كريم يحيى يكتب: أتمرد ولكن

نعم أتمرد، ولكن لا أريد من وراء تمردى إلا توجيه رسالة للرئيس وللإخوان المسلمين:
أنا من أكثر الناس حبا لكم، أعرفكم منذ زمن بعيد..
كنت أساندكم دائما أيام النظام السابق دون سابق معرفة، تعرضت معكم للظلم كثيرا وللضرب أحيانا وللإهانة دائما، لم أيأس ودائما كنت أقف معكم مساعدا بأى شىء حتى ولو بقلبى، فقط ليقينى إنكم مظلومين، كنت أريد التغير، رأيت فيكم القدرة على الصمود رغم الاعتقالات، رأيت فيكم رباطة جأش رغم كل الإهانات، رأيت فيكم عزة النفس رغم كل المظالم.

معجب بكم للدرجة التى كانت تجعلنى اعتكف فى العشر الأواخر من شهر رمضان كل عام بنفس المسجد الذى تعتكفون بة متجاهلا ما سيحدث لى من عاقبة أمر، من اعتقال أو ملف أسود بأمن الدولة، أو من يد مخبر قد تطولنى وتهين كرامتى، ولكنى لم أنظر لكل هذا، لأنى أكرة الظلم لى ولغيرى، وكنت لا أريد أن تكونوا وحدكم أمام نظام ظالم.

معجب بكم للدرجة التى ساندت فيها كل من ينتمى إليكم بعد الثورة، أيدت المهندس خيرت الشاطر بقوة، وعندما استبعد أيدت الدكتور محمد مرسى أكثر، وفى انتخابات مجلس الشعب والشورى انتخب مجموعتكم بالكامل، وساندتكم بالدعاية دون انتظار أى مقابل أو طمع بأى منصب، دائما فى صفكم وأدافع عنكم، لأنى أعرف أشخاصا رائعين منكم واعتبرهم مثلا أعلى يحتذى به، وأعرف إنكم صادقوا النية دائما، لا تريدون إلا الخير للجميع وأشهد على ذلك من سابق معرفتى لكم.
ولكنى أتمرد
ليس لرحيل نظام، أو لإجراء انتخابات مبكرة، أو لمساندة إعلام فاسد لا يريد إلا الفساد..
ولكنى أتمرد لكم
أتمرد بعد رؤية شعبيتكم تنخفض يوما بعد يوم، دون تحرك
أتمرد لأنكم بدأتم بالابتعاد عن الشارع والشعب، والتفرغ للسلطة، وتركتم الشعب يصدق ما يقوله الإعلام وراغبوا الشهرة..
أتمرد لأنكم أصبحتم تشبهون إلى حدا كبير إدارة النظام السابق للبلد، فى الاستهانة بالشباب والمعارضة، وعدم سماع أصواتهم

أتمرد لانفراد تام بالسلطة، تذكرنى ببداية نفس النظام السابق..
أتمرد بعد رؤية أشخاص مثلى كانوا يساندوكم، وأصبحوا الآن ضدكم، لأسباب كثيرة.

أتمرد لأنه آن الأوان لكم أن تصححوا الكثير من الأخطاء الموجودة لديكم، حتى لا تخسروا المزيد، ويضيع رصيدكم عن الشعب، ويفقدوا الثقة بكم.

فقط أتمرد لأنى أريد منكم العودة مرة أخرى، وأنتم تعرفون إلى من ستعودون!!!!!
وإلا فتخسروا الجميع قريبا