ابن مدينة دكرنس
شعبان السعيد وهو يصنع أسبتة الخوص
شعبان السعيد يحافظ على صناعة أسبتة الخوص من الاندثار
شعبان السعيد يحافظ على مهنة الأجداد
شعبان السعيد
صانع أسبتة الخوص شعبان السعيد
صانع أسبتة الخوص
صناعة أسبتة الخوص في الدقهلية
صناعة أسبتة الخوص في محافظة الدقهلية
صناعة أسبتة الخوص يدويا
صناعة أسبتة الخوص
عم شعبان وهو يصنع أسبتة الخوص يدويا