ودع الآلاف من أهالى مركز ومدينة كفر صقر بمحافظة الشرقية، اليوم، الحاجة فهيمة على السيد أكبر معمرة بالشرقية التى توفيت فجر اليوم، عن عمر يناهز 109 أعوام، فى جنازة شعبية إلى مثواها الأخير بمقابر أسرتها بقرية الزعاقة مركز كفر صقر.
الاستماع للقرآن الكريم فى العزاء
وقال جمعة شحاتة، حفيد الراحلة: أن جدته رحلت بعد تأديتها صلاة فجر الجمعة، دون معاناتها مع أى أمراض وظلت حتى أخر يوم فى حياتها متزنة ومدركة لكل الأمور حولها، وصيتهم لهم بحب مصر وغرس حب الوطن لدى الأحفاد.
العزاء
ضرب الراحلة أروع الأمثلة فى التضحية وحب الوطن حرصت خلال حياتها على المشاركة الإيجابية تجاه بلدها، حيث تبرعت لصندوق تحيا مصر بمبلغ 30 ألف جنيه، وشاركت بالإدلاء بصوتها فى انتخابات مجلس الشيوخ عام.2020
المعزيين
"الحاجة فهيمة "من مواليد 1913 بقرية الزعاقة التابعة للوحدة المحلية المؤانسة مركز كفر صقر بالشرقية، عاشت لأكثر من قرن من الزمان عاصرت فيه ظروف اجتماعية واقتصادية مختلفة شاهدة على مراحل تاريخية بمصر، أدت دورها كأم فى العائلة الكل ينصاع لقراراتها الحكيمة، وفى المنزل إلتف حولها أبناؤها وأحفادها والذين أكدوا أن "الحاجة" هى محور حياتهم وزرعت فيهم الحب والترابط والصدق والأمانة وعلمتهم التجارة مثلها وكيف يعتمدون على أنفسهم، وتبرعت بمبلغ 30 ألف جنيه لصندوق تحيا مصر قامت بتحويشهم من بيع الزبدة.
تقبل العزاء
كان "اليوم السابع"، قد أجرى حوار سابق مع الراحلة، الحاجة فهيمة للتعرف عليها وأهم ما عاشته من أحداث وقصة كفاحها، حيث قالت: إنها تبدأ يومها بصلاة الفجر، وتحرص على تأديتها بالرغم من كبر السن وبعدها الإفطار، كما تتابع أبناءها وأحفادها الذين تعرفهم بالاسم رغم أن عددهم تجاوز الـ42 طفلا وشابا، وتستمع طوال اليوم لإذاعة القرآن الكريم وكذلك متابعة نشرات الأخبار.
تقديم واجب العزاء
وعن ذكرياتها قالت إنها تزوجت الحاج عمر ناظر وسية لوزير الحقانية "العدل" فى العشرينات من القرن الماضى، "عشت معه 50 سنة حب، فهو كان كريما ولم يمنعنى من العمل فى تجارة الزبدة التى تعلمتها قبل الزواج فكنت أجمع الجبن والزبدة البلدى من الفلاحين بالقرى المجاورة وبيعها فى القاهرة"، مضيفة: "كونت ثروتى من تعبى، كنت أمشى عشرات الكيلومترات من القرى ثم أركب القطار وأذهب لبيعها، وامتلك 6 منازل وأراضى زراعية ومبالغ نقدية بالبنك"، لافتة إلى أن التجارة كانت السند لها بعدما كبر زوجها الحاج عمر وقسمت أراضى الوسية وترك عمله كناظر له.
جانب من العزاء
تحدثت بذاكرة قوية تحسد عليها قائلة: "زوجى كان يحبنى ويصطحبنى معه إلى سرايا الباشا الوزير عابدة بيه، الذى كان يقابله لتسليم ريع الأراضى أو التشاور فيما يخص الوسية"، مضيفة: "كل مرة يصطحبنى فيها لابد أن نذهب لحضور حفلة أم كلثوم"، كما أننى شاهدت الملك فاروق وأعيان البلد فى العديد من المناسبات التى تصادف تواجدها مع زوجها فى سراى الباشا، لافتة إلى أنه كان شخصا متواضعا ويحترم الحاج عمر نظر لأمانته فى العمل لذلك كان يسمح لهم بالاستضافة فى السراى خلال فترة تواجدهما بالقاهرة، أكدت أن آخر مرة رأت فيها الملك فاروق كانت يوم رحيله من مصر، كانت بالصدفة مع زوجها بالقاهرة كعادتهما، وعلموا بالخبر وتجمع الأهالى ومحبى الملك حول القصر لتوديعه، وذهبت ورأته وهو يغادر القاهرة.
عزاء الحاجة فهيمة
وأضافت: أن الصدف لم تقف عند هذا الحد معها، وبعدها بسنوات طويلة، زار الرئيس محمد أنور السادات قرية المؤانسة لأداء واجب العزاء فى والد لطفى واكد، وهو أحد الضباط الأحرار وخرج الأهالى لمقابلته وكانت من بينهم، لافتة إلى أن واكد كان له قصر مازال موجودا بالقرية، الذى كان يستقبل فيه الضباط الأحرار، وشاهدت العديد منهم.
مدخل العزاء
وعن آخر أمنياتها فى الحياة، أكدت أنها تتمنى مقابلة الرئيس السيسى قائلة: "بيحب مصر ربنا يقويه فهو الذى حمى مصر من الضياع ومن مكائد الإرهابيين، مضيفة أنها ستتبرع بمبلغ 30 ألف جنيه من ثروتها، حقق الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمنية الحاجة فهيمة، أكبر معمرة فى الشرقية، وذلك بعد طلبها مقابلته، وذلك خلال احتفالية المجلس القومى للمرأة لتكريم المرأة المصرية والأم المثالية، بمركز المنارة للمؤتمرات، بالتجمع الخامس فى عام 2019.
مكان تلقى العزاء بالشرقية
وأضافت أكبر معمرة فى الشرقية: "الرئيس قالى إنتى ست عظيمة ونموذج للأم المصرية الأصيلة التى تشقى من أجل تربية أولادها، وإن شاء الله مصر هتكون أحسن دول العالم عشان فيها أمهات أصيلة زيك".
وعن تبرعها لصندوق تحيا مصر، أكدت أنها تملك 30 ألف جنيه جمعتها من تجارة الزبدة التى كانت تعمل فيها فى شبابها، قالت إن المبلغ ليس كبيرا لكنه هو كل ما تملكه لتقدمه لبلدها من أجل الوقوف خلف البلد.
