بالفيديو.. ندا سلطان رمزاً للثورة الإيرانية

الثلاثاء، 23 يونيو 2009 05:48 م
بالفيديو.. ندا سلطان رمزاً للثورة الإيرانية الشابة الإيرانية ندا أجا سلطان - AFP
إعداد ديرا موريس وإنجى مجدى ورباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت لقطات الفيديو التى تظهر فيه الشابة الإيرانية ندا أجا سلطان، ملقاة على الأرض تنزف بغزارة أمام والدها وتلفظ أنفاسها الأخيرة على مرأى من العالم، صخباً واسعاً وغضباً عارماً إزاء تفاقم الأوضاع فى إيران، كما تصدر نبأ مقتلها كبرى الصحف العالمية اليوم الثلاثاء، ويقول روجر كوهين، الكاتب بجريدة نيويورك تايمز الأمريكية إن "الشهيدة" ندا باتت رمزاً آخر من رموز الغضب الذى يستشعره الإيرانيون، ولكن تجربتها كانت الأشجع والأعمق والأصدق بين صفوف النساء الإيرانيات اللاتى ظهرن كقوة لا يستهان بها. ويرى الكاتب أن ندا قد تصبح "مريم إيران العذراء".

ويتساءل الكاتب عما إذا كان مقتل هذه الفتاة سيغير من الأوضاع شيئاً، وهل ستنجح قوى المعارضة بقيادة مير حسين موسوى فى وضع نهاية للاضطرابات التى أرهقت الشوارع الإيرانية؟ وهل ستحقق الانتفاضة الإيرانية أهدافها غير الواضحة؟.

ويشير كوهين إلى أنه عقب إطلاق النار على الطالبة الإيرانية يوم السبت الماضى، اختفى على ما يبدو موسوى، واعترى الزعيم الثورى العنيد الصمت، ولكنه تحدث صباح الاثنين، قائلاً إن "الاحتجاج ضد الأكاذيب والغش إنما هو حق"، متحدياً بذلك مطالب المرشد الأعلى، آية الله خامنئى بوقف أعمال الشغب فوراً. وتقول نيويورك تايمز فى تقرير آخر إن المواقع الإلكترونية والقنوات التابعة لقوى المعارضة، طالبت بتغيير اسم شارع كارجار، الذى قتلت فيه الشابة الإيرانية، إلى شارع ندا.

وحول الموضوع نفسه، اهتمت صحيفة واشنطن بوست بتسليط الضوء على الدور المحورى الذى لعبته النساء الإيرانيات فى هذه الثورة التى تشهدها إيران، وقالت آن أبلبوم، تحت عنوان "النساء الإيرانيات قوة لا يمكن إغفالها"، إن سقوط ندا سلطان، التى تبلغ من العمر 26 عاماً، وتدرس الفلسفة، كان له أبلغ الأثر فى تأكيد الدور الذى لعبته النساء فى هذه "الثورة"، وعلى الرغم من عدم تأكد الكاتبة عما إذا كانت سيصبح وجه هذه الشابة اليافعة رمزاً لهذه الثورة، إلا أنها ترى أن هناك ارتباطا وثيقا بين العنف المتفاقم فى إيران خلال الأسبوع الماضى، وحركة حقوق النساء التى اكتسبت قوتها ببطء خلال السنوات الماضية فى البلاد.

ومن ناحية أخرى، رأت الصحف البريطانية أن موت ندا سلطان سلط الضوء على وحشية النظام الإيرانى، كما أكد البعض أيضا أن آخر نفس لها كان يمثل أمل لبداية جديدة للبلاد وميلاد الحرية، فلقد وصفتها صحيفة التليجراف بأنها ملاك الحرية وقالت عنها التايمز أنها الوجه التراجيدى للتمرد، فهى الشهيدة التى قتلت برصاص ميليشيات الباسيج خلال مشاركتها فى الاحتجاجات التى سادت البلاد بسبب التزوير الذى شاب الانتخابات الإيرانية.

هز مقتل ندا سلطان أرجاء البلاد وسجل فصل جديد فى تاريخ الصراع الإيرانى مع النظام الدينى فى البلاد، وقالت صحيفة التايمز إن ندا الذى يعنى اسمها "النداء أو الصوت" أصبحت شهيدة من أجل الحرية كما وصفتها بأنها ملاك إيران. وأشارت الصحيفة أن مشهد موت سلطان يذكرنا بمشهد الطالب الذى تحدى الدبابات الصينية فى ميدان تيانامين فى 1989، كما وصفها أحد الإيرانيين بأنها بطلة وشهيدة.

وتؤكد الديلى تليجراف أن مقتل تلك الفتاة التى باتت ملاك للحرية على يد الباسيج أصبح محط اهتمام الاحتجاجات ضد النظام الدينى فى إيران، كما تنقل الصحيفة عن شخص قال إنه صديقها المقرب، وأنه حاول قبل عدة أيام إقناعها بعدم الخروج للتظاهرات والاحتجاجات إلا انها أصرت وقالت له "إننى أريد فقط الديمقراطية والحرية لشعب إيران". وقد احتلت كذلك ندا مكانا هاما فى الصحافة الفرنسية، تلك الفتاة التى أجمعت الصحف على أنها باتت شهيدة المعارضة وأحد وجوه ضحايا القمع الذى يمارسه النظام الإيرانى.

حيث وصفتها صحيفة لوموند، "بالظاهرة" التى تلخص الموقف المعقد الذى تشهده إيران، والتى طافت العالم بأجمعه خلال ساعات معدودة بفضل بث فيديو مقتلها بين يدى والدها على موقع Twitter الذى بات، كما تشير الصحيفة، أحد المواقع القليلة التى لا تزال متاحة لبث المعلومات حول الوضع فى إيران، نتيجة الرقابة الصارمة التى يفرضها النظام الإيرانى على شبكة الإنترنت والتصنت على أجهزة التليفون المحمول، والترهيب الذى يمارسه ضد الصحفيين الأجانب.

وقد سجل هذا الفيديو نسبة مشاهدة عالية، حتى إن الكاتب البرازيلى الشهير باولو كويلهو قد قرر بثه على المدونة الخاصة به، كما يقول، حتى يشاهدها العالم بأسره بعد أن أرسلها له طبيب إيرانى صديق له، تبدو صورته على الفيديو وهو يحاول مساعدة ندا.

أما صحيفة لوفيجارو فقد اهتمت بالدور الذى لعبه الإنترنت كوسيلة لنقل قصة ندا "ملاك إيران" التى أصبحت أحد "رموز" الإنترنت، فقد وصلت نسبة المشاهدة خلال الاثنتى عشرة ساعة التى تلت بثه إلى 6648، متسائلة ما إذا كان هذا الاختراع، الذى يعد أعظم اختراع إنسانى فى مجال الاتصالات يمكن أن يلعب دورا فى تغيير مجريات الأحداث فى إيران.

وهو الأمر الذى تعتقده من جانبها صحيفة "لاليبر بلجيك" البلجيكية التى ترى أن مشهد مقتل ندا، قد يكون له أثر كبير على الرأى العام فى بلد يمتلك فيه مفهوم "الشهادة" والتضحية بالذات من أجل الحق والعدل صدى عميق فى النفوس. وتذكر الصحيفة كيف لعبت وفاة المتظاهرين وعروض الحداد التى تلتها خلال الثورة الإسلامية عام 1979 دورا هاما فى انبثاق الحركة التى أطاحت بالشاه.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة