(افتح قلبك مع د. هبة يس).. الحكم بالإعدام

الأربعاء، 29 مايو 2013 12:19 م
(افتح قلبك مع د. هبة يس).. الحكم بالإعدام صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل (خ) إلى افتح قلبك يقول:
أنا شاب عمرى 28 سنة، أعمل بالتدريس، ميسور الحال والحمد لله، لم أكن كذلك لكنى استطعت بفضل الله ثم باجتهادى أن أكون نفسى، وأجهز شقتى، وأصبح مستعدا للزواج.. الزواج من فتاة أحلامى، توأم روحى، وحبيبتى.. ابنة خالتى، التى لم أحلم بغيرها منذ أن فهمت معنى الحب، هى تصغرنى بعام واحد فقط، أعرفها كما أعرف نفسى، وهى أيضا تعرفنى وتفهمنى بدون حتى أن أتكلم، صارحتها بحبى منذ 10 سنوات، كنا حينها لا نزال فى أولى سنوات الجامعة، كنت أحبها من قبل ذلك الوقت بكثير، لكنى لم أكن أستطع مصارحتها لأنى كنت اصغر من أن أعدها بأى شىء، لكنى بمجرد أن التحقت بكلية التربية بدأت أعمل فى الصيف، وبدأ يظهر لمستقبلى ملامح أستطيع معها أن أتحدث معها بقلب جامد.

انتظرتنى حتى أنهيت الكلية ثم الجيش، وتقدمت لخطبتها بعد أن عملت بإحدى المدارس، وأصبح دخلى (معقولا)، لكنى لأنى لم أكن أملك شيئا وقتها غير ثمن الشبكة رفض والدها ب(شياكة) وبدبلوماسية، وأفهمنى أن طلبى غير مرفوض ولكنه مؤجل حتى أكون قادرا على تأثيث منزل.

أصبحت أواصل الليل بالنهار، سافرت إلى الخليج عامين، ثم رجعت لأدرس صباحا بالمدرسة، ومساء فى مركز خاص بالدروس الخصوصية، حتى تمكنت أخيرا من شراء شقتى الخاصة بالتقسيط، وشراء جزء كبير من أثاثها وأجهزتها أيضا، كل هذا وحبيبتى تنتظرنى وترفض كل من يتقدم إليها من قريب أو غريب، واقترب وقت تحقيق الحلم، وتقدمت لوالدها مرة آخرى، وفعلا تمت الخطبة فى يوم لن أنساه من فرط سعادتى فيه.

كان ذلك منذ 4 شهور، ثم شاء الله أن أتعرض لوعكة صحية مفاجئة قمت بعدها بمجموعة كبيرة من التحاليل والفحوصات الطبية الكثيرة جدا، ما جعلنى أعرف ولأول مرة فى حياتى أنى غير قادر على الإنجاب، وأن فرص حدوث حمل لمن ستتزوجنى ستكون تقريبا معدومة، حاول الأطباء طمأنتى بأن حالتى صعبة لكنه لا يوجد مستحيل على الله سبحانه وتعالى، وأن العلم يتقدم سريعا فى مثل هذا المجال، لكنى ومنذ أن عرفت بالأمر وأنا أشعر بأن جبلا قد جثم على صدرى، ماذا أقول لخطيبتى ولأهلها؟ وكيف سيكون رد فعلها؟ هل من العدل أن أتمم زواجى بها وأنا أعرف أنى لن استطيع جعلها أما؟ وحتى لو هى قبلت هذا هل سأقبله أنا لها؟

قررت بينى وبين نفسى أن أبتعد، أغلقت تليفونى واختفيت لمدة أسبوع فى الساحل دون أن أخبرها عن مكانى، كادت تجن، أمى كانت تتصل بى كل ساعة تقريبا ترجونى أن أتصل بها لأطمئنها على، لكنى لم أفعل، كنت أختبر نفسى بدونها، وكنت أريدها أن تجرب الحياة بدونى أيضا، عدت بعد هذا الأسبوع لأجدها فى منزلنا، استقبلتنى بمزيج من اللهفة والغضب والقلق والثورة.. أنا أيضا كنت أتلهف لرؤيتها وسماع صوتها، لكنى تماسكت جدا وقابلتها بوجه جامد وصوت بارد، وكنت فى منتهى القسوة معها، حتى أنها غادرت بيتنا باكية لأنها لا تصدق ولا تفهم ما يحدث.

لن أطيل عليكى يا دكتورة، أنا أحاول الابتعاد عنها وإبعادها عنى نفسيا قبل أن أخذ خطوة الابتعاد الفعلى، فأنا أفكر جديا فى فك خطبتنا قريبا، لكنى حزين وضعيف وخائف ومتردد، أنا أحبها ولم ولن أحب غيرها، وهى أيضا تحبنى، لكن ترى هل تحبنى لدرجة تجعلها تتخلى عن حلم الأمومة إلى الأبد؟ هل أفكر بأنانية وأطلب منها مثل هذه التضحية؟ وماذا لو رفضت؟ هل سأتحمل مثل هذا الموقف؟ وماذا لو قبلت بدافع الشفقة والرحمة؟ كيف سأقبل أنا هذا؟.. بمنتهى الصراحة أنا لا أريد الابتعاد عنها، وسأكون فى أسوأ حالاتى إذا افترقنا، لكنى أفكر أنى ربما سأكون فى حال أسوأ لو تزوجنا ثم شعرت منها بالندم بعد ذلك، سيقتلنى هذا الإحساس حتما، خاصة وأنى لن أستطيع حينها أن ألومها عليه.
ماذا أفعل؟ هل أبتعد؟ هل أكمل؟ هل أصارحها وأعرف رأيها؟ أم أنسحب فى هدوء حفظا لماء الوجه؟.. أنا مشوش وتائه، ولا أحد يستطيع مساعدتى لأنى لم أخبر أحدا بهذا الموضوع إطلاقا، حتى والدتى، التى تتعجب هى الأخرى من تصرفاتى الأخيرة مع خطيبتى، لأنها تعلم جيدا مدى حبى لها.. أرجو أن تفيدينى بالمشورة يا دكتورة، وجزاك الله كل خير.


وإليك (خ) أقول:
عندما قرأت بداية رسالتك شعرت بكثير من المشاعر الحلوة، وانتابنى إحساس جميل بأن الدنيا لا زالت بخير، وأنه لا زال هناك حب صافي.. صادق.. مخلص، وأنه لازال هناك أناس يحبون ويقدرون من يحبون ويتعبون من أجلهم، أعجبنى جدا وصفك لخطيبتك بأنها توأم روحك، وأنك تفهمها كما تفهم نفسك.

وأعجبنى أكثر تمسكها هى أيضا بك، وصدق رغبتها فيك، بدليل انتظارها لك كل هذه السنوات، حتى أصبحت فى السابعة والعشرين من عمرها، وهى عمر من المؤكد أنها لاقت الكثير من الضغط عليها حتى تصل إليه فى انتظارك، أنتما حقا كما يقال فى الروايات عصفوران جميلان، تغردان معا أغنية الحب والإخلاص.. وها قد وفقك الله وساعدك حتى تتمكن من الارتباط بفتاة أحلامك، ويسر لكما أن تصبحا أخيرا سويا، فلماذا تحكم على هذه العلاقة الجميلة بالإعدام؟.. لماذا تضحى بها بهذه السهولة والبساطة؟ لماذا قررت ومن تلقاء نفسك أنه لا حل سوى الفراق؟.

أقدر جيدا حجم المشكلة، وأعرف ماذا يعنى أن تكون غير قادر على الإنجاب، لكن هذا لا يعنى أن تتوقف عن كل شئ آخر أنت قادر عليه، أنت قادر على العمل، قادر على الحب، قادر على العطاء، قادر على الحياة.. قادر على إسعاد هذه الإنسانة وكسب قلبها، فلماذا تترك كل هذا وتعطل كل نشاطات الحياة فى انتظار النهاية؟

هل تعتقد أنها وبعد أن انتظرتك كل هذه السنين ستسامحك إذا تركتها هكذا فجأة وبدون إبداء الأسباب حتى؟ هل هذا عدل؟ أفهم أنك تريد أن تفعل ذلك خوفا عليها وعلى مستقبلها، لكنها هى لا تفهم ذلك، وربما لن ترضى به، أنت بذلك تظلمها بكل تأكيد، وأنا متأكدة أنك لا تريد ذلك.

لماذا حكمت على الأمر بالفشل من البداية؟ لماذا اخترت أنها سترفض؟ أو أنها ستقبل فقط شفقة بك لا حبا فيك؟ ومن جهة أخرى لماذا اخترت انك لن يمكنك الإنجاب أبدا؟ وأنك لن تتجاوب مع العلاج؟ وأنه لن يكون هناك أبدا أى حل؟.. لماذا اخترت الجانب المظلم من كل الأمور؟

لا شك أنك فى حالة نفسية سيئة، لكننا ومع ذلك مطالبون بأن نحسن الظن بالله، وأن نوقن أنه رحيم حتى وأن ابتلانا، وأنه لن يبتلينا إلا بما لنا طاقة به، وأنه وحتى وإن كنا لا نرى للأزمة فرجا، إلا أنه قادر على كل شىء..
أخبرها بالحقيقة، ودع الاختيار لها، كن شجاعا وواجهها، وأترك لها الوقت لتفكر وترد عليك، احتمال رفضها 50%، لكن احتمال قبولها أيضا نفس ال 50%، فلماذا تحرم نفسك وتحرمها من هذه الفرصة؟.. اعرف أنك خائف ومتوجس من ردة فعلها، لكن فكر فى أنك لن تخسر شيئا أكثر إذا حاولت، بينما ربما ستظل تندم بقية حياتك إذا تركتها الآن دون أن تعرف رأيها، صدقنى نحن البشر لا نندم على الأشياء التى فعلناها بقدر ما نندم على الأشياء التى لم نفعلها فى حياتنا السابقة.

إذا قبلت سيكون شىء رائع، ودافع قوى للبحث عن كل سبيل للعلاج، وحتى وأن لم يحدث فقد تفكرا بشكل مختلف كان تكفلا طفل يتيم مثلا فى يوم من الأيام، وأن لم تقبل سيكون ذلك حقها، وستكون أنت قد أبرأت ذمتك أمامها وأمام نفسك، بأنك طرقت كل الأبواب، وسلكت كل السبل إليها، لكنها فى النهاية ليست من نصيبك، وربما تحمل لك الأيام من هى أفضل وأنسب لك، حتى وأن كنت لا ترى ذلك أو تصدقه الآن.

اقطع الشك باليقين، وتخلص من هذه الحيرة، وأعرف رأيها لتقف على أرض صلبة تستطيع البدء عليها من جديد، وأنا أستشعر أنك شخص قوى، صلب الإرادة، تعرف ما تريد وتعرف كيف تصل إليه، لهذا أنا على ثقة من أن الله لن يضيعك، وأنك ستجد الخير أينما كان.

للتواصل مع د. هبه وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة