بعد فترة من استقرار أسعار الطاقة فى أوروبا فى ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الأشهر الماضية، عادت المخاوف الأوروبية من جديد بعد أن شهدت أسعار الغاز الطبيعى والكهرباء ارتفاعا ملحوظا، اثر موجة البرد الشديدة التى اثرت على الدول الأوروبية.
وبعد خريف دافئ وبداية أكثر اعتدالا لفصل الشتاء، من المتوقع أن تضرب موجة البرد الطويلة معظم شمال غرب أوروبا وتستمر طوال شهر يناير، مما يضع إمدادات الغاز الطبيعى والبنية التحتية على المحك.
وأشارت صحيفة "لاراثون" الإسبانية فى تقرير لها إلى أن أسعار الغاز الطبيعى فى أوروبا ارتفعت بشكل ملحوظ بسبب موجة البرد التى يبدو أنها تزداد سوءا، مما يزيد الطلب على وقود التدفئة، وقد يتزامن الطلب المتزايد على الغاز لأغراض التدفئة أيضًا مع زيادة استخدام محطات توليد الطاقة بالغاز بسبب توقعات انخفاض إنتاج الطاقة المتجددة.
وأشار التقرير إلى أن أسعار الكهرباء فى فنلندا ارتفعت إلى مستويات قياسية مع بدء موجة برد شديدة فى أوروبا فى مناطق القطب الشمالى لدول الشمال وستتحرك نحو جنوب وشمال غرب أوروبا خلال عطلة نهاية الأسبوع والأسبوع المقبل، مما خلق طلبا إضافيا على الطاقة وتسبب فى زيادة فى الطلب على الطاقة.
وفى فنلندا والسويد، أدى تساقط الثلوج بغزارة وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر إلى إلغاء بعض خدمات السكك الحديدية الجمعة الماضية وخلال عطلة نهاية الأسبوع. وصل الطلب على الغاز فى فنلندا إلى 130 جيجاوات ساعة يوميًا يوم الخميس، وهو أعلى استهلاك يومى منذ ديسمبر 2021.
ووصلت أسعار الكهرباء اليومية فى فنلندا إلى مستويات قياسية، حيث حذر مشغل الشبكة Fingrid من أن "الفترة الطويلة من الصقيع الشديد فى جميع أنحاء فنلندا لا تزال تهدد كفاية إنتاج الكهرباء".
وطلبت الشركات من المستهلكين توفير الكهرباء خلال ساعات الذروة الصباحية والمسائية من خلال جدولة استهلاكهم خارج تلك الفترات.
وأوضح التقرير أن العقود الآجلة للغاز الطبيعى الهولندى لشهر فبراير، وهو المعيار القياسى لتداول الغاز فى أوروبا، ارتفع، بنسبة 3.6٪ إلى 37.80 دولارًا (34.62 يورو) لكل ميجاوات فى الساعة اعتبارًا من الساعة 12:02 مساء، لليوم الثالث.
وقال أولى هانسن، رئيس استراتيجية السلع فى ساكسو بنك، إن "أسعار الكهرباء فى شمال أوروبا ارتفعت بسبب مزيج من انخفاض درجات الحرارة والطقس الهادئ، مما أدى إلى انخفاض إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة، وبالتالى زيادة الطلب على الغاز الطبيعى والطاقة الأكثر تكلفة.
وسيكون تأثير درجات الحرارة المنخفضة على أرصدة الغاز محدودًا حيث تظل مرافق التخزين ممتلئة عن المعتاد وتكون الإمدادات وفيرة، سواء عبر خطوط الأنابيب أو السفن، ومن المتوقع أن تجتاز أوروبا شتاءها الثانى بشكل مريح مع القليل جداً من الغاز الروسى.
وكانت انخفضت واردات الاتحاد الأوروبى من الغاز الطبيعي المُسال الروسى بشكل طفيف العام الماضى 2023، بعد ارتفاعها بشكل كبير فى عام 2022، بينما تتزايد الثقة فى أن التكتل، يمكنه التخلص من واردات الوقود الأحفورى من موسكو بشكل كامل.
وقالت الصحيفة أن صناع السياسة فى بروكسل يعملون الآن على وضع اللمسات النهائية لى تشريع سيسمح بموجبه للدول الأعضاء بحظر استيراد الغاز الروسى بشكل كامل عبر خطوط الأنابيب، وكذلك الغاز الطبيعى المُسال، بعد مرور عامين تقريباً على الغزو الروسى لأوكرانيا، والذى دفع التكتل إلى التحرك للاستقلال عن روسيا فى مجال الطاقة.
ويعتقد بعض التجار والمحللين ومسؤولى الاتحاد الأوروبى، أن التشريع يمكن أن يتيح خفضاً تدريجياً للواردات الروسية وصولاً إلى المنع الكامل، دون حدوث تأثيرات كبيرة على سوق الغاز الأوروبى، وذلك على الرغم من أن الاتحاد كان يحصل على ما يقرب من نصف إمداداته من موسكو قبل الحرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة