هربا من الأزمة المالية

موظفو "وول ستريت" يلتحقون بالـ "سى آى إيه"

السبت، 20 يونيو 2009 04:37 م
موظفو "وول ستريت" يلتحقون بالـ "سى آى إيه" موظفو "وول ستريت" يلتحقون بالـ "سى آى إيه" هربا من الأزمة المالية
إعداد ديرا موريس عن لوفيجارو

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يمكن تقديم مصلحة الدولة على المصلحة الشخصية؟ قد لا تكون تلك فكرة معتادة فى وول ستريت، إلا أن الأمر يستحق العناء. هذا هو ما اعتقدته وكالة الاستخبارات الأمريكية عندما رأت الاستفادة من الظروف الصعبة التى يمر بها مئات من الموظفين المتضررين من الأزمة المالية فى شارع المال والبورصة الأمريكية، فأعلنت عن استعدادها هذا الصيف لتعيين رجال المال والاقتصاد السابقين الذين يبحثون عن وظيفة ومرتبات مستقرة.

تحت عنوان "سى آى إيه تجند جواسيس بين موظفى وول ستريت" يقول مراسل صحيفة لوفيجارو فى نيويورك إن وكالة الاستخبارات الأمريكية قد بثت مؤخرا إعلانا فى الإذاعة الأمريكية تقول فيه "إلى خبراء المال والاقتصاد، إذا كنتم لا ترغبون فى الحصول فقط على الحد الأدنى من الدخل، فإن وكالة الاستخبارات المركزية تحتفظ لكم بمهمة لم يسبق أن عرفتموها من قبل (...) فهيا لتصنعوا فرقا فى مهنتكم ووطنكم".

يقول المتحدث باسم الوكالة رون باتريك إنه عادة ما يبحث المهتمون بالعمل فى وكالة الاستخبارات عن خدمة حكومتهم وبلدهم، وقد لا يكون هذا هو نفس الهدف مع وجود الرغبة فى تحقيق أرباح، وبالتالى فمن سيتمكن من التمييز بين الاثنين عليه النجاح فى الاندماج بشكل جيد داخل الوكالة، وهو الأمر الذى سيحسمه جهاز كشف الكذب الذى ينبغى مرور جميع المرشحين عليه، كما تلزم قواعد الـ "سى آى إيه"، فضلا عن أن كل من تقدم منهم للالتحاق بالوكالة سيكون عليه الخضوع لفحوص طبية ونفسية وجميع اختبارات الوكالة الصعبة.

تضيف الصحيفة أن الأجور التى سيحصل عليها الملتحقون ستتراوح بين 60 ألف إلى 100 ألف دولار فى السنة وقد تصل إلى 160 ألف للمتميزين منهم. وعلى الرغم من أن تلك الرواتب ليست رائعة مقارنة مع مثيلاتها فى وول ستريت، إلا أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تمنح العديد من المزايا الأخرى، خاصة فى ظل تلك الأزمة التى فقد فيها القطاع المالى 30 ألف وظيفة فى الولايات المتحدة فى شهر مايو وحده، مما دفع عددا كبيرا من الخبراء فى هذا القطاع إلى البحث عن وظائف أخرى.

وعن طبيعة العمل الذى سيقومون به داخل وكالة الاستخبارات، تقول الصحيفة إنه ينبغى ألا يتوهم رجال الاقتصاد هؤلاء أنهم سيصبحون "العميل جيمس بوند"، إذ إن مهمة "جواسيس المستقبل" سوف تقتصر على تحليل المعلومات كما يقول الإعلان على موقع الوكالة، والذى يؤكد أن الـ "سى آى إيه" فى حاجة خاصة "للاقتصاديين الذين لديهم خلفية قوية عن الصين والشرق الأدنى وجنوب آسيا، فضلا عن المتخصصين فى النظم المصرفية الدولية والمعاملات والعقود المالية والطاقة".

ووفقا أيضا للإعلان، سيكون أمام "عملاء المستقبل" مهمة أخرى لا تقل إثارة، وهى تقييم الأنشطة المالية غير المشروعة لشبكات الإرهاب، والجماعات الإجرامية والحكومات الأجنبية، المتعلقة على سبيل المثال ببيع أسلحة الدمار الشامل وغسيل الأموال، وغيرها.

تضيف الصحيفة أنه سيسمح فقط بقبول المواطنين الأمريكيين، وذلك على الرغم من أن الوكالة تجند العديد من الأشخاص فى الخارج. وسيبدأ إجراء المقابلات مع المرشحين، والتى يجب أن تتم فى مكان سرى فى نيويورك، خلال فصل الصيف. ويذكر أن العديد من هؤلاء المرشحين قد تم تعيينهم فى وول ستريت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.

وتتساءل الصحيفة فى النهاية هل سيكون لمسألة السجون السرية وحالات التعذيب تأثير فى الحد من طموحات هؤلاء المرشحين؟ بالتأكيد لا، حيث تدعى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أنها قد حصلت على 180 ألف طلب للعمل بها لعام 2009.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة