طلاب الأزهر يتداولون قصة زميلهم الذى غيبه الأهمال الطبى عن الحياة.. والجامعة ترد: الطالب مصاب بمرض مزمن تسبب فى وفاته وطبيب المدينة رافقه إلى المستشفى ولم يهمله

سرد طلاب جامعة الأزهر قصة زميلهم، أحمد محمد الباز، طالب بكلية الهندسة الفرقة الثالثة، تخصص بترول مقيم بالمدينة الجامعية، الذى أصيب الاثنين الماضى بارتفاع فى درجة الحرارة، وكحة شديدة، ذهب به زملاؤه إلى مستشفى اليوم الواحد، وتلقى العلاج والمحاليل، وعاد إلى المدينة؛ يوم الثلاثاء شعر بتحسن، وأثناء استعداده للذهاب إلى الكلية تعرص لقئ شديد وارتفاع فى درجة حرارته.

وأضاف الطلاب فى تدوينة تداولوها عن قصة زميلهم التى بدأت بإعياء بسيط وانتهت بالوفاة، أنه بعد عودة زملائه سارعوا لإعطائه العلاج وتركيب محلول له، واستمرت حالته السيئة فنزل زملاؤه للطبيب المقيم ليصعد معهم للكشف عليه، لكنه رفض، أخبروه أنه لا يستطيع النزول فأصر على الرفض، وبعد معاناة وصلت سيارة إسعاف لحمل الطالب إلى المستشفى، ولم يخرج معه أحد لأن الطبيب لا يخرج.

واستمكل الطلاب فى تدوينتهم: أن اثنين من زملائه اصطحباه فى سيارة الإسعاف، وذهبا به أولا لمستشفى الزهراء فأخبروهم أن حالته خطيرة، وتحتاج إلى دخول العناية المركزة وهى غير متوفرة بالمستشفى، وأنه مصاب بالتهاب رئوى حاد تطور إلى جلطة، وكانت سيارة إسعاف المدينة قد عادت وتركته، فاتصل زملاؤه بالمدينة ليرسلوا لهم عربة الإسعاف فرفضوا وأخبروهم أن يعودوا به للمدينة حتى تخرج معه عربة الإسعاف، عاد به زملاؤه للمدينة وخرجت به سيارة الإسعاف وأخذته لمستشفى التأمين الصحي، وانتظر المصاب فى سيارة الإسعاف حتى لا تغادر، وصعد زملاؤه للأطباء بالمستشفى وأخبروهم بأن حالته تستدعى دخول العناية المركزة، فرفضوا استقباله أيضا بحجة عدم وجود أماكن، فذهبوا به لمستشفى الصدر بالعباسية وقام الأطباء بالكشف عليه، وأمروا بانصرافه وأخبروهم أن يأتوا به يوم السبت، لكن زملاءه لم يطمئنوا فذهبوا به لمستشفى حدائق القبة العسكرى، ثم مستشفى الحسين الجامعى، وكذلك لم يجدوا به أماكن، ثم ذهبوا به لمستشفى السيد جلال، واستقر بها فى العناية المركزة ليموت رحمه الله فى الساعة الخامسة فجر الخميس.

ومن جانبه، نفى الدكتور توفيق نور الدين نائب رئيس جامعة الأزهر، أن يكون الطالب تعرض لأى نوع من الإهمال، مؤكدا أن الطبيب الذى اتهم بإهمال الطالب هو من كان يتابع حالته بنفسه ولما رأى الحالة أساسها مرض مزمن وفى تطور طلب له الإسعاف ووقف على الحالة حتى نقلت إلى المستشفى، مشيرا إلى أن الطالب كان يعانى من مرض مزمن التهاب حاد فى الرئة وصدمة تسممية من الالتهاب الرئوى وسبق أن تردد على بعض المستشفيات خارج الأزهر وزاد عليه الإعياء فى المدينة الجامعية فنقل إلى مستشفى سيد جلال وتوفى فيها.

وأكد أحمد البقرى؛ رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر، أنه متجه الآن إلى جامعة القاهرة لحضور اجتماع المجلس الأعلى للجامعات برئاسة وزير التعليم العالى، وأنه سيرفع مطالب طلاب مصر ومشاكلهم الملحة والعاجلة وعلى رأسها الفساد الإدارى فى المدن ﺍﻟﺠﺎﻣﻌية الذى أودى بحياة الطالب أحمد الباز فى هندسة بترول، بالمدينة الجامعية للأزهر، والذى لفظ أنفاسه الأخيرة بسبب الإهمال وتأخر سيارة الإسعاف وأنه جارى الآن بحث سبل التصعيد.

وأكد البقرى لـ"اليوم السابع"، على أنه سيصدر بيانا ﻋﺎجلا لاتحاﺩ ﻃﻼﺏ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍأﺯﻫﺮ، يوضح فيه ما حدث، مشيرا إلى أنه سيبحث سبل التصعيد.

فيما ألقت حركة شباب 6 أبريل بالأزهر باللوم على اتحاد الطلاب واعتبرته مسئولا هو الآخر عن الإهمال بمدن الأزهر الجامعية، حيث إن الطلبة انتخبت اتحاد الطلبة الذى هو من المفروض أنه يبحث عن حقوقهم لكن ما يحدث فى جامعة الأزهر العكس!!

وأكدت الحركة فى بيان لها، أن اتحاد الطلبة المفروض أنه الجهة الشرعية فى الجامعة التى تسعى لحقوق الطلبة، مسئولين عن الإهمال كرئيس الجامعة، لانه كان واجبا عليه السعى لوجود إدارة طبية كاملة ومجهزة لاستقبال أى حالات فى الجامعة ولولا إسعافات أولية.

وأشارت الحركة فى بيان لها إلى أن الاتحاد منشغل فقط بعمل مذكره امتحانات وحفلات فى المدينة لنصرة القدس بتكلفة باهظة أما الطلبة فمن العادى موتهم.

فيما دعت الحركات الطلابية الثورية فى الجامعات (طلبة حزب الدستور ومصر القوية و6 أبريل والاشتراكيين الثوريين والتحالف الشعبى الاشتراكى وطلاب مستقلين من اتحادات الجامعات) إلى مؤتمر صحفى اليوم السبت جار عقده بمقر حزب الدستور، شارع السودان عمارة NSGB ، الدور الخامس، وذلك للاطلاع على فعاليات يوم "حق الطالب فين" والمقرر عقده غدا الأحد 28 أبريل فى مختلف الجامعات بكافة أنحاء مصر.

وتشمل فعاليات "حق الطالب فين" تنظيم مسيرات تنطلق من مقرات جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان فى الثانية من بعد ظهر غد الأحد 28 أبريل نحو مقر مجلس رئاسة الوزراء بقصر العينى، كما تنطلق مسيرات مماثلة من جامعات الإسكندرية والسويس وأسيوط والزقازيق وطنطا.