مبارك ومرسى نظامان مختلفان ولسان واحد.. المخلوع لـ"إيه بى سى" لن أستقيل احتراما للدستور وأخشى الفوضى والإخوان وراء العنف.. ومرسى للجارديان: سأبقى احترما للشرعية والفلول يقودون مظاهرات 30 يونيو

الأحد، 30 يونيو 2013 10:16 م
مبارك ومرسى نظامان مختلفان ولسان واحد.. المخلوع لـ"إيه بى سى" لن أستقيل احتراما للدستور وأخشى الفوضى والإخوان وراء العنف..  ومرسى للجارديان: سأبقى احترما للشرعية والفلول يقودون مظاهرات 30 يونيو محمد مرسى
سهام الباشا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاهد متكررة نعيشها بعد عامين ونصف على ثورة الخامس والعشرين من يناير، بالأمس كانت خطب الرئيس السابق مبارك وحواراته الصحفية محاولة بائسة منه للتأكيد على شعبيته الجارفة، وأن الاعتراض عليه لا يأتى سوى من حفنة قليلة لا هدف لديها سوى أعمال الفوضى وإشاعة الشغب داخل البلاد، وأن ديمقراطيته لا مثيل لها وأن الشعب الذى يقف بجانبه عليه أن يقاوم هؤلاء المشاغبين، واليوم أيضا لا تزال الفوضى على يد حفنة مخربة هدفها القضاء على الشرعية وإشاعة الشغب هى لسان حال رئيس جمهورية مصر العربية بعد الثورة، مع الفارق بأن الأول هو الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك والثانى هو الرئيس الحالى محمد موسى العياط.

ما نشرته جريدة الجارديان البريطانية من حوار مطول مع الرئيس مرسى صبيحة اليوم الأحد، الثلاثون من يونيو، والذى يمثل يوما فاصلا فى تاريخ المصريين فى الاعتراض على حكم الإخوان المسلمين للبلاد، أعاد إلى الأذهان حوار سابق أجراه الرئيس المخلوع مبارك مع شبكة الـ"إيه بى سى" الأمريكية يوم 3 فبراير 2011، بعد أيام قليلة من بداية الثورة، فمبارك فنّد من وجهة نظره الخاصة به وبنظامه أسباب التى أدت للاعتراض عليه وعلى حكمه وجاءت كلماته تنم على ثقته بأن نظامه قائم ولا يمكن زواله. واليوم نقرأ حوار لرئيس الجمهورية يحمل كلمات متشابهة جدا فى الأحرف والمعانى.

دعونا نقرأ كلمات كلا الرئيسين ومبرراتهما فى الدفاع عن أنظمتهما سواء تلك التى تفوهوا بها فى حواراتهما الصحفية، أو خطاباتهما التى تزامنت مع التظاهر التى قامت ضدهما أما فى 25 يناير 2011 أو التى نعيش أجوائها حاليا فى الـ30 يونيو 2013:
• مبارك لشبكة الـ"إيه بى سى" الامريكية:
• قال إنه مستاء جدا مما جرى فى ميدان التحرير وأنه يود الاستقالة لكنه يخشى الفوضى مضيفا "زهقت من الحكم ولا أستطيع أن أتركه " وأكد مبارك إنه يشعر بالقوة وأنه لن يفر أبدا

• حمل مبارك جماعة الإخوان المسلمين مسئولية أعمال العنف وسفك دماء فى ميدان التحرير، وأنه كان حزينا للغاية بشأنه ما حدث وإنه لا يود أن يرى المصريين يقاتلون بعضهم بعضا.

لم يختلف حوار مرسى كثيرا عن مبارك، فهو الآخر ألقى باللوم على المتربصين به وأنهم تسببوا فى أحداث العنف وإشاعة الفوضى فى البلاد، مع الفارق أن المتهم هنا ليس جماعة الإخوان المسلمين كما كان فى عهد مبارك بل هم الفلول المواليين للنظام السابق من وجهة نظره، (على الرغم من أن حقيقة الأعداد الغفيرة التى تظاهرت اليوم ضده تؤكد أن هذا المبرر ضعيف ولا يمكن تصديقه فإذا كان كل هؤلاء المتظاهرون فلولا لماذا لم يخرجوا يوما بهذه الأعداد للدفاع عن مبارك)، ففى حواره مع الجارديان قال مرسى:

• أصر على أن القتال تم تنسيقه بين الدولة العميقة وفلول النظام القديم الذى استأجروا بلطجية للهجوم على أنصاره فى الإخوان المسلمين، مضيفا "لديهم أموال وحصلوا على الأموال من الفساد، واستخدموا أموالهم الفاسدة للانقلاب على النظام وإعادة النظام القديم إلى السلطة.. دفعوا هذه الأموال الفاسدة للبلطجية ثم حدث العنف".

• وكما ساق مبارك مبررا بأنه لا يستطيع ترك المنصب خوفا على البلاد، نجد أن مرسى برر بقائه فى الحكم وعدم تقديم استقالة مبكرة بأن من شأن ذلك تقويض شرعية من يخلف بعده، وأن ذلك سيؤدى لفوضى لا تنتهى، وسيكون هناك ناس أو معارضون يرفضون الرئيس الجديد أيضا، وبعد أسبوع أو شهر، سيطلبون منه التنحى".


• ومثلما أكد مبارك على حقه فى أن يستمر فى الحكم حتى انتهاء مدة رئاسته طبقا للدستور تمسك مرسى بمنصبه فى حواره من منطلق أنه رئيس منتخب له شرعية دستورية.
• و بجانب الحوارات الصحفية التى عكست أوجه عديدة فى طريقة الحوار والأسباب التى فندها الرئيسان فى الرد على معارضيهما، جاءت خطاباتهما حول ثورة المواطنين ضدهما لتعكس أوجها إضافية فى الشبه. ويكفى أن نلقى الضوء على عدد من المحاور المشتركة بين خطابات مبارك الثلاثة قبل تنحيه عن الحكم وبين الخطاب الأخير الذى ألقاه مرسى يوم 26 من يونيو الحالى أى قبل أربعة أيام من خروج المتظاهرين ضده.

"الحوار الوطنى" فزاعة مبارك ومرسى:
كانت تلك هى الفزاعة التى يعتمد عليها مبارك فى خطاباته ليؤكد على أن نظامه نظاما ديمقراطيا يسعى للحوار مع الجميع، وأن الأزمة فى رفض القوى السياسية لهذا الحوار، ففى خطابه الثانى يوم 1 فبراير أكد أنه كلف نائب رئيس الجمهورية بالحوار مع كل القوى السياسية، حول كل القضايا المثارة للإصلاح السياسى والديمقراطى، وما يتطلبه من تعديلات دستورية وتشريعية.. وبالنظر لهذا الرفض لدعوتى للحوار.. وهى دعوة لا تزال قائمة.. فإننى أتوجه بحديثى اليوم مباشرة لأبناء الشعب.

ونفس الأمر بالنسبة للرئيس محمد مرسى فى خطابه وحواره مع الجارديان بل وما جاء على لسان المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية فى المؤتمر الصحفى الذى عقده عصر اليوم الأحد، كمحاولة لإلقاء الكرة يلقى الكره فى ملعب المعارضين، حيث قال مرسى "الحوار مع المعارضة لا يزال مفتوحا".

إلا أن كلا الرئيسين لم يدركا أن الأمر لم يعد فى يد حفنة من الأشخاص يحركون الأمور كيفما يشاءوا، فالأمر اليوم أصبح فى يد الشعب بأكمله هو من يقرر الحوار أو الاحتجاج والثورة على الحاكم فلم يعد الهدوء والاستقرار بمفردهما هما ما يحتاج إليه الشعب بل أصبحت له أحلام وآمال أكبر بكثير مما يتصوره الحكام فى مقدمتها الكرامة والعدالة والحرية وحقوق ضائعة توفر لهم حياة كريمة.

الجيش والشرطة حصون للرئاسة:
لم يضع أى منهما حلولا مرضية فى كيفية إعادة هيكلة الشرطة بحيث تصبح قادرة على حفظ أمن المواطن البسيط وليس الاعتداء عليه وعلى آدميته بل راهن مبارك ومرسى على اعتمادهما على القوات المسلحة باعتبار أن رئيس الجمهورية هو القائد العام للقوات المسلحة.

حيث قال مبارك، فى خطابه يوم جمعة الغضب: "إن قوات الشرطة بادرت إلى حماية الشباب احتراما لحقهم فى التظاهر السلمى طالما تم فى إطار القانون وقبل أن تتحول هذه التظاهرات لأعمال شغب تهدد النظام العام وتعيق الحياة اليومية للمواطنين، إن هذه التظاهرات وما شهدناه قبلها من وقفات احتجاجية، وإننى كرجل من أبناء قواتنا المسلحة.. ليس من طبعى خيانة الأمانة.. أو التخلى عن الواجب والمسئولية ".

فيما أكد مرسى على إيمانه بالدور الذى فى القيادة العليا للجيش، خاصة الفريق أول عبد الفتاح السيسى، ووجه مرسى رسالة للقوات المسلحة قائلا: هناك من لا يريد أن تكون علاقة الرئاسة بالقوات المسلحة جيدة، مؤكدا على أن رئيس الدولة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأن مؤسسات الدولة تعمل فى انسجام تام، مشددا على أن علاقة الرئيس بالوطن ستبقى قوية، قائلا سنقطع الأصابع العابثة.. أتوعدكم بالقانون، وأنا القائد الأعلى للقوات المسلحة والقانون العسكرى فيه ما يعاقبكم".

أما بالنسبة للشرطة فقد تحدث عنها مرسى بأسلوب ملئ بالمغازلة لجميع أفراده كمحاولة لكسب ودهم، مؤكدا أن المهمة كبيرة جدا ووزير الداخلية ورجالة لا ينامون، والوطن واسع وكبير، ولكى ننتقى السوس من الجسد العظيم تحتاج لعملية جراحية أن الأوان لإجرائها.

الشهداء الوتر الحساس:
لعب مبارك ومن بعده مرسى على استخدام الشهداء وحقوقهم كحلقة وصل تربطهم بالشعب وأن حقوق هؤلاء ما زالت محفوظة على الرغم من أن هؤلاء الشهداء وقعوا على ظهورهم بسبب الرئيس الأول، أما الرئيس الثانى فهو من خذلهم ولم يقتص لهم.

• مبارك فى خطابه الأخير يوم 10 فبراير 2011 قال "أقول لكم قبل كل شىء إن دماء شهدائكم وجرحاكم لن تضيع هدرا، وأؤكد أننى لن أتهاون فى معاقبة المتسببين بها بكل الشدة والحسم، وسأحاسب الذين أجرموا فى حق شبابنا بأقصى ما تقرره أحكام القانون من عقوبات رادعة. وأقول لعائلات هؤلاء الضحايا الأبرياء: إننى تألمت كل الألم من أجلهم مثلما تألمتم، وأوجع قلبى كما أوجع قلوبكم. وإزاء ما فقدناه من شهداء من أبناء مصر فى أحداث مأساوية حزينة أوجعت قلوبنا وهزت ضمير الوطن، أصدرت تعليماتى بسرعة الانتهاء من التحقيقات حول أحداث الأسبوع الماضى، وإحالة نتائجها على الفور إلى النائب العام ليتخذ بشأنها ما يلزم من إجراءات قانونية رادعة!".

• أما مرسى فقد استهل خطابه الذى ألقاه بعد عام على توليه الحكم طابه بالترحم على شهداء الثورة ومصابى ثورة 25 يناير، مؤكدًا أن بدونهم لم تكن الثورة قامت، وألقى باللوم على النائب العام وعدم كفاية الأدلة لإدانة الجناة والمتسببين فى قتلهم.

الشباب وعباءة المعارضة..
كان للشباب أيضا نصيبا كبيرا من خطابات الرئيسين لما لهم من دور كبير فى ارتداء عباءة المعارضة ضد النظام أيا كان رئيسه:
وهو ما ظهر فى حديث مبارك للهم قبل تنحيه بيوم "أقول لكم إننى كرئيس للجمهورية لا أجد حرجا أو غضاضة أبدا فى الاستماع لشباب بلادى والتجاوب معه، لكن الحرج كل الحرج، والعيب كل العيب، وما لم ولن أقبله أبدا.. أن أستمع لإملاءات أجنبية تأتى من الخارج، أيا كان مصدرها وأيا كانت ذرائعها أو مبرراتها".
ولم يختلف خطاب مرسى الأخير عن مغازلة الشباب أيضا، قائلا "إن الشباب يمتلك حالة ثورية وطاقة للتغيير، واجتهدت فقدرت أنه لابد من تقديم الشباب للمناصب".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة