حين تنظر إليها تتيقن أنها واحدة ممن تحّملن عناء الحياة، وجهها البريء ونظرة عينها الراضية تؤكد أن نقاءها من نقاء الصحراء، في احدى قرى محافظة مطروح التقينا مع الحاجة "جيسامى" 70 عامًا، التي لا زالت تنسج أو "تسدو" الصوف لتخرج من بين أصابعها سجادة في شكل لوحة فنية شديدة الجمال، تحمل معان تعكس جمال التراث العربي، تتسابق عليها الأنظار والأيادي داخل المعارض السياحية في مطروح. تروى البدوية تجربتها في حياة الصحراء من قسوة العيش في الخيام إلى رفاهية الحياة في البيت المسلح، وكيف كانت تقضى يومها داخل بيت العرب "الخيمة".
راعية الغنم
"اسمى جيسامى، قبيلتى الصيحات، من الدخيلة، اتربيت في خيام الصحرا عيشه حلوة بحبها واحب الصيف عشان بقضيه في بيت العرب"، تحكى "البدوية" أنها الأخت الوسطى بين 7 بنات، قضت أحلى أيام حياتها في عيشة الصحرا، والدها كان راعى للغنم وكانت تذهب معه فى رحلته اليومية: "كنت بسرح مع بوى وبرعى الغنم وأعلفه، واحلبه واضخ اللبن في الشِكوة" القربة"، اتعلمت من أمى كل الشغل في بيت ومن جدتى الغزل".
موسم جز الخرفان
"بغزل أحلى سجادة من صوف الغنم" تقول البدوية: موسم الجز أو "الجلامة" كما يطلقون عليه، وهو بمثابة عيد للبدو، ويهدف للتخفيف عن الأغنام من حرارة الشمس ومساعدتها على التسمين، ولهذا اليوم طقوس خاصة بداية من ذبح الخراف في الصباح الباكر لإطعام الزائرين، إلى جانب الأغاني البدوية التي تملأ المكان بهجة، وفي الغالب الذى يقوم بالجز هو أحد الجيران أو الأقارب، وبعد نهاية جز الخراف تقدم وجبة الأرز باللبن والسمن ولحم الضأن، ثم توزع الصوف على أصحابه.
تحويل الصوف إلى سجادة بدوية تراثية
تحويل الصوف إلى خيوط أصعب مرحلة في صنع السجادة وتقول "جيسامى":" أصعب حاجة برم الصوف، بتعب جدًا لكن الباقي كله سهل"، تقول أنها تقوم يتحويل الصوف إلى خيوط لها سمك معين حسب المنتج الذى ننسجه، سواء ملابس أو فرش أو أغطيه، وهذه عادة كل مرأة بدوية تعيش في الصحراء، الأن تعمل في السياحة و سدو الصوف لإنتاج السجاد والمنتجات السياحية التي يتهافت عليها السائحين، تقوم البدوية السبعينية باستخدام الميدره وهى أله تشبه قرن الغزال تستخدمها في ضغط الخيوط بشكل أفقي، وتستغرق مدة نسج السجادة ما يقرب من خمسة أيام وتكلفتها 250 جنيه .
الحنة والذبيح فرح البدوية
تحدثت البدوية عن حياتها وتذكرت يوم فرحها فقالت" يوم عُرسي كان يوم جمعة ليلة الحنة حنيت إيديا واكعابي وشعرى، والصبح لبست جلابية خضرا وحمرا وحطيت الكحل وطرحة على راسي، وخدونى لبيت العرب"الخيمة"، وهناك كانوا دابحين 3 راس غنم واتعشينا وخلاص هو ده الفرح، ماكنش في أفراح زى دلوقتى".
المرأة البدوية مسؤولة عن كافة شيء كما كانت تفعل "جيسامى " يبدأ يومها مع صوت أذان الفجر، فتوقد المنقد وتسوى الفطور، وتفطر الجد والجدة والأولاد ثم تخرج لرعى الغنم، وتأتى بعيدان الحطب، كما أنها تحلب الماعز، وتصنع الجبن والزبد، وتطهى الأطعمة للغداءـ، وتعجن العجين، فهى أساس المكان والبيت والعائلة البدوية.
جيسامى 14 ابنا 48 حفيدا
"المناخى دول حبايبي غالين عليا، بحكى لهم الحجاية وبنلعب وبضحك وبنتعارك، هما كل الدنيا الحلوة في حياتى" هكذا وصفت "جيسامى" أحفادها فلديها 14 ابن وابنة، وكل منهم لديه ما بين 4 و5 أولاد، فـ" الحِنى جيسامى" لديها ما يقرب من 48 حفيد، تقول الجدة عن حياة البدو" ما فيش أحلى من حياة الصحرا وبيت العرب" .
الفرن البدوي
أثناء حلب الماعز (1)
أثناء حلب الماعز (2)
أثناء حلب الماعز (3)
أثناء حلب الماعز (4)
أثناء حلب الماعز (5)
البدوية أثناء الخبيز (1)
البدوية أثناء الخبيز (2)
البدوية أثناء الخبيز (3)
البدوية أثناء الخبيز (4)
البدوية أثناء الخبيز (5)
الحاجة جيسامى
جيسامى تشد الخيوط
جيسامى تغزل الصوف (1)
جيسامى تغزل الصوف (2)
حيسامى تصنع السجاد اليدوى
خيوط الصوف
سجاد التراث البدوى
صوف الخروف بعد الجز