كتاب ترجمه الدكتور عبد الرحمن بدوى عن الأممانية..

الخوارج والشيعة..أحزاب المعارضة السياسية الدينية فى الإسلام

الجمعة، 22 مايو 2009 10:14 م
الخوارج والشيعة..أحزاب المعارضة السياسية الدينية فى الإسلام غلاف كتاب الخوارج والشيعة..
كتب: محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عن مركز عبد الرحمن بدوى للإبداع الذى يديره محسن بدوى صدرت الطبعة الثالثة من كتاب "الخوارج والشيعة..أحزاب المعارضة السياسية الدينية فى صدر الإسلام"، من تأليف المستشرق يوليوس فلهوزن.

والكتاب يتناول التاريخ السياسى للخوارج والشيعة باعتبارهما أقدم الفرق السياسية والدينية فى الإسلام، وأبرزهما أثرا فى التاريخ الإسلامى منذ نشأتهما السياسية حتى انهيار الدولة العربية الخالصة فى تاريخ الإسلام، فيؤرخ الحوادث والمعارك والحركات الثورية التى قام بها كل منهما للانقضاض على السلطة الحاكمة، حيث يرى الشيعة أن بنى أمية اغتصبوا الحكم لأنفسهم ضد شرعية آل على، بينما يقف الخوارج ضد كل من شرعية الإمام المختار وضد حكم بنى أمية.

وترجع أهمية الكتاب إلى أن مؤلفه كما يقول الدكتور عبد الرحمن بدوى فى مقدمته راعى أن يستخلص الوقائع من المصادر التاريخية الصافية، وأصفى المراجع لديه هى تاريخ الطبرى بعد استخلاص أصدق رواياته وتجريح سائرها، كما أنه راجع المصادر الأخرى وخاصة الكامل للمبرد، وابن الأثير مستبعدا المؤرخين الذين لا يثق بهم لما تبين فيهم من عصبية وهوى مثل اليعقوبى الشيعى الهوى

ويقول "بدوى" عن الكاتب إنه عرض الأحداث والوقائع فى تسلسل نقدى، وكان يتخذ مقاييس فى أحكامه على الأشخاص والحوادث من الأحوال السياسية المتعلقة بغض النظر عن العاطفة المقترنة بهؤلاء الأشخاص سواء من أصحابهم أو خصومهم، ومن هنا اتسمت أحكامه بالموضوعية، ويعتبر "بدوى" أنه المنهج التاريخى النقدى القويم وأنه خير مصدر فى تأريخ هذه المرحلة فى تاريخ الخوارج والشيعة، مشيرا إلى أن المؤلف فى كتابه مؤرخ سياسى فحسب ولا يحسب حساب العوامل غير السياسيةز

والكتاب ينقسم إلى قسمين رئيسيين، الخوارج والشيعة، والقسم الأول الخاص بالخوارج ينقسم إلى 11 قسما يبدأها المؤلف بمعركة صفين والتحكيم، ويقدم تحليله للمعركة ونشأة الخوارج والصلة بين السبئية والخوراج قائلا إن الخوارج لم يكونوا بذرة فاسدة بذرها اليهودى ابن سبأ سرا، بل كانوا نبتة إسلامية حقيقية، وكانوا جادين فى مسألة الخلافة، ولم يأتوا فيها بأمر غريب أو مستنكر، وإنما كانوا ظاهرين علنيين أنصارهم يتجددون باستمرار، وكانوا حزبا ثوريا صريحا لم ينشأوا عن عصبية العروبة، وإنما عن الإسلام.

ثم ينتقل المؤلف إلى بدء خروج الخوارج وحرب على لهم، ومقتل على، ثم تفرقهم على فرق الأزارقة والصفرية والإباضية والبيهسية، والحجاج ابن يوسف وهم، إلى أن يختتم القسم الأول من الكتاب بنهايتهم مع نهاية الدولة الأموية مشيرا إلى أن الإباضية كانت ألينهم عريكة، وأكثرهم تمسكا بالدين ولم يكن هدفهم أن ينتصروا على جماعة المسلمين بالقوة، كما يهدف الخوارج عامة، وإنما أن يكسبوهم لمذهبهم.

وفى القسم الثانى الخاص بالشيعة يتحدث المؤلف عن أن اتخاذهم "على بن ابى طالب" زعيما ليس بسبب أنه ابن عم رسول الله لأن حق الأقربين فى وراثة الرياسة لم يكن معترفا به فى الإسلام، وإنما اختاروا "على" لأنهم اعتبروه أفضل صحابة رسول الله الأقدمين، ثم يتحدث عن تولى الحسن بن على وضعفه وكيف أنه خيب آمال أنصار أبيه منتقلا إلى الحسين وابتداء حركته عندما أرسل له أهل الكوفة الرسائل لبيعته، ومسلم بن عقيل ومقتله ومقتل الحسين على يد شمر بن ذى الجوشن، ويقدم تحليلا لمأساة الحسين يقول فيها "إن استشهاد الحسين فتح عصرا جديدا لدى الشيعة، وكان النظر إلى استشهاده على أنه أهم من استشهاد أبيه، لأن أباه لم يكن ابن بنت رسول الله"، ويشير إلى افتقاد الحسين لبعض الصفات اللازمة منها أنه لم يبذل شيئا، وترك الآخرين يعملون من أجله كل شىء، ومع اصطدامه بأول مقاومة انهار، وأراد الانسحاب، ولكن كان ذلك متأخرا جدا.

وبعد هذه الواقعة ثار الشيعة بعدما راح ضميرهم يؤنبهم لأنهم جروا الحسين إلى الكارثة، يقول المؤلف "كان الشعور بالخطيئة أكثر من واجب الانتقام، ولو كانوا بذلوا للحسين وهو حى نصف مابذلوا وهو ميت فلعل مجرى ألأمر قد تغير"، ثم يتناول المختار بن إبى عبيد وانتصاراته على الأمويين وادعاؤه أنه أمين ابن الحنفية ووزيره، وتأليه آل بيت الرسول على أساس فلسفى بواسطة تناسخ الأرواح، وعلاقتهم باليهودية، وفى ختام كتابه يتحدث عن الخلاف بين أنصار الحسن وأنصار الحسين، وآخر ثورة قام بها الشيعة فى عهد الأمويين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة