فى تصعيد خطير، أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بدء عملية عسكرية روسية فى إقليم دونباس شرق أوكرانيا، والذى اعترفت روسيا باستقلاله قبل يومين وأبرمت مع قادته اتفاقية صداقة، بالتزامن مع بدء التحرك البرى العسكرى فى مدن أوكرانية خلال الساعات القليلة الماضية.
وكانت وسائل إعلام روسية، قد أعلنت أن قوات برية روسية بدأت الدخول فى ماريبول وأوديسا، وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن حريقاً كبيرا فى منطقة ميكولاى إثر سقوط صاروخ على مستودع للصواريخ والمعدات المدفعية قرب خاركيف.
وبعيدا عن نشوب حرب روسية أوكرانية، شهدت أراضى أوكرانيا صراعا روسيا قديما فى شبه جزيرة القرم، تعرف بحرب القرم، وهى حرب وقعت فى شبه جزيرة القرم فى الفترة من أكتوبر عام 1853م إلى فبراير عام 1856م، وكانت أطرافها روسيا من جانب، وتركيا وبريطانيا وفرنسا من الجانب الآخر بالإضافة إلى دخول سردينيا الحرب إلى جانب القوات المتحالفة ضد روسيا فى شهر يناير بتقديم دعم من جيشها، وقد كان سبب الحرب الرئيسى هو عدوان روسيا على تركيا؛ حيث طالبت روسيا بفرض حمايتها على الممتلكات الأرثوذكسيّة للسلطان العثمانى، بالإضافة إلى عامل آخر هو الصراع الروسى الفرنسى فى سبيل الحصول على امتيازات الكنائس الأرثوذكسية الروسيّة والكنيسة الكاثوليكيّة فى المناطق المقدسة من فلسطين، ممّا أدى إلى تحالف القوى الأوروبيّة المذكورة لصد العدوان الروسى، فدُمّرت القوات البحريّة الروسيّة فى البحر الأسود فى عام 1854م، ثمّ سيطرت القوى الأوروبيّة على مدينة سيباستوبول فى عام 1855م بعد حصار مطول لها.
وبدأ النزاع بسبب الصراع بين روسيا وفرنسا حول من سيكون له السلطة على المسيحيين الذين يقيمون فى الدولة العثمانية، لكن الأمر تطور إلى حد مهاجمة القوات الروسية لأسطول الدولة العثمانية فدمرت معظمه، ومن ثم ومن بعدها انضم العثمانيون إلى الجانب الفرنسى لتشكيل جبهة قوية ضد روسيا، وتبعتهم فى ذلك بريطانيا التى خشيت من الإمبراطورية الروسية في المنطقة.
وانتهت الحرب بعدما قررت سلطات باريس المحلية حينها إعادة بعض المناطق التى أخضعتها لسيطرتها إلى الجانب الروسى فى مقابل أن ترد روسيا بعض المناطق للدولة العثمانية، وراح ضحية هذه الحرب نحو 45 ألف شخص من العثمانيين، مقابل 135 ألف جنديا من الفرنسيين، و40 ألفا من البريطانيين، إلا أن تلك الأرقام قد لا تكون شيئا يذكر لدى مقارنتها بخسائر الروس التى بلغت نصف مليون شخص.
وانتهت حرب القرم فى شهر يناير من عام 1856م، حيث بدأت روسيا فى تقبل الهزيمة وسعت لتحقيق السلام؛ حيث فقدت نحو 500 ألف جندى وخسرت معظمهم بسبب سوء تغذيتهم ومرضهم، كما دُمّرَ اقتصادها، بالإضافة إلى أنها لم تمتلك الإمكانيات لصناعة أسلحة حديثة ومتطوّرة، وفي 30 مارس من عام 1856م وقّعت هدنة السلام في مدينة باريس، وأسفرت هذه المعاهدة على تهدئة روسيا، وتوحيد ألمانيا، وحافظت على الحُكم العثماني لتركيا حتّى عام 1914م.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة