واصل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف جهوده منذ تأسيسه لتفكيك الفكر المتطرف، وتمثل ثنائية فوقية "الأنا" ودونية "الآخر" إحدى أكبر الأفكار الرئيسة التى يقوم عليها وينشرها الفكر المتطرف أيًّا كان توجهه، دينيًّا كان أو اجتماعيًّا أو سياسيًّا.
وقال المرصد إن المتطرف سواء من اليمين المتطرف أو التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها "داعش" يعمل على الاستدعاء السلبي الدائم لثنائية تميز "الأنا" ودونية "الآخر"، ويحاول بشكل تعسفي استحضار التاريخ ليكون حاكمًا على الواقع ومحركًا له؛ ليس في باب العلاقة مع الآخر الديني والحضاري فقط، ولكن أيضًا في العلاقة مع الآخر الفكري والمجتمعي والسياسي إلى غير ذلك.
وتنبه المرصد لخطورة تلك الثنائية وعمد إلى تناولها بالرصد والتحليل عبر إصدار مرئي جديد بعنوان "ثنائية الأنا والآخر فى الفكر المتطرف"، محذرًا من خطورتها على استقرار المجتمعات.
جدير بالذكر أن الأزهر الشريف عمل - ولا يزال - باعتباره المرجعية الدينية الإسلامية الأعلى في العالم على تفكيك ودحض الرافد الديني لتلك الإشكالية على عدة أصعدة، ومن بين ذلك إعلان الأزهر على لسان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب عن رفضه القاطع لمصطلح "الأقلية" وما يستلزمه من تصورات، والتأكيد على مبدأ "المواطنة" بديلًا، وهو ما تم بلورته بعد ذلك في إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك عام 2017م.