صدر حديثا عن العين للنشر، فى القاهرة، كتاب "خطاب عصفور النقدى.. قراءات تأسيسية" للناقد والمترجم الدكتور طارق النعمان، الذى يتناوله خطاب الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، الذى رحل عن عالمنا فى 31 ديسمبر 2021.
ويقول الدكتور طارق النعمان، فى كتابه: إن أبرز سمات خطاب الدكتور الراحل جابر عصفور، هى أنه خطاب سؤول ومتسائل، ولا يكف عن طرح الأسئلة، وإذا كان لنا أن نجتهد فى تقديم مقارنة بسيطة للسؤال كما يتجلى فى ممارسات عصفور النقدية، وكما يتجلى فى كل ممارسة معرفة أصيلة، فلعله يمكننا أن نصفه بأنه لا يزيد عن كونه رغبة فى الانتقال من مقام إلى حال، من مقام الجهل إلى حال المعرفة، إنه برق خاطف فى سماء مظلمة، شعاع وسط عتمة يمكنه أن يقودنا نحو الرؤيا، فضول يقلق صاحبه، ويربك الآخرين.
خطاب عصفور النقدى
ويضيف طارق النعمان: وهو بهذا المعنى طاقة قلق مؤرقة وملحة على صاحبها، هاجس لا يكف عن المراودة، عدم اكتفاء بالقائم والموجود، شهوة تريد التحقق والإشباع، ظمأ لا يرويه سوى البحث وربما المزيد من الأسئلة.. السؤال ايضا رفض واعتراض واحتجاج على وضع قائم، أو أوضاع قائمة ومستقرة من أجل قلقلتها وتوتيرها وإرباكها، ما دام أن العلم المستقر هو الجهل المستقر، كما يعلمنا النفرى فى موقف المحضر والحرب، وهو بهذا المعنى أيضا فعل من أفعال التنوير والاستنارة، وعمل من أعمال التغيير والتثوير، جرثومة تحمل فى ثناياها بذرة ثورية للتحريك الساكن وخلخلة الجامد والمستقر.
ويرى طارق النعمان أنه هو بهذا المعنى أيضا رافعة الوعى الأساسية وقاطرتها الأبدية، ومولد الطاقات المعرفية المتجددة، ونافذة الإنسانية نحو المستقبل، هكذا يتبدى لى السؤال فى ممارسات عصفور النقدية، وفى كل ممارسة أصيلة وخلاقة للمعرفة، حيث لا يمكن لأي محاولة من هذا النوع إلا أن تبدأ بسؤال ما يتلوه العديد من الأسئلة.