أسباب ظهور الثلج فى الغردقة والإسكندرية.. خبراء البيئة يجيبون

الإثنين، 10 يناير 2022 04:00 ص
أسباب ظهور الثلج فى الغردقة والإسكندرية.. خبراء البيئة يجيبون كورنيش الإسكندرية
كتبت ـ منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظهر خلال الأيام الماضية، ضمن موجة الطقس الباردة بعض الثلج فى محافظة  الإسكندرية، والبحر الأحمر بمدينة الغردقة، فيما تكرر المشهد فى محافظة جنوب سيناء بمدينة سانت كاترين، كما غطى الثلج بعض الشوارع ، وهو الأمر غير المعتاد فى مصر، فهل هذا المشهد له علاقة بتأثير التغييرات المناخية على مصر.
 
فمنذ شهر ونصف تقريبا خلال قمة المناخ cop26،  حذر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون  من اختفاء 3 مدن بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض وتغيرات المناخ،  منها مدينة الإسكندرية في مصر، ووقتها عقب كثير من خبراء البيئة على الأمر، ومنهم وزير البيئة السابق الدكتور خالد فهمى، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، مؤكدين صحة السيناريو لكن دون تحديد التوقيت .
 
وبعد ظهور الثلج خلال الأيام الماضية بالغردقة ومن قبلها  الإسكندرية، وتصريحات اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، مؤكدا أن ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية هي التي تسببت في غزارة الأمطار وارتفاع الأمواج في الإسكندرية، وأن نوة المكنسة التى  استمرت 4 أيام، و شهدت أمطار غزيرة، وان ارتفاع الأمواج زاد من 3 إلى 5 أمتار ببعض المناطق، لم يعد الامر مجرد توقعات او سيناريوهات يختلف عليها خبراء البيئة.
 
من جانبه، قال الدكتور سمير طنطاوي، مدير مشروع التغيرات المناخية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي واستشاري التغيرات المناخية، إن ما شهدته الإسكندرية والغردقة مؤخرًا، سببه الاحتباس الحراري والتغير ات المناخية، حيث إن المدن الساحلية تشهد مظاهر الأحداث المناخية مثل موجات من الحر الشديد أو البرد الشديد والصقيع ومعدلات سقوط أمطار غير مسبوقة، وبالإضافة إلى ثلوج في بعض المناطق المرتفعة، وان  زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري، أحدث خللا في منظومة المناخ، ومن المتوقع أن نواجه المزيد من الموجات الجامحة.
 
توقعت التقارير الدولية للهيئة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية، حدوث المزيد من الأحداث المناخية الجامحة نتيجة الاستمرار في زيادة معدلات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بالغلاف الجوي، وعلى الرغم من صعوبة الربط بين الظواهر الجوية المحددة بالاحتباس الحراري و زيادة في درجات الحرارة العالمية، وقد يسبب بدوره تغييرات أوسع نطاقا ، بما فيها تراجع الجليد، وانكماش في القطب الشمالي، وارتفاع مستوى سطح البحر في جميع انحاء العالم، بجانب تقلبات الطقس.
 
وأكد الدكتور حسين أباظة كبير مستشارى وزارة البيئة، أن الإسكندرية تواجه آثار التغيرات المناخية، وأهمها ارتفاع مستوى سطح البحر، باعتباره إحدى الظواهر الناتجة عن التغيرات المناخية، و ظاهرة ارتفاع مستوى البحر تكون ناتجة عن عاملين أساسيين، أولهما ارتفاع درجة الحرارة الناتجة عن غازات الاحتباس الاحتراري، وبالتالي  يترتب عليه إذابة الجليد سواء في القطبين الشمالي والجنوبي أو القمم الجليدية فوق الجبال الثلجية مثل كلمنجارو، أو الألب، و كل هذه الزيادات تصب في مياه البحار، و اما السبب  الثاني فخاص بتمدد مياه البحار نتيجة ارتفاع درجة حرارتها الناتجة عن عملية الاحتباس الحراري.
 
يوجد بعض الدراسات العلمية التي تحذر من أن ارتفاع مستوى سطح البحر، والتى قد يشكل ضغطاً أكبر على الأراضي المنخفضة عن سطح الارض منها الاسكندرية والدلتا، وأن هذا الضغط لا يؤدي إلى الغرق بالضرورة، وإنما يمكن أن يشكل ضغطا  على التربة، ويؤدي إلى تغلغل مياه البحر بها، ويؤثر على خصوبة التربة مع الوقت وبالتالي ضعف  إنتاجية المحاصيل وخصوبة التربة 
 
جدير بالذكر، أنه بدأت الدولة تنفيذ مشروعات للتكيف في دلتا النيل للتغيرات المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر من خلال المشاريع المتكاملة للمناطق الساحلية، وأن وزارة الموارد المائية والري تضخ استثمارات ضخمة من خلال هيئة حماية الشواطئ، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتمويل من الصندوق الأخضر للمناخ (GCF) في دعم أنظمة حماية الأراضي المنخفضة في دلتا النيل باتباع نهج قائم على النظم البيئية، وتنفيذ مشروعات حماية للشواطئ المصرية،  ومنها مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية فى منطقة الساحل الشمالي ودلتا النيل بقيمة 31.3 مليون دولار بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والرى ، وإنشاء السدود كما يتم استخدم أنظمة الجسور الترابية المزودة بأسوار من البوص المثبتة في أعلى الجسور لاحتجاز الرمال المحمولة بالرياح.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة