حالة من الجدل فى محافظة بورسعيد حول عودة تمثال ديلسيبس إلى المحافظة، ووضعه على قاعدته بمدخل قناة السويس، وذلك بعد أن تم نقله من مخازن هيئة قناة السويس بالمحافظة إلى الإسماعيلية.
وفى هذا الصدد، قال الدكتور جاسر الشاعر، نجل الفدائى عبدالمنعم الشاعر، نائب رئيس المجلس الأعلى للثقافة ببورسعيد، واستشارى طب وجراحة عيون بهيئة قناة السويس سابقاً، وحالياً رئيس نادى بورفؤاد الرياضى، التابع لهيئة قناة السويس، إن تمثال ديلسيبس هو حق أصيل فى قناة السويس وحق أيضاً لمحافظة بورسعيد، فكيف نتحدث عنه أنه عميل وخائن ويتم وضعه فى متحف بالإسماعيلية، فالخائن خائن فى كل مكان.
وعن قصة نسف التمثال، وكواليس لا يعلمها الكثيرين، أكد الدكتور جاسر الشاعر، أن شعب بورسعيد هو من دافع عن مصر ضد العدوان الثلاثى، وكان والدى وأشقاؤه من ضمن الفدائيين، لذلك أُطلق على جدتى أمينة محمد الغريب "أم الفدائيين"، وكان الجهاز الخاص لمتابعة التنظيم الفدائى ببورسعيد مع القيادة السياسية حينها فى منزلنا.
وأشار الدكتور جاسر الشاعر، لأهمية قناة السويس، بأن العالم لم يكن يشعر بقيمة هذا المجرى الملاحى، وأهميته، إلا بعد حدوث أزمة السفينة ايفرجيفن، وارتبط افتتاح قناة السويس بالمهندس ديلسيبس، ولابد أن نعترف كلنا بأنه صاحب الفضل فى فكرة حفر القناة بعد فشل العديد من المحاولات منذ المصريين القدماء.
وأوضح "الشاعر"، خلال لقائه مع "اليوم السابع"، أنه خلال جلاء العدوان الثلاثى فى يوم 22 ديسمبر عام 1956، صعد عسكرى انجليزى على التمثال وقام بدهن التمثال بالشحم ورفع عليه علمى إنجلترا وفرنسا، مما آثار استفزاز أهالى بورسعيد ودفعهم على العزم لإسقاط التمثال.
واستكمل : وجد أبى وعمى مجموعة من أهالى بورسعيد وكان ذلك آخر ما فعله أبى بعد جلاء العدوان هو تفجير تمثال ديلسيبس، حيث ذهب وعمى مع ما يقرب من 20 شخصا وقاموا بربط التمثال وظلوا يقوموا بشده وحاولوا تفجيره 3 مرات متتالية نظراً لقوة بنيان التمثال وربطه بأعمدة مسلحة بينه وبين قاعدته، حيث بلغا ما يقرب من 16 متر.
وأضاف "الشاعر"، أنه بعد تفجير التمثال وإسقاطه، نزل بحركة بطيئة وكان يوجد ما يسمى بالصال حال دون غرق التمثال فى مياه القناة، وظل على وضعه لفترة وخوفا من سرقته قام أمين مخازن هيئة قناة السويس، بالحصول على إذن من أول رئيس مصرى لهيئة قناة السويس المهندس محمود يونس بتخزين التمثال.
ولفت إلى أن وصية والده المسجلة قبل وفاته هى مطالبته بعودة تاريخ بورسعيد المسلوب "تمثال ديلسيبس" إلى قاعدته وإنشاء هوية بصرية على مدخل قناة السويس واستخدام الهلوجرام، موضحا أن وصية والده كانت كالتالى "انا عبد المنعم وأنا اللى قمت بنسف التمثال وأنا من أطالب بعودته مرة أخرى".
ومن جانبه قال الخبير السياحى لقاء العجيمي، إن بورسعيد لها طبيعة وهوية خاصة وعلى الرغم من أنه لم يولد فى بورسعيد إلا أنه تربى فيها وعشقها وبدأ فى جمع كل المقتنيات القديمة والعملات من محافظة بورسعيد، تلك المدينة الباسلة التى دافعت عن مصر كلها وهزمت 3 قوى غاشمة.
وأكد "العجيمي"، أن بورسعيد لها طبيعة خاصة فكل العلماء والمثقفين قالوا خلال كتاباتهم أنه من أفضل الأماكن فى العالم نتقابل فيها هما مدينتى لندن وبورسعيد، مما يوحى بسحر هذا الموقع الفريد لمحافظتنا بورسعيد التى تقع على أهم مجرى ملاحى فى لعالم وكذلك شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
وطالب الخبير السياحي، بضرورة عودة تمثال ديلسيبس إلى بورسعيد وعلى قاعدته بأسلوب بانورامى يجذب السياح، وبالفعل وجود هذا التمثال نستطيع القول أنه فى البداية تجذب ما يقرب من 50 ألف سائح سنويا ببورسعيد.
الخبير السياحي والدكتور جاسر
تمثال ديلسيبس قبل ازالته
تمثال ديلسيبس قبل تفجيره
قاعدة تمثال ديلسيبس