"نسيت الهمزة"، "المبتدأ مرفوع"، هل أنت ممن يصححون الأخطاء اللغوية للغير حتى خلال الأحاديث اليومية العادية؟ هل تعانى من ضيق شديد عندما يكتب أحدهم أمامك بلغة ركيكة غير سليمة نحويًا؟ هل تضيف الهمزات والفصلات، والضبط الصحيح للكلمة عند كتابتها حتى وإن كنت تكتبها على أحد الجدران؟ هل أصبحت تسبب الضيق لصديقك المفضل لأنك لا تمرر له جملة دون تصحيحها لغويًا؟.
إذا كانت إجابتك بـ"نعم" فأنت لا شك تعانى تلك متلازمة "التحذلق" اللغوى أو النحوى، تلك المتلازمة التى يعتبرها العلم نوعا مصاحبا لاضطرابات الوسواس القهرى، ودلالة على رغبات السيطرة التى يصاب بها بعض المصابين بهذا الاضطراب، هذا ما أكده تقرير نشر فى موقع actrightnowcounselling.
تابع التقرير شرحه لهذه المتلازمة النادرة، التى يتفاخر بها صاحبها لبحثه الدائم عن أخطاء اللغة التى يعتبرها شغله الشاغل، غالبًا ما يعطى تعليقات سلبية لأولئك الذين يكتبون بلا قواعد لغوية وضبط نحوى، بل ويوجه لهم تعليقات شديدة وقاسية كما نرى فى أغلب وسايل التواصل.
وهنا أوضح التقرير أن اضطراب الوسواس مهما كانت درجته طفيفة، يجعل الشخص متوترا وخائفا من بعض الأفعال العادية، وتصبح لديه أفكار ملحة للتخلص من تلك الأخطاء، للشعور بالراحة، وأشارت الأبحاث - وفقا للتقرير- أن الشخص الانطوائى هو الأكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة، مقارنة بالشخصيات الاجتماعية.
وتابع التقرير موضحًا أن علاج متلازمة التحذلق لا يمثل ضرورة مادامت فى إطارها الطبيعى المقبول، أما إذا كنت تشعر بتوتر وقلق مبالغ تجاه الآخرين واخطائهم اللغوية، أو بدأت هذه المتلازمة تؤثر عليك اجتماعيا بشكل سلبى، وتؤثر على علاقاتك الاجتماعية بشكل جدى، فهنا لابد من التفكير فى استشارة مختص نفسى، وهنا يصبح العلاج ضمن خطة للتخلص والسيطرة على أعراض الوسواس، من خلال علاج سلوكى بسيط.
وفى السياق ذاته، ذكر تقرير مطول نشر فى موقع yuqo أنه طالما ارتبطت الأبحاث الخاصة بالوسواس القهرى بدرجاته -وفقا للدراسات- بأجزاء المخ المسئولة عن اللغة، ويمكن أن يتأثرا ببعضهما البعض فى حالات معينة، فضلا عن أن هذه المتلازمة يمكن تسخيرها لفائدتك من خلال العمل كمحرر أو مدقق لغوى، وأغلب هؤلاء فى الغالب يصبحون عباقرة ومدققين لغويين رائعين.