داخل قرية الجندية، التابعة لمركز بنى مزار بمحافظة المنيا، حكاية سيدة قررت التبرع بكل ما تملك وهو المنزل ووقفه لبناء مسجد، رغم أنها لا تملك أى شيئ من حطام الدنيا سوى هذا المنزل الصغير الذى لا يتجاوز نصف قيراط فقط .
طرقت كل الأبواب وكادت عيناها تبيض من كثرة البكاء ،عندما تم قبول طلبها بالرفض بحجة أن المنزل صغير ولا تسمح مساحته ببناء مسجد فوقه، لكنها لم تيأس وظلت تحاول ولم يطمئن قلبها إلا بعد رؤية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فى المنام يطمئنها وقال لها لا تحزنى .
الحاجه كوثر
"اليوم السابع" التقى الحاجة كوثر التى يتجاوز عمرها 70 عاما، ومازالت تقدم العطاء والخير رغم ظروفها القاسية لكل أهالى قريتها .
وقالت الحاجة كوثر محمد: أبلغ من العمر 70 عاما، وعشت حياة صعبه ، توفيت والدتى وكان عمرى شهرين فقط، وبعد 7 سنوات توفى والدى، وأصبحت فى الدنيا بمفردى، أعيش بلا عائل، ولكن ربنا معى فى كل لحظة، وكنت أعيش فى حجرة لا تتجاوز بعض الأمتار تركتها والدتى لى .
واستطردت الحاجة كوثر قائلة: عندما اشتد عودى تزوجت من رجل صالح، وفى ذلك الوقت طلب منى شراء نصف قيراط، وبالفعل اشتغلت وقمت بشرائه وأصبح هو كل ما أملك، ولكن فجأه تركنى زوجى وأصبحت فى الحياة بمفردى، لأنى لم يرزقنى الله بالولد" .
وأضافت : قررت وقف المنزل الذى أعيش فيه لبناء مسجد، لكن طرقت كل الأبواب والجميع اخبرنى أن المنزل صغير ولا يصلح مسجدا، فقررت أن أعمل حتى أزيد مساحته، وبالفعل عملت خبازه فى المنازل وكنت أدخر كل مليم وانقطعت عن اللحمة نهائيا حتى أتمكن من إدخار أكبر قدر من المال لشراء جزء آخر من الأرض حتى استطيع بناء المسجد" .
مسجد الكوثر بالمنيا
وتابعت: بالفعل تمكنت من شراء ربع قيراط آخر وتم ضمه على المساحة، وذهبت إلى الشهر العقارى وتنازلت عن المنزل إلى أحد الأشخاص ويدعى الشيخ حماده حتى يقوم ببنائه" .
وقالت الحاجة كوثر: ضاقت بى الدنيا عندما رفض الجميع بناء المسجد، ولم يرتاح بالى حتى رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم فى المنام ، وقال لى :"لا تخزنى"، وبعدها وبعد أن طرقت كل الأماكن ربنا اكرمنى وتم بناء المسجد وبناء مصلى للرجال والنساء .
فيما قال الشيخ حمادة القائم على بناء المسجد، إن الحاجة كوثر فاجأتنى بتنازلها عن المنزل لى فى الشهر العقارى ،دون معرفتى وحملتنى أمانة بناء المسجد عليه وهى على قيد الحياة، فى ذلك الوقت لم يكن معنا سوى 5 آلاف جنيه، لكن الله سبحانه وتعالى وقف معنا بسبب هذه السيده الطيبة وتمكنا من بناء المسجد فى 7 شهور .
وأضاف قائلا: أمام رغبة تلك السيدة الطيبة الجميع فى القرية التف حول بناء المسجد وساهم فيه من أجل تحقيق رغبة الحاجة كوثر فى بناء المسجد وإقامته وهى على قيد الحياة .
وأضاف: قمنا ببناء حجرة صغيره فى بدروم المسجد بدورة مياه تسكن فيها الحاجة كوثر وتعيش فيها ما تبقى لها من العمر، ورفضت أى شيئ سوى تلك الحجرة الصغيرة لتعيش فيها .
الحاجه كوثر داخل مسجدها
الحاجه كوثر وأهل القرية
الحاجه-كوثر-وأهل-القرية-بجوارها
أهل-القرية-والحاج-كوثر
مسجد-الكوثر-في-المنيا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة